حديث الجمعةشهر شعبانملف شهر شعبان

حديث الجمعة 542:الذِّكرى 39 لرحيل الشَّهيد الصَّدر وأختِهِ العلويَّة آمنة الصَّدر – الحَذر من الممارسات التي تسيئ لمناسبة إحياء ميلاد الإمام المنتظَر في النِّصف من شعبان

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين. وبعد:

قمَّة العطاء: الشَّهيد الصَّدر وأُخته العلويَّة

فقد مرَّت قبل أيَّام الذِّكرى التَّاسعة والثَّلاثون لرحيل المفكِّر الإسلاميِّ الكبير آية الله العظمى الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر (رضوان الله عليه)، وأختِهِ العلويَّة آمنة الصَّدر الشَّهيدة بنت الهدى (رضوان الله عليها).

كان عُمر الشَّهيد الصَّدر (قدِّس سرُّه) يومَ استشهادِهِ دون الخمسين.
وكان عمر أخته الشَّهيدة بنت الهدى (قدِّس سرُّها) فوق الأربعين قليلًا.
النَّشْأة اليتيمة
عاش الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وأخته الشَّهيدة آمنة الصَّدر (قدِّس سرُّهما) حياة اليُتم، فقد تُوفِّي والدهما آية الله السَّيِّد حيدر الصَّدر (قدِّس سرُّه) وعمر السَّيِّد الصَّدر أربع سنوات، وعمر السَّيِّدة بنت الهدى دون السَّنة.
وقد هيَّأ الله تعالى لهما والدةً كانت قمَّةً في التَّقوى، والورع، والصَّلاح.
كما هيَّأ لهما أخوالًا فقهاء صالحين أخيارًا.

وهكذا نشأ السَّيِّد الصَّدر وشقيقته السَّيِّدة بنت الهدى (قدِّس سرُّهما) في أجواء مملوءةً بالإيمان، والصَّلاح، والطُّهر والعفَّة، والعبادةِ، والذِّكر، وعبق القرآن الكريم، كما أنَّها أجواء عِلمٍ، وفقهٍ، ورشدٍ، وهداية.

الاستعدادات الاستثنائيَّة
ويُضافَ إلى ذلك (استعداداتٌ ذاتيَّةٌ استثنائيَّةٌ)!
فالسَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر كان (الطِّفل المعجزة) كما حدَّث أساتذته في الدِّراسة الابتدائيَّة، فكان عقله أكبر بكثير من مستوى عمره!
كان وهو ابن العاشرة يلقي محاضرات علميَّة راقية في مختلف المواضيع الإسلاميَّة.
وكان وهو ابن العاشرة يؤلِّف كُتُبًا تخصُّصيَّة.

وقد بلغ درجة الاجتهاد قبل أنْ يصل إلى سنِّ التَّكليف الشِّرعيِّ!
أمَّا السَّيِّدة آمنة الصَّدر، فلم تدخل المدارس الرَّسميَّة.
كانت تملك من الذَّكاء، والنُّبوغ نسبةً كبيرة!
نشأت في خَير مدرسة على يد والدتها العَالِمة، التَّقيَّة، والتي كانت مثالًا للورع، وكانت شديدة الحبِّ لله تعالى، ولرسولِهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، ولأهل بيته (عليهم السَّلام).

كانت لا تفارق القرآن الكريم، تتلوه آناء اللَّيل، وأطراف النَّهار.
كانت دائمة الذِّكر لله تعالى، لا يفتر لسانُها عن التَّسبيح، والتَّحميد، والاستغفار.
نعم، في هذه المدرسة نشأت الشَّهيدة بنت الهدى.
وكذلك تربَّت على يد أخوالها الفقهاء الأجلَّاء من آل ياسين.
كما نشأت في مدرسة أخيها الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وفي كنف أخيها آية الله السَّيِّد إسماعيل الصَّدر.

التَّذكير بالقيمة الإيمانيَّة والفكريَّة
أيُّها الأحبَّة الكرام، ونحن نعيش الذِّكرى التَّاسعة والثَّلاثين لرحيل الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وأخته الشَّهيدة آمنة الصَّدر مطلوبٌ أنْ نذكِّر أنفسنا، ونذكِّر أجيالنا بالقِيمة الكبيرة لمثل هذه الرُّموز الإيمانيَّة، والتي أعطت كلَّ وجودها؛ من أجل أنْ يبقى الإسلام، وأنْ تبقى مفاهيمُهُ، ومبادؤُه، وقِيَمُهُ، ومُثُلُهُ، وأهدافُه، وغاياتُه.
الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر قمَّة من قمم الفكر في هذا العصر.
ولا نتحدَّث عن المساحة المذهبيَّة.
ولا نتحدَّث عن المساحة الإسلاميَّة.

السَّيِّد الصَّدر مفكِّر إنسانيٌّ تجاوز حدود المذهب، وحدود الدِّين!
كتاباته تخاطب العقل البشريَّ، وتحاكم كلَّ النَّظريَّات.

نعم، هو يمارسُ التَّعريف بفِكر الإسلام من خلال أعمق الأطروحات، والتي عبَّرت عن أرقى كفاءة علميَّة يمتلكها هذا المفكِّر العملاق.

دور الانغلاقات المذهبيَّة في تحجيم المفكر العملاق
وممَّا يُؤسف له جدًّا أنَّ الانغلاقات المذهبيَّة، والدِّينيَّة، والفكريَّة مارست دورًا تحجيميًّا لهذا المفكِّر العِملاق.

فكم هم المفكِّرون من أتباع المذاهب الإسلاميَّة الأخرى الذين كسروا الحواجز المذهبيَّة، وانفتحوا على كتابات الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر؟
أعتقد أنَّهم قلَّة جدًّا!

وربَّما كثيرون من علماء، وباحثين، ودارسين من أتباع المذاهب الأخرى لم يسمعوا بهذا الاسم فضلًا أنْ يقرأوا كتاباته، ودراساته!
وحتَّى الَّذين سمعوا بهذا الاسم، وبكتاباته قلَّة منهم مَنْ وَجَد نفسه مدفوعًا لقراءة هذا المفكِّر، والاطلاع على نتاجاته.
هكذا تصنع الحواجز المذهبيَّة، فتَحرِم أتباع هذا المذهب، أو ذاك المذهب من الاستفادة من النَّتاجات العلميَّة، والثَّقافيَّة للمذاهب الأخرى.
ففي كلِّ المذاهب نتاجات علميَّة قَيِّمة، فلا يجوز إطلاقًا أنْ نضع أنفسنا في (زنزانات مذهبيَّة)، فنكون محرومين من عطاءات علميَّة كبيرة، لدى عالم، أو مفكِّر هنا في هذا المذهب أو هناك في ذاك المذهب.

العصبيَّات المذهبيَّة ودورها في إنتاج الانغلاقات
ربَّما (العصبيَّات المذهبيَّة) هي السَّبب في إنتاج (الانغلاقات الفكريَّة، والثَّقافيَّة، والعلميَّة)!

وكم أضرَّت هذه العصبيَّات بواقع المسلمين، فيما أنتجته من صراعات، وخلافات، وعداوات، وفيما أنتجته من (حواجز) بين الأفكار، والرُّؤى، والتَّصوُّرات.
ضرورة الانفتاح الواعي
مطلوب جدًّا أنْ ننفتح على الفكر الآخر، الآخر إنسانيًّا، والآخر دينيًّا، والآخر مذهبيًّا.
ولا يعني الانفتاح على الفكر الآخر أنْ نتخلَّى عن قناعاتنا، إذا كانت هذه القناعات مبنيَّة على أسس علميَّة مدروسة، وليس على مَزَاجات، وعصبيَّات.
ومتى اكتشفنا خطأنا، وصحَّة الفكر الآخر، فيجب أنْ نملك الجُرْأة، والشَّجاعة، والإرادة في أنْ نصحح رؤانا، وأفكارنا، وقناعاتنا.
كثيرون يضعون (سياجَات) حول ما يملكون من أفكار وتصوُّرات، فلا يسمح بنقدها، ومحاسبتها، ومراجعتها، وكأنَّها أفكار ورؤى معصومة!
وهكذا تتكرَّس الأوضاع الخطأ.
وهكذا تحدث الأزمات، والتَّوتُّرات.

وحينما أتحدَّث عن أزمات، وتوتُّرات، فأتحدَّث عن أزمات وتوتُّرات دينيَّة، ومذهبيَّة.
وعن أزمات فكريَّة، وثقافيَّة.
وعن أزمات وتوتُّرات اجتماعيَّة، واقتصاديَّة.
وعن أَزَمات وتوتُّرات سياسيَّة، وأمنيَّة.
كلُّ هذه الأزمات والتَّوتُّرات هي نتيجة للعصبيَّات التي لا تسمح بمراجعة (القناعات).

مراجعة القناعات
قد يقال: بأنَّنا حينما نعتقد بصحَّة (قناعاتنا) الدِّينيَّة، أو المذهبيَّة، أو الثَّقافيَّة، أو السِّياسيَّة، فلا يصحُّ إطلاقًا التَّنازل عنها والقَبُول بالآراء الأخرى المتنافية معها.
الجواب: هذا الكلام صحيح تمامًا إلَّا أنَّ المراجعة للقناعات، والإصغاء الهادئ للرُّؤى الأخرى:
1- ربَّما يُحدِث تغييرًا في هذه القناعات، أو تصحيحًا.
2- ربَّما يؤكِّد صحَّتها، وصِدْقِيَّتها.

الدَّعوة إلى كسر الحواجز بوعي
انطلاقًا من هذا الفهم تأتي الدَّعوة إلى كسر الحواجز بين المذاهب، والأديان، والثَّقافات؛ من أجل الانفتاح على ما لدى الآخر من نتاجات علميَّة، وفكريَّة غنيَّة، وثريَّة.

الدَّعوة إلى قراءة الشَّهيد الصَّدر، وسِماته
هنا ندعو كلَّ المفكِّرين، والمثقَّفين من جميع الانتماءات أنْ يقرأوا الشَّهيد الصَّدر فقيهًا، وأصوليًّا، وفيلسوفًا، واقتصاديًّا، ومفكِّرًا، ومفسِّرًا، وباحثًا، ومُربِّيًا.

1- مساهمته في تعريف الفكر الإسلاميِّ
فقد ساهم الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر – وبشكل فعَّال – في تعريف الفكر الإسلاميِّ من خلال أعمق وأنضج الأطروحات الإسلاميَّة التي تعبِّر عن أرقى الكفاءات العلميَّة التي يمتلكها الإمام الصَّدر (قدِّس سرُّه).

2- إلمامه بأفكار عصره
وقد برز الشَّهيد الصَّدر (قدِّس سرُّه) منارًا شامخًا وقيِّمًا على أفكار العصر في كلِّ المجالات ذات الصِّلة بالإسلام، كما تشهد بذلك بحوثُه، ومؤلَّفاتُه، ومحاضراتُه التي قدَّمت للمعرفة الإسلاميَّة في مختلف مجالات الفقه، والأصولِ، والفلسفةِ، والاقتصاد، والاجتماع، والتَّاريخ، والقانون، والأنظمة المصرفيَّة.
إنَّ حياة الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر (قدِّس سرُّه) حياة زاخرة بالعطاء، والجهاد، والعلم، والعمل، والتَّقوى، والعبادة.

وإنَّ كلَّ فَقْرَة من فَقَرات حياة السَّيِّد الصَّدر (قدِّس سرُّه) تحتاج إلى وَقَفَات طويلة، وإلى تأمُّلاتٍ كبيرة، ودراساتٍ واسعة.

3- تصدِّيه للانحرافات
وقد وقف الشَّهيد الصَّدر (قدِّس سرُّه)، ليتصدَّى بفكره العملاق إلى كلِّ التَّيَّارات التي حاولت أنْ تزحف إلى ذهنيَّة أجيال هذه الأمَّة، وتنحرف بها عن مساراتها الأصيلة.

4- تأصيل فكر الأمَّة
وهكذا أصَّل لفكر الأمَّة من خلال (كتابات، ودراساتٍ) شكَّلت حراسة أمينه لهذا الفكر.

من نتاجاته (قدِّس سرُّه) العلميَّة
وفي هذا السِّياق جاءت دراساتُه الفلسفيَّة، والمنطقيَّة، ونتاجاتُه الاقتصاديَّة، والمصرفيَّة.
وهذه نماذج منها:
1- كتاب (فلسفتنا).
2- كتاب (الأسس المنطقيَّة للاستقراء).
3- كتاب (اقتصادنا).
4- كتاب (البنك اللَّاربوي في الإسلام).
5- كتاب (الأسس العامَّة للبنك الإسلاميِّ في المجتمع الإسلاميِّ).
6- (ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلاميِّ).

ولست هنا في صدد الحديث عن:
• دراساته الأصوليَّة
• دراساته الفقهيَّة
• دراساته العقيديَّة
• دراساته القرآنيَّة
• دراساته التَّاريخيَّة
• دراساته الأخلاقيَّة
• دراساته الاجتماعيَّة.
• دراساته المتنوِّعة.

بنت الهدى رائدة في بيئتها
وأمَّا أخته السَّيِّدة آمنه الصَّدر (الشَّهيدة بنت الهدى) (قدِّس سرُّها) فهي الأخرى مارست دورًا فكريًّا، وتربويًّا، وجهاديًّا متميِّزًا، فـ:

1- الشَّريكة الواعية
كانت شريكة أخيها الشَّهيد السَّيِّد الصَّدر في العطاء العلميِّ، والثَّقافيِّ، والتَّربويِّ، والاجتماعيِّ، والجهاديِّ.

2- الدَّاعية المربِّية
كانت الدَّاعيةَ إلى الإسلام، والمربِّيةَ للأجيال، والكاتبةَ، والمؤلِّفةَ، والمحاضِرةَ، والمبلِّغةَ.
وقد سجَّل لها العمل الإسلاميُّ دورًا كبيرًا بارزًا.

3- خَلْق الوعي النسوي
وقد استطاعت أنْ تَخْلق جيلًا مؤمنًا واعيًا من النِّساء، هذا الجيل الَّذي وقف بصمود في وجه تيَّار التَّغريب للمرأة المسلمة، وفي وجه كلِّ محاولات التَّذويب لشخصيَّةِ المرأة، وكرامتِها، وعفَّتِها.

4- جهاد بالبَنَان
وكان لها حضور بارز في عالم الكتابة والتَّأليف مترسِّمةً خطى شقيقها الشَّهيد السَّيِّد الصَّدر (قدِّس سرُّه)، وقد أغنت المكتبة الإسلاميَّة بعدد كبير من نتاجاتها، وتأليفاتِها والتي برهَنتْ على قدرة علميَّة راقية، وعلى كفاءة أدبيَّة فائقةٍ، وكانت كتاباتها تأخذ غالبًا أسلوب القصَّة، الأمر الذي جعل هذه الكتابات تستقطب أبناء وبنات الجيل، لما تحويه من طرح لأفكار الإسلام، ومفاهيم العقيدة بلغةٍ قصصيَّةٍ شيِّقةٍ، مع عمق ونضج في الطَّرح، والتَّحليل.

وهكذا برهنت الشَّهيدة بنت الهدى (قدِّس سرُّها) من خلال هذه الكتابات على كفاءةٍ علميَّةٍ، وقُدرةٍ أدبيَّة، ووعي إسلاميِّ عميق.

حضورهما في ذاكرة الأجيال!
أيُّها الأحبَّة، ورغم مرور ما يقرب من أربعين سنةً على رحيل الشَّهيدِ السَّيِّدِ محمَّد باقر الصَّدر، وأختِهِ السَّيِّدةِ آمنة الصَّدر (قدِّس سرُّهما)، فإنَّهما لا زالا حاضرين في ذَاكرةِ الأجيال، وفي عواطف الأجيال، إلَّا أنَّه لا يكفي أنْ تبقى رموز العقيدة والإيمان في الذَّاكرة، وفي الوجدان، بل القِيمة كلُّ القيمة حينما يكون لهذه الرُّموز حضور في وعي الأجيال، وفي حياة الأجيال.

هدف إحياء ذِكرى الرُّموز
فحينما نصرُّ على إحياءِ مناسباتِ الرُّموز الدِّينيَّة، فـ:
1- من أجلِ بناء وعي الأجيال، وثقافتها، ومنظومتها العقيديَّة، والفكريَّة، والإيمانيَّة.

2- ومن أجل صوغ سلوكِ الأجيال، وحركتها في كلِّ المسارات الرُّوحيَّة، والأخلاقيَّة، والعباديَّة، والاجتماعيَّة، والحياتيَّة.

إذا لم نستطع أنْ نوظِّف المناسبات الدِّينيَّة توظيفًا واعيًا، وتوظيفًا فاعلًا، فسوف يكون أحياؤنا لهذه المناسبات إحياءً بليدًا، وإحياءً فاشلًا!
ورغم قِيمة المظاهر الاحتفاليَّة، ورغم قيمة الفوران الوجدانيِّ، والعاطفيِّ، لأنَّ غياب هذه المظاهر، وخمود هذا الفوران يُعطي للاحتفاء بالمناسبات الدِّينية فتورًا، وخمولًا، وبرودًا.

الاحتفالات محطَّات تعبئة
أقول رغم القِيمة للبعد العاطفيِّ والوجدانيِّ، وللبعد المظهريِّ، والاحتفال، فإنَّ القِيمة كلَّ القِيمة حينما تتحوَّل المناسبات الدِّينية إلى (محطَّات تعبِئَة) تصوغ الوعي، وتوقِظ الرُّوح، وتربِّي الأخلاق، وترشِّد السُّلوك، وتنشِّط الحَرَاك، هذه هي المعايير الأساس لنجاح (الإحياءات الدِّينيَّة)

أضخم الإحياءات الدِّينيَّة
أيُّها الأحبَّة: ونحن نستقبل بعد أيَّام أحد أضخم (الإحياءات الدِّينيَّة)، وهو (إحياء ميلاد الإمام المنتظَر) (عجَّل الله فَرَجَه الشَّريف) في النِّصف من شعبان، فـ:
1- يجب أنْ يكون هذا الإحياء بحجم هذه المناسبة، ووفق قيمتها الشَّرعيَّة، والرُّوحيَّة والأخلاقيَّة.

2- والحَذر كلُّ الحذر من (الانزلاقات)، و(المظاهر الاحتفاليَّة) و(الممارسات) التي تسيئ إلى سمعة هذه المناسبة العظيمة، وتتنافى مع أهدافها الكبرى.

3-ىلا تتركوا لبعض العابثين أنْ يشوِّهوا أجواء الاحتفاء بذِكْرى ميلاد الإمام المنتظر (عجَّل الله فَرَجَه الشَّريف)، هذا الإمام الذي ادَّخرته الرِّسالات؛ لإصلاح العالم، ولمحاربة كلِّ أشكال الظُّلم، والفساد، والعبث.

ليسوا محتفلين بميلاد الإمام المنتظر (عجَّل الله فَرَجَه الشَّريف) الذين يمارسون أيَّ مظهر من مظاهر التَّشويه لهذه المناسبة، ووفق أيَّة ذريعة من الذَّرائع كذريعة الفَرَح، والابتهاج.
فأيُّ ممارسة احتفاليَّة يجب أنْ تكون خاضعة لضوابط الشَّرع التي هي إحدى أهم أهداف نهضة الإمام المنتظر (عجَّل الله فَرَجَه الشَّريف).

دعوة للكلمة الجريئة
وهنا أدعو خطباء المنبر، وأدعو كلَّ المشاركين في إحياء ذِكرى ميلاد الإمام المنتظر (عجَّل الله فَرَجَه الشَّريف) أنْ يقولوا كلمتهم الجريئة في حماية (المظاهر الاحتفاليَّة) من كلِّ (الانزلاقات)، و(المخالفات الشَّرعيَّة).

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى