حديث الجمعةشهر شعبان

حديث الجمعة 543: ظهور المُنقِذ العالميِّ عقيدة كلِّ الأديان والأمم! – كيف سوف ينتصر الإمام المهدي (ع)؟

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.

ظهور المُنقِذ العالميِّ عقيدة كلِّ الأديان والأمم!
وبعد: فإنَّ ظهور (مُنْقذٍ) في آخرِ الزَّمانِ يُخلِّص العالم من كلِّ الشُّرور، ومن كلِّ الفساد، ومِن كلِّ الظُّلم، ومن كلِّ الحروب، ومن كلِّ الدَّمار، إنَّ ظهور هذا المنقذ العالميِّ هو قضيَّة تشكِّل معتقدًا لدى كلِّ الأديان والأمم، ولدى عددٍ غير قليل من الفلاسفةِ، والمفكِّرين.

أوَّلًا: المُنقذ عند أهل الكتاب
أهل الكتاب (اليهود، والنَّصارى) ينتظرون (المسيح عيسى عليه السَّلام)، فهو المخلِّص الأعظم في آخر الزَّمان عندهم.

ثانيًا: المُنقِذ عند فلاسفة الغرب
بعض فلاسفة الغرب تحدَّثوا عن (المصلح العظيم) الذي ينتظره العالم.

1-قال الفيلسوف الإنجليزيُّ الشَّهير (برتراند راسل): ‹إنَّ العالم في انتظار مُصْلحٍ يُوحِّد العالم تحت عَلَمٍ واحدٍ، وشِعار واحد›.

2-وقال العلَّامة (آينشتاين) صاحب (النَّظريَّة النِّسبيَّة): ‹إنَّ اليومَ الَّذي يسودُ العالمَ كلَّهُ الصُّلحُ والصَّفاء، ويكون النَّاس متحابِّين متآخين ليس ببعيد›.

3-وقد بشَّر الفيلسوف الإنجليزيُّ الشَّهير (برنارد شو) في كتابه (الإنسان والسُّوبرمان) بمجيئ المصلح.
وقال الأستاذ العقَّاد في كتابه (برناردشو) معلِّقًا على كلام الفيلسوف (برناردشو): ‹يلوح لنا أنَّ سوبرمان شو ليس بالمستحيل، وأنَّ دعوته إليه لا تخلو من حقيقة ثابتة›.

ثالثًا: المُنقذ عن المسلمين
أمَّا المسلمون فهم على اختلاف مذاهبهم، وفِرقهم يعتقدون – إلَّا مَنْ شذَّ – بظهور الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) في آخر الزَّمان؛ ليملأ الأرض قسطًا وعَدْلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا.

وقدر صرح بهذا الأكابر من علماء المذاهب.
1-تطرُّف ابن خلدون، واضطِّراره للاعتراف بالمهدويَّة!
ورغم التَّطرُّف الشَّديد عند (ابن خلدون) تجاه عقيدة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)، إلَّا أنَّه يجد نفسه مضطَّرًا أنْ يعترف بهذه الحقيقة عند المسلمين.

وهذا نصُّ ما أورده في كتابه المشهور (تاريخ ابن خلدون)، حيث قال بالحرف الواحد:
‌أ-‹اعلم أنَّ المشهور بين الكافَّة من أهلِ الإسلام على ممرِّ الأعصار: أنَّه لا بدَّ في آخر الزَّمانِ من ظهور رجلٍ من أهلِ البيت يؤيِّد الدِّين، ويُظهر العدلِ، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلاميَّة، ويسمَّى المهديُّ، ويكون خروج الدَّجَّال، وما بعده من أشراط السَّاعة الثَّابتة في الصَّحيح على أثره، وأنَّ عيسى ينزل من بعده، فيقتل الدَّجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمهديِّ في صلاته، …›. (تاريخ ابن خلدون 1/311، ابن خلدون).

‌ب- ويقول ابن خلدون: ‹…، إنَّ جماعة من الأئمَّة خرجَّوا أحاديث المهديِّ منهم: الترمذي، وأبو داود، والبزار، وابن ماجه، والحاكم، والطَّبرانيُّ، وأبو يعلى الموصلي، وأسندوها إلى جماعة من الصَّحابة مثل: عليّ، وابن عبَّاس، وابن عمر، وطلحة، وابن مسعود، وأبي هريرة، وأنس، وأبي سعيد الخدري، وأمِّ حبيبة، وأمِّ سلمة، …›. (تاريخ ابن خلدون 1/311، ابن خلدون).

2-منتقِدو ابن خلدون
ورغم كلِّ هذا الكلام، فابن خلدون يبقى مُصِرًّا على التَّشكيك في قضيَّة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)، إلَّا أنَّ عددًا كبيرًا من (الأعلام) المتخصِّصين في شؤون الحديث قد مارسوا نقدًا قاسيًا ضدَّ ابن خلدون!

‌أ-فهذا أبو الطيب القنوجي أحد الأعلام المجدِّدين، يقول ناقدًا ابن خلدون: ‹بل إنكار ذلك – يعني ظهور المهديِّ – جُرْأة عظيمة في مقابل النُّصوص المستفيضة المشهورة البالغة إلى حدِّ التَّواتر›. (الإمام المنتظر (عج) قراءة في الإشكاليات، الغريفي، 1/41).

‌ب-وهذا أبو الفيض الغماري الشَّافعي أحد الحفَّاظ يقول ناقدًا ابن خلدون: ‹تدبَّرت كلامه، فإذا هو مموَّه بشبهٍ واهيةٍ، يعارضُ بعضُها بعضًا، مُركَّب من مقدّماتٍ وهميةٍ موهمة، تناقض نتائجها نقضًا، مؤلَّف من مغالطاتٍ يخيل للنَّاظر أنَّها حجج قويَّة ترفض النِّزاع رفضًا، محشو بتعسُّفاتٍ تغضُّ من صاحبها غضًّا، ومجازفاتٍ تحطُّ من قدرِهِ، وتنقص منه طولًا وعرضًا›. (الإمام المنتظر (عج) قراءة في الإشكاليات، الغريفي، 1/45).
ولست في حاجه أنْ استرسل في نقل كلمات النَّاقدين لابن خلدون، فقضيَّة (الإمام المهديِّ عليه السَّلام) من (المُسَلَّمات)، وقد عالجتُ (إشكالات ابن خلدون) معالجة مستفيضه في كتابي (الإمام المنتظر قراءة في الإشكاليَّات) – المجلَّد الأوَّل – والكتاب في مجلَّداته السِّتَّة هو دراسة نقديه لعدد من (الإشكاليات) التي تواجه (قضيَّة الإمام المهديِّ عليه السَّلام)

3-أصل فكرة المخلِّص
أعود للقول: إنَّ أصل (فكرة المخلِّص) هي موجودة لدى الأديان السَّماويَّة، ولدى معظم الشُّعوب، وكذلك لدى عدد من العباقرة والفلاسفة، ولا يضرُّ بأصل الفكرة أنْ تتعدَّد الأقوال في تعيين هذا (المخلِّص).
وتتَّفق مصادر أهل الكتاب، ومصادر المسلمين أنَّ (المسيح عيسى عليه السَّلام) ينزل في آخر الزَّمان.
إلَّا أنَّ أهل الكتاب من اليهود والنَّصارى يعتبرونه هو (المخلِّص الموعود).

أمَّا المسلمون، فيعتبرون نزوله من السَّماء؛ ليكون داعمًا، ومساندًا، ومؤيِّدًا لحركة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)، حيث يصلِّي خلف الإمام المهديِّ (عليه السَّلام).

أحاديث تؤكِّد نزول المنتظر (عليه السَّلام) من السَّماء
وهذا ما تؤكِّده أحاديث المسلمين.

1-«عن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): فيلتفت المهديُّ وقد نزل عيسى (عليه السَّلام) كأنَّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهديُّ: تقدَّم صلِّ بالنَّاس.
فيقول عيسى (عليه السَّلام): إنَّما أُقيمت الصَّلاة لك.
فيصلِّي عيسى خلف رجلٌ من ولدي، -وهو المهديُّ-». (المعجم الموضوعي، ص 652، الكوراني).

2-وفي حديث آخر، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «…، ويدخل المهديُّ (عليه السَّلام) بيت المقدس ويصلِّي بالنَّاس إمامًا، فإذا كان يوم الجمعة وقد أقيمت الصَّلاة نزل عيسى بن مريم (عليه السَّلام) بثوبين مشرقين حمر كأنَّما يقطر من رأسه الدّهن، رَجْلُ الشَّعر صبيح الوجه، أشبه خلق الله (عزَّ وجلَّ) بأبيكم إبراهيم خليل الرَّحمن (عليه السَّلام)، فيلتفت المهديُّ (عليه السَّلام)، فينظر عيسى (عليه السَّلام)، فيقول لعيسى: يا ابن البَتول، صلِّ بالنَّاسِ.
فيقول – يعني عيسى -: لك أقيمت الصَّلاة.
فيتقدَّم المهديُّ (عليه السَّلام)، فيصلِّي بالنَّاسِ، ويصلِّي عيسى (عليه السَّلام)، ويبايعه». (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السَّلام 2/122، الكوراني).

3-وفي حديث ثالث، عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «لا تزال طائفة من أمَّتي تقاتل عن الحقِّ حتَّى ينزل عيسى بن مريم (عليه السَّلام)، …، ينزل على المهديِّ، فيقال له: تقدَّم يا نبيَّ الله، فصلِّ لنا.
فيقول: إنَّ هذه الأمَّة أميرٌ بعضهم على بعضٍ لكرامتهم على الله (عزَّ وجلَّ)». (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السَّلام 1/52، الكوراني).

4-وفي حديث رابع، عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «…، وإمامهم المهديُّ رجل صالح، فبينما إمامُهم قد تقدَّم يصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزل عيسى بن مريم ، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم، فصَلِّ، فإنَّها لكَ أقيمتْ.
فيصلي بهم إمامهم، …». (العرف الوردي في أخبار المهدي، جلال الدين السيوطي ص 113، ح70).

5-وجاء في صحيح البخاريِّ عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم». (صحيح البخاري 4/143، البخاري).
وقد أجمع شُرَّاح البخاريِّ أنَّ لفظة: «وإمامكم» الواردة في حديث البخاريِّ تعني: (الإمام المهديَّ عليه السَّلام)
وصلاة نبيِّ الله عيسى (عليه السَّلام) خلف الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) أكَّدتها أخبارٌ كثيرة، ودوَّنتها مصادر معتمدة.

ما هي حكمة نزول النبي عيسى (عليه السَّلام) آخر الزَّمان؟
ولعلَّ الحكمة من نزول نبيِّ الله عيسى (عليه السَّلام) في آخر الزَّمان، وصلاتِه خلف الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)، واشتراكِهِ مع الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) في مواجهة قوى الكفر والضَّلال تتمثَّل في (التَّأكيد بأنَّ الإسلام هو الرِّسالة الخاتمة والتي يجب على جميع البشر أنْ يؤمنوا بها) كما هي رسالة لأتباعه من أهل الكتاب – وهم يُشكِّلون أعدادًا كبيرة في العالم – أنْ يستجيبوا لدعوة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)، فالحقُّ كلُّ الحقِّ معه، وانتصاره هو انتصار لكلِّ الرِّسالات السَّماويَّة.
وفي بعض الرِّوايات أنَّ عيسى بن مريم (عليهما السَّلام) حينما ينزل في آخر الزَّمان يكسر الصَّليب! ويقتل الخنزير! ولا يقبل من أهل الكتاب إلَّا الإسلام، أو القِتال!
وهكذا سوف يكون لنبيِّ الله عيسى (عليه السَّلام) تأثير كبير على الشُّعوب المسيحيَّة في العالم، وفي تغيير توجُّهاتها الفكريَّة والسِّياسيَّة ممَّا يوفِّر للإمام المهديِّ (عليه السَّلام) ظروفًا تساعده على الانتصار، وممَّا يُساهم في إيصال رسالة الإمام (عليه السَّلام) إلى العالم بشكل عام، وإلى العالم المسيحيِّ بشكل خاصٍّ.

ورغم كلِّ هذا، فسوف يضطَّر الإمام المهديُّ (عليه السَّلام) إلى خوض معارك صعبة جدًّا، وإنْ كان هذا الخَيار هو خَيار استثنائيٌّ حينما يعجز الخيار السِّلميُّ على تحقيق أهدافه.

المعارك الصَّعبة التي سيخوضها الإمام المهديُّ (عليه السَّلام)
نعم، الإمام المهديُّ (عليه السَّلام) سوف يخوض معارك صعبة مع:
1-الدَّجَّال، وهو عنوان يمثِّل قوى الكفر في العالم.
2-السّفياني، وهو عنوان يمثِّل خطَّ الانحراف في وسط المسلمين.
3-اليهود، وهم يمثِّلون قوى المكر في العالم.
ورغم أنَّ اليهود سوف يكونون ضمن جبهة الدَّجَّال، وسوف يدعمون حركة السفيانيِّ، إلَّا أنَّ لهم كيانهم الخاصَّ في تَصَدِّيهم للإمام المهديِّ (عليه السَّلام)، وسوف تحلُّ بهم هزيمه نكراء لا تُبْقِي لهم أثرًا!

كيفيَّة الانتصار المحتَّم في ظلِّ ترسانة الأسلحة!
وهنا سؤال صعب يُطرح: كيف سوف ينتصر الإمام المهدي (عليه السَّلام) في ظلِّ (ترسانة أسلحة) في غاية التَّطوُّر، وحروب ذَرِّيَّة، وكيماويَّة مدمِّرة.
وفي ظلِّ هَيْمنة قوى كبرى على كلِّ مفاصل العالم الاقتصاديَّة، والسِّياسيَّة، والأمنيَّة.

وفي ظلِّ معادلات دوليَّة معقَّدة: مجلس أمن، هيئة أمم، محكمة عدل، انتربول، منظَّمات عالمية.
نعم، في ظلِّ كلِّ هذه التَّعقيدات، والمعادلات، والحسابات كيف سوف ينتصر الإمام المهديُّ (عليه السَّلام) بجيشه المحدود، وبِعِدَّته التي لن ترقى إلى مستوى استعدادات القوى الكبرى، وترساناتها المرعبة؟
انتصار الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) أمر مُحتَّم، وهذا ما أكَّدته النُّصوص الدِّينيَّة القَطْعِيَّة، مثل:

1-﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾. (سورة الأنبياء: الآية 105).

2-﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾. (سورة القصص: الآية5).

3-قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أُبشِّركم بالمهديِّ، يُبعث في أمَّتي على اختلاف من النَّاس، وزلزال، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا». (المعجم الموضوعي، الصَّفحة 135، الكوراني).

4-عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «إذا قام القائم (عليه السَّلام) لا تبقى أرضٌ إلَّا نُوديَ فيها بشهادة أنْ لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله». (البرهان في تفسير القرآن 1/650، السَّيِّد هاشم البحراني).

5-وعن الإمام الباقر (عليه السَّلام): «إذا قام القائم (عليه السَّلام) ذهبت دولة الباطل». (مرآة العقول في شرح أخبار الرسول 26/310، العلَّامة المجلسي).

عوامل انتصار الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)
أمَّا كيف سوف ينتصرُ الإمام المهديُّ (عليه السَّلام)؟

فهذه بعض عوامل انتصاره:
أوَّلًا: المَدَد الغيبيُّ
1-في الحديث: «لو خرج قائم آلِ محمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله) لينصره الله بالملائكة المُسَوِّمين، والمُردِفين، والمُنزَلين، والكرُّوبيِّين، يكون جبرائيل أمامه، وميكائيل عن يمينه، وإسرافيل عن يساره». (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السَّلام 3/256، الكوراني).
[في يوم بدر نصر الله المسلمين بالملائكة]
المُردِفِين: مترادفين متتابعين.
المُسَوِّمين: معلِّمين
المُنزَلِين: أنزلهم من السَّماء إلى الأرض.
الكرَّوبيِّين: سادة الملائكة، أو المقرَّبون منهم.

2-نقرأ في القرآن الكريم كيف دمَّر الله تعالى قرية لوط:
‌أ-: ﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا …﴾. (سورة الحجر: الآية 74).
‌ب- ﴿… جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا …﴾. (سورة هود: الآية 82).
أمر الله تعالى جبرائيل (عليه السَّلام)، فأدخل جناحه تحت الأرض، فرفعها، ثمَّ قَلَبَها.
‌ج-﴿… وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ﴾. (سورة الحجر: الآية 74).
‌د-﴿… وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾. (سورة هود: الآية 82).
سجيل: طين.
منضود: مصفوف في تتابع.
ثانيًا: يُنصرُ بالرُّعب!

1-«…، والرُّعب مسيرة شهر أمامه، وخلفه، وعن يمينه، وعن شماله، والملائكة المقرَّبون حذاءه، …». (المعجم الموضوعي، ص 404، الكوراني).

2-«القائم منصور بالرُّعب، مؤيَّد بالنَّصر، تطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز، …». (مستدرك سفينة البحار 10/513، النمازي).
الرُّعب من أهم عوامل الانهيار، والانكسار، والانهزام (سقوط الإرادة، وضعف المعنويَّات)!
فالحرب النَّفسيَّة لها دورها في هزيمة الأعداء.

3-قال الله تعالى: ﴿… سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ …﴾. (سورة الأنفال: الآية 12).

4-وقال تعالى: ﴿… وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ …﴾. (سورة الأحزاب: الآية 26)، يعني اليهود من بني قريظة.

ثالثًا: ظهور آيات كونيَّة تدفع للانضمام الى جبهة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)
•«ينادي منادٍ من السَّماء باسم القائم، فيسمع ما بين المشرق والمغرب، فلا يبقى راقد إلَّا قام، ولا قائم إلَّا قعد، ولا قاعد إلَّا قام على رجليه من ذلك الصَّوت، وهو صوت جبرائيل الرُّوح الأمين». (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السَّلام 3/256، الكوراني).
رابعًا: يكون العالَم مُهَيَّأً لظهور الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)

1-الظُّروف ملائمة لنجاح حركته.
2-شعور البشريَّة بالإحباط، واليأس من خلال التَّجارب التي عاشتها.
3-فشل كلِّ الأنظمة، والأيديولوجيَّات السَّابقة.
•«ما يكون هذا الأمر حتَّى لا يبقى صنف من النَّاس إلَّا وقد وُلُّوا على النَّاس حتَّى لا يقول قائل: إنَّا لو وُلِّينا لعدلنا، ثمَّ يقوم القائم بالحقِّ، والعَدْل». (المعجم الموضوعي، ص 286، الكوراني).

د- تصاب الكيانات السِّياسيَّة الحاكمة في العالم بضعف واهتزاز كبيرَين ممَّا يسلبها القدرة على التَّصدِّي لحركة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) (ربَّما تكون حرب كونيَّة مدمِّرة) كما تشير إلى ذلك بعض الرِّوايات.

خامسًا: استعدادات الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) العلميَّة، والعسكريَّة لن تكون عادية!

فقد أكَّدت الأخبار أنَّه في عصر الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) تكتمل العقول، وترتقي مستويات العلم، فـ:

1-في الخبر عن الإمام الباقر (عليه السَّلام): «إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت بها أحلامهم». (مستدرك سفينة البحار 7/319، النمازي).

2-وفي الخبر عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «العلم سبعة وعشرون حرفًا، …، فلم يعرف النَّاس حتَّى اليوم غير الحرفين!
فإذا قام قائمنا (عليه السَّلام) أخرج الخمسة والعشرين حرفًا، فبثَّها في النَّاس، …». (مستدرك سفينة البحار 7/341، النمازي).
فيظهر من هذه الأخبار أنَّ الإمام المهديَّ (عليه السَّلام) سوف يملك من الإمكانات، والقُدُرات العمليَّة ما يتفوَّق بها على كلِّ ما توصَّلت إليه البشريَّة من مستويات علميَّة، وتقنيَّة، وتكنولوجيَّة، وعسكريَّة.

الأنصار الأَكْفاء!
ثمّ إنَّ أنصاره كفاءات، وقُدُرات متفوِّقة جدًّا!
1-«…، رجال كأنَّ قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شكٌّ في ذات الله، …». (مستدرك سفينة البحار 6/189، النمازي).

2-«…، رُهبان باللَّيل، ليوث بالنَّهار، …» (مستدرك سفينة البحار 6/189، النمازي).
وهكذا سوف تكتمل لدى الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) كلُّ عوامل النَّصر؛ من أجل أنْ يُقيم دولة العدل في العالم، ودولة الأمن، ودولة الرَّخاء والخير، ودولة المحبَّة والتَّسامح.

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى