حديث الجمعةشهر محرم

حديث الجمعة 315: من دروس عاشوراء (2) – هكذا هي ازدواجية المعايير

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمَّدٍ وعلى آله الهداة المعصومين…


من دروس عاشوراء – الحلقة الثانية:
يستمر بنا الحديث حول هذا العنوان (من دروس عاشوراء) لنتابع نماذج أخرى قدَّمت لنا أرقى الأمثلة في صنع المبادئ والقيم والمواقف الإيمانية…


النموذج الثاني:
نقرأ في السيرة العاشورائية أنَّ العباس بن علي عليه السَّلام لمَّا قطعوا
يمينه وهو في ميدان القتال قال:
والله إنْ قطعتموا يميني           إنِّي أحامي أبدًا عن ديني
وعن إمامٍ صادقِ اليقين            نجلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ
هنا حدَّد أبو الفضل العباس عليه السَّلام هدفين أساسيين لجهاده في يوم عاشوراء:
• الهدف الأول: الدفاع عن الدين «إنِّي أحامي أبدًا عن ديني».
• الهدف الثاني: الدفاع عن القيادة الشرعية «وعن إمامٍ صادق اليقينِ»، هذه القيادة التي يُمثِّلُها الإمام الحسين عليه السَّلام.
ولماذا لم يكتفِ العباس بالهدف الأول وحده، أو بالهدف الثاني وحده؟
إنّ هذا الجمع يعبِّر عن مستوى البصيرة الإيمانية لدى العباس، هذه البصيرة التي ترى أنَّ الهدفين متلازمان، ولا يمكن الفصل بينهما، فليس مدافعًا عن الدِّين مَنْ لا يدافع عن القيادة الشرعيَّة، وليس مدافعًا عن القيادة الشرعية مَنْ لا يدافع عن الدِّين…
وهذا ما عناه حديث الثقلين حينما أكَّد على (الكتاب والعترة)
• جاء في صحيح الترمذي عن جابر بن عبد الله قال:
رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وآله في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول:
«يا أيُّها الناس إنِّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلُّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي».
 
• وجاء في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال:
قام رسول الله صلَّى الله عليه وآله يومًا فينا خطيبًا بماءٍ يدعى خمًّا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ، وذكَّر، ثمَّ قال:
«أمَّا بعد: ألا أيُّها النَّاس، فإنَّما أنا بشر يوشك أنْ يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين، أوَّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به».
فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثمَّ قال:
«وأهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي».


• وجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري عن زيد بن أرقم قال:
لمَّا رجع رسول الله صلَّى الله عليه وآله من حجَّة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحاتٍ فقممن فقال:
«كأنِّي قد دعيت فأجبت إنِّي قد تركت فيكم الثّقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيها، فإنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوض…
(ثمَّ قال): إنَّ الله عزَّ وجلَّ مولاي، وأنا مولى كلِّ مؤمنٍ (ثمَّ أخذ بيد عليٍّ فقال): مَنْ كنت مولاه فهذا وليُّه، اللهمَّ والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنْ عاداه».


نلاحظ في روايتي مسلم والحاكم النيسابوري أنَّ حديث الثَقلين ورد في خطاب النبيّ صلَّى الله عليه وآله يوم غدير خم، أثناء عودة النبيّ صلَّى الله عليه وآله من حجَّة الوداع، وخطاب النبيّ صلَّى الله عليه وآله في يوم الغدير (الثامن عشر من ذي الحجَّة) كان قبل وفاته صلَّى الله عليه وآله بسبعين يومًا فقط، وفي هذا الخطاب عيَّن النبيّ صلَّى الله عليه وآله (القيادة بعده)، ممَّا يؤكِّد أنَّ حديث الثّقلين أراد أنْ يؤكِّد قيادة ومرجعيَّة الأئمَّة من أهل بيته…


فالكتاب في حديث الثّقلين بمثل: الخط، المبدأ، المنهج والعترة في حديث الثّقلين تمثِّل: القيادة المعصومة، فما لم تتوفَّر القيادة المعصومة في تلك المرحلة، هذه القيادة التي يتجسَّد فيها الخط والمبدأ والمنهج تجسيدًا كاملًا، فإنَّ ذلك يشكِّل خطرًا كبيرًا على مسار الدعوة…
مِن هنا نفهم كم كان أبو الفضل العباس قويَّ البصيرة حينما حدَّد لجهاده في يوم عاشوراء هذين الهدفين:
• الدفاع عن الدِّين.
• والدفاع عن القيادة الشرعية ممثَّلةً في الإمام الحسين عليه السَّلام…
وهكذا ترك العباس لكلِّ الأجيال خطابًا يذكِّرهم أنَّ معركة عاشوراء كانت من أجل:
أولًا: مواجهة المشروع الجاهلي الذي قاده الأمويون ضدَّ الإسلام جملةً وتفصيلًا… فالدماء التي أرقيت في كربلاء من قبل الحسين وأصحابه وأهل بيته كانت دفاعًا وحماية للإسلام، ولو لا هذه الدماء لانتصر المشروع الأموي الجاهلي ولم يبق للإسلام عينٌ ولا أثر…
ثانيًا: تأكيد الانتماء إلى خطِّ القيادة الشرعية، ورفض كلِّ القيادات الفاقدة للشرعية، والتي تشكِّل خطرًا على الرسالة ومبادئها، وخطرًا على مصالح الأمَّة، وعلى جميع مكوِّناتها الثقافية والروحية والأخلاقية والاجتماعية والسِّياسية…


هذان هما الهدفان المركزيَّان الاستراتيجيان لثورة عاشوراء، وكلّ المعطيات الأخرى لهذه الثورة هي امتداد لهذين الهدفين ومن أجل حمايتهما والحفاظ عليهما…


والسؤال الذي يواجهنا ونحن نحيي عاشوراء:
• كم هو حضور هذين الهدفين اللذين حدَّدهما العباس في وعي أجيالنا العاشورائيَّة، وفي وجدانها، وفي حراكها؟


مطلوبٌ من أجيالنا (أولًا): أن تملك وعيًا ناضجًا بأهداف عاشوراء…
والمسؤولية في إنتاج هذا الوعي تقع على عاتق خطباء المنبر الحسيني، وعلى كلِّ حملة الخطاب العاشورائي، وهذا يفرض أنْ يكون هؤلاء الصنَّاع لوعي عاشوراء على درجةٍ عالية جدًا من الوعي بأهداف عاشوراء، وإلَّا ففاقد الشيئ لا يعطيه، وإلَّا تعرَّضت أجيالنا لتسطيحٍ في الوعي، وتشويشٍ في الفهم…


ومطلوب من أجيالنا (ثانيًا): أن تملك انصهارًا وذوبانًا مع أهداف عاشوراء..
بعبارةٍ أخرى أن تملك (عشقًا) لهذه الأهداف، الوعي بالأهداف وحده لا يكفي، إذا لم تتحوَّل الأهداف إلى مشاعر حيَّة ينبض بها القلب والوجدان والمشاعر والعواطف، فأيّ وعي لا يحمل هذا الفيض من النبض والمشاعر فهو وعي متكلِّس جامد راكد خامل… ألا ترون كثيرًا من المثقفين لا حراك لهم ولا نشاط، رغم ما يحملون من فكر، وثقافة، وعلم، لماذا؟ لأنَّهم فاقدون للنبض العاطفي والوجداني، لأنَّ الأفكار بقيت في عقولهم، ولم تتحرَّك إلى قلوبهم… في حين نجد الكثيرين ممن لا يملكون وعيًا وثقافة وعلمًا يعيشون ذروة الحماس والنشاط والحراك، لماذا؟ لأنَّهم انصهروا وجدانيًا وعاطفيًا مع الهدف الذي آمنوا به…
هذا لا يعني أنَّنا نريد حراكًا عاطفيًا مُفرَّغًا من الوعي، الوعي ضرورة، البصيرة ضرورة، وإلَّا كان الحراك مهدَّدًا بالانحراف، مهدَّدًا بالانفلات، مهدَّدًا بالسَّرقة، فما أكثر ما سرق حماسُ الجماهير لأنَّها لا تملك وعيًا/ وما أكثر ما صفَّقت الجماهير وحملت شعارات مناقضة لدينها، وقيمها، ومبادئها، لأنَّها لا تملك بصيرة…


إلَّا أنَّه كذلك لا نريد وعيًا متكلِّسًا، متبلِّدًا، خاليًا من شحنات العاطفة الإيمانيَّة، كما أنَّ العاطفة في حاجةٍ إلى جرعاتٍ كبيرة من الوعي، فإنَّ الوعي كذلك في حاجةٍ إلى جرعاتٍ كبيرة من العاطفة…
فلا قيمة لحمَلَة عاطفةٍ لا يملكون وعيًا..
ولا قيمة لحمَلَة وعيٍ لا يملكون عاطفة..


فاصنعوا وعيكم العاشورائي واملأوه بشحناتٍ من العاطفة العاشورائيَّة..
واصنعوا عاطفتكم العاشورائيَّة، واملأوها بشحناتٍ من الوعي العاشورائيّ..


ومطلوبٌ من أجيالنا (ثالثًا): أنْ توظِّف عمليًا كلَّ ما تملك من وعي عاشورائي، وكلَّ ما تحمل من عواطف عاشورائيَّة..
لا قيمة لوعي يبقى جاثمًا في العقول…
ولا قيمة لعواطف تبقى مسجونة في القلوب…
القيمة كلّ القيمة حينما يتحوَّل وعينا العاشورائيّ إلى نهجٍ عمليٍّ متحرِّك يصوغ واقعنا في كلِّ مساحاته…
والقيمةُ كلّ القيمة حينما تتحوَّل عواطفنا العاشورائيَّة إلى قيمٍ، وسلوكٍ، وعملٍ، وممارسات…


أيُّها الأحبَّة، أيًّها العاشورائيون، يا عشاق الحسين، لنمتحن مصداقية انتمائنا لعاشوراء الحسين.. لنمتحن مصداقية هذا الانتماء من خلال مستوى:
• ما نملك من وعيٍ عاشورائي..
• وما نملك من عشقٍ عاشورائي..
• ما نملك من التزامٍ عاشورائي..
ويجب أن لا ننسى الهدفين المركزيين لثورة عاشوراء (الدفاع عن الدِّين) و(الدفاع عن القيادة الشرعية) لنكتشف من خلال هذا الامتحان: هل نحن عاشورائيُّون حقًّا؟
نتابع (دروس عاشوراء) في لقائنا القادم، إن شاء الله تعالى…



هكذا هي ازدواجية المعايير:
خطابنا متهمٌ دائمًا.. والخطاب الآخر المضادّ لنا بريئ دائمًا..
قلنا: لن ننجرّ للمعترك الطائفي.. فقالوا: إذًا أنتم طائفيُّون، متعصِّبون…
وخطابٌ آخر يحاربنا جهارًا شهارًا، وهو خطابٌ بريئ نظيف..
تحدَّثنا عن المحبَّة والأخوَّة والوحدة بين مكوِّنات هذا الشعب، فقالوا: أنتم دعاة فرقةٍ وخلاف وكراهية..
وخطابٌ آخر يقذفنا، يسبُّنا، يُكفِّرنا، يتَّهمنا، فلا يلقى إلَّا المباركة والتأييد والتزكية والتبرءة…
قلنا: نحبُّ هذا الوطن، نحبُّ هذه الأرض..
قالوا لنا: أنتم عملاء، أنتم دخلاء..
قلنا: نرفض العنفَ والإرهابَ والتطرُّفَ..
قالوا لنا: أنتم صنَّاع عنفٍ وإرهاب وتطرُّف..
ويبقى الآخر دائمًا هو الوطني، وهو الشريف، هو المخلص لهذه الأرض، هو الحامي للأمن والاستقرار..
نعبِّر عن ظلامتنا، عن مطالبنا، عن حقوقنا، فنكون مؤزِّمين، محرِّضين، ومنتجي فوضى…
ومَنْ يظلمنا، ومَنْ يعتدي على حقوقنا، ومَنْ يحرِّض ضدَّنا، ومَنْ يقتحم بيوتنا، ومَنْ يهتك نساءنا، ومَنْ يستبيح قرانا ومدننا، هذا ليس مؤزِّمًا، ولا محرِّضًا، ولا منتج عنف، وإرهاب، وفوضى…
هكذا يُقرأ خطابُنا، ويُقرأ حراكُنا، وتقرأ كلّ مواقفنا.
في حين يُقرأ الخطاب المضادّ، والحراك المضادّ، والموقف المضادّ قراءة أخرى..
وهكذا نبقى دائمًا متَّهمين، ويبقى الآخر دائمًا بريئًا…
وحينما أتحدَّث هنا عن الآخرِ المضادِّ، الخطابِ المضادِ، الحراكِ المضاد، الموقفِ المضاد.. لا أتحدَّث عن الطائفة الأخرى فهي طائفة لا تحاربنا، لا تعادينا، لا تشتمنا، لا تحرِّض ضدَّنا، ومهما حاولت السِّياسة العابثة أنْ تؤزِّم العلاقة بين طوائف ومكوِّنات هذا الوطن فلن تفلح أبدًا، فتاريخٌ من الأخوَّة والمحبَّة لا يمكن أنْ ينهار بفعل أغراضٍ سياسيَّة طارئة…
الشيعة والسُّنة أخوة في الدِّين والوطن، لن تقوى كلُّ المؤزِّمات السَّياسية أنْ تعبث بهذه الأُخوَّة… فالمشكل في هذا البلد ليس مشكلًا طائفيًا، إنَّما هو مشكلٌ سياسي، وأيّ محاولةٍ لتقميصه مذهبيًا وطائفيًا هي محاولة للهروب من المأزق السِّياسي، ومن الأزمة الحقيقيَّة..
إذًا حينما نتحدَّث عن الآخر المضادِّ، لا نتحدَّث عن الطائفة الأخرى الكريمة التي نُحبُّها وتحبُّنا، إنَّما نتحدَّث عن موقف سلطة، وخطاب سلطة، وسياسة سلطة، إنَّما نتحدَّث عن موقفٍ، عن خطابٍ محسوبين على السُّلطة، إنَّما نتحدَّثُ عن موقفٍ متعصِّب، وخطابِ متعصِّب، وسياسة متعصِّبة…
هذا الموقفُ، هذا الخطابُ، هذه السِّياسة هو ما نعاني من منتجاته، هو ما فرض هذه (الازدواجية في المعايير) وفي (المحاسبات) و(الملاحقات) و(المحاكمات).
يُستدعى علماء، خطباء، رواديد بلا تهم واضحة…
يُعتقل شباب، نساء، أطفال بلا جناية…
يحاكم ناشطون بلا جريمة…
وفي المقابل: منابر تسبُّ، وتقذف، وتكفِّر وتخوِّن، فهل سمعتم استدعاءً لأحدٍ من أصحاب هذه المنابر؟
بل سمعنا دفاعًا عنهم، سمعنا تبريرًا لكلِّ أكاذيبهم…
وهل سمعتم أنَّ أحدًا ممَّن أدينوا بالتعذيب، وأدينوا بالقتل، وأدينوا بأعمال شائنة تتنافى وحقوق الإنسان قد حوكم، أو قد صدر في حقِّه حكمٌ يتناسب وحجم الجريمة؟
هذه تساؤلات لا نطرحها نحن، بل تطرحها منظماتٌ حقوقيَّة عالمية، تطرحها شخصياتٌ دولية معنية بالدفاع عن حقوق الشعوب…
إنَّ الإصرار على تجاهل الأسباب الحقيقية للمأزق السِّياسي في هذا البلد أمرٌ لن يقود إلَّا إلى الدَّمار والانهيار، وازدياد العنف المضادِّ، لن ينقذ هذا الوطنَ بطشٌ وقمعٌ، وقتلٌ، وإرهابٌ، وسجونٌ ومعتقلات…
لا ينقذه إلَّا المصالحة الحقيقيَّة مع الشعب، ولا مصالحة حقيقيَّة ما دام الشعب غائبًا عن موقع القرار، وما دام الشعب مسلوب الإرادة السِّياسية، وما دام الشعب مصادرة حقوقه، إنَّ شعبًا قدَّم ما قدَّم من أثمانٍ باهضة من أجل أنْ يكون شعبًا كريمًا، وشعبًا عزيزًا، وشعبًا حرًا، لا من أجل أنْ يمارس عنفًا، وإرهابًا، وتطرُّفًا، وتأزيمًا، إنَّ هذا الشعب لن يتراجع دون أنْ يحقِّق أهدافه المشروعة، ولن يتوقَّف حراكه معتمدًا كلَّ الأدوات السلمية المباحة وفق ما تقرّه منظومة الحقوق الإنسانية…
ولا تملك أيّ قوة باطشة أنْ توقف هذا الحراك…


الخير كلّ الخير لهذا الوطن أنْ يكون النهج في التعاطي مع مطالب هذا الشعب النهج غير النهج الذي تمارسه السّلطة فعلًا فهو نهج فاشل وفق كلّ الحسابات، فأكثر من عشرين شهرًا منذ انطلق الحراك الراهن كفيلة أنْ تبرهن على عجز هذا النهج في إسكات هذا الحراك، وكلّما مرّ الزمن، وكلّما قست المواجهة الأمنية، ازداد إصرار الناس، ليس من أجل العناد والتحدِّي، وإنَّما هو خيار الناس لكي يحصلوا على حقوقهم الضائعة، ولو اختصرت السُّلطة الطريق ومارست إصلاحًا سياسيًا حقيقيًا، لوفَّرت على نفسها وعلى هذا الشعب الكثير الكثير من الخسائر في الأرواح والأموال والأوقات والجهود، ولما وقع الوطن في هذه المنزلقات الخطيرة، والمآزق المدمِّرة…


لا زال هناك فرصة للمراجعة، ولإعادة كلِّ الحسابات، ولا زالت هناك فرصة أمام العقل والحكمة من أجل إنقاذ الوطن، وكلّما امتدَّ الوقت بلا حل، اشتدَّت الأزمة، وتعقَّد الوضع، وتضاعفت الخسائر.
لا يريدون خيرًا بهذا البلد مَنْ يدفعون في اتجاه تعطيل الحل السِّياسي، وفي اتجاه فرض الخيار الأمني…
دعاؤنا وتضرّعنا إلى الله أنْ نجد وطننا معافى، آمنًا من كلِّ الأخطار والمحن والفتن…


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
   

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى