آخر الأخبارالإمام أمير المؤمنين (ع)الغديرمن وحي الذكريات

ذكرى الغدير | ثقافة الغدير | لماذا هذه الكثافة من الأحاديث الصَّادرة عن الرَّسول (صلَّى الله عليه وآله) في حقِّ عليٍّ (عليه السَّلام)؟

7 يوليو 2023 - 18 ذو الحجَّة 1444 - مأتم الاثنا عشريَّة (بني جمرة)

ذكرى الغدير

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين، سيِّدنا ونبيِّنا وحبيبنا وقائدنا محمَّد، وعلى آله الطيِّبين الطَّاهرين.

السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة جميعًا ورحمة الله وبركاته.

أهنِّئكم بهذا اليوم العظيم، يوم الغدير، يوم الولاية، يوم البيعة، يوم القيادة.

أيُّها الأحبَّة.

ثقافة الغدير

مطلوبٌ أن نثقِّف أنفسنا بثقافة الغدير، لماذا؟

لا من أجل أن نؤسِّس للصِّراع مع الآخر الذي لا يؤمن بالغدير.

وإنَّما من أجل أن نبني قناعتنا بالغدير بناء علميًّا، لا بناء تعصُّبيًّا.

الفارق كبير بين البناء العلمي والبناء التَّعصُّبي.

الانتماء عن قناعة وإيمان وبصيرة هذا بناء علمي، وأمَّا الانتماء بلا بصيرة وبلا إيمان وبلا رؤية فهذا تعصُّب.

هناك عنوان يُسمَّى القناعة، وهناك عنوان يُسمَّى التعصُّب.

نحن لسنا متعصبِّين للغدير، بل نحن مؤمنون بالغدير.

ونحن لسنا متعصبِّين لعاشوراء، بل نحن مؤمنون بعاشوراء.

إذًا نحن نرفض التعصُّب، فالتَّعصُّب مذموم، لكنَّ القناعات التي تعتمد الرُّؤية الصَّحيحة وتعتمد البصيرة، هذه قناعات مطلوبة، فنحن نؤمن بالغدير، ومطلوبٌ منَّا يا أحبَّة أن نثقِّف أنفسنا بثقافة الغدير.

صحيح نحن نعيش عشق استثنائي للغدير، لا يوجد شيعي إلَّا وقلبه مشحون عشق لقضيَّة الغدير، لكن اسمحوا لي أن أقول إنَّ ثقافتنا بالغدير لا زالت متدنِّية، نحن بحاجة أن نرتقي بمستوى ثقافة الغدير.

صحيح نحن نحتفل بيوم في السَّنة اسمه يوم الغدير، نتحدَّث فيه، ويتحدَّث المنبر، ويتحدَّث الخطباء، ويتحدَّث الشُّعراء، وتتحدَّث الكلمات، ونعبِّئ جماهيرنا تعبئة ولائيَّة، هذا جميل جدًّا، لكن ثقافة الغدير لا يكفي فيها أن نتعبَّأ في يوم واحد في السَّنة، نحن بحاجة أن نثقِّف أنفسنا باستمرار بثقافة الغدير.

 

كيف نثقِّف أنفسنا بثقافة الغدير؟

أولًا: القراءة

أن نقرأ، وأنا دائمًا أؤكِّد على القراءة، اقرأوا عن الغدير، وخاصَّة الشَّباب والخطاب للشَّباب، فالشَّباب مستوى ثقافتهم بقضايا الولاية وقضايا تاريخنا وقضايا الغدير منخفضة قليلًا، لأنَّهم لا يقرأون، جيلنا اليوم لا يقرأ، مطلوب من هذا الجيل أن يقرأ، اقرأوا يا أحبَّائي وخاصَّة الشَّباب اقرأوا، وأنت الآن في ذكرى الغدير خطِّط وصمِّم أن تقرأ كتابًا عن الغدير، فهذا أفضل إحياء ليوم الغدير أن تقرأ كتابًا عن الغدير.

الاحتفال مهم، وحضور هذه المراسيم مهم جدًّا، لكن أهمُّ مشروع يصنع عمق الانتماء للغدير هو أن نقرأ عن الغدير.

وقد تسأل: ماذا تقرأ؟

هناك علماء ومفكِّرون ومثقَّفون يُرشدونك إلى بعض كتب تتناسب مع مستواك، وأنا هنا لا أقول لك اقرأ موسوعة الغدير للشَّيخ الأمينيٍ، والتي هي أعظم وأهم موسوعة كتبت حول الغدير (11 مجلد)، فهي موسوعة للباحثين والكتَّاب، وأنا لا أطالبك أن تقرأ موسوعة الغدير، ولكن أطالبك أن تقرأ ولو كتيِّب عن الغدير، وحينما أقول (كتيِّب) فهو لحجمه لا لمضمونه، فقد يكون كتيِّبًا صغيرًا ولكنَّه يحمل مضمونًا كبيرًا.

اقرأوا (بحث حول الولاية) للشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، كتيِّب يعالج قضية الغدير، كتيِّب صغير ولكنه يحمل مضمونًا كبيرًا جدًّا، بحث علمي مركَّز يناقش قضية الغدير مناقشة علميَّة منهجيَّة، وبلغة هي لغة السيِّد الصَّدر، قرِّر وأنت تخرج من هذا الاحتفال أن تبحث عن هذا الكتيِّب، ففيه رؤية بصيرة واعية راقية ترتقي بمستوى قناعتنا بالغدير، كيف أحاسب الرَّأي الآخر؟ ليس تعصُّبًا وليس بلغة سباب وشتائم، وإنَّما بلغة علم وبحث وموضوعيَّة، اطلبوا هذا الكتاب الصغير في حجمه الكبير في مضمونه، وأتمنَّى من علماء وخطباء أن يعالجوا قضية الغدير والسقيفة من خلال وعلى ضوء هذا الكتيِّب للشَّهيد الصَّدر، اطرحوه للنَّاس وثقِّفوا النَّاس بثقافة الغدير.

هناك دراسات كثيرة تناولت قضيَّة الغدير، ولديَّ بحث متواضع في كتابي (التَّشيُّع نشوؤه مراحله مقوِّماته) تناولتُ قضيَّة الغدير وقضيَّة الإمامة والقيادة لأهل البيت (عليه السَّلام) تناولتها بشكل مفصَّل جدًّا، وبلغة سهلة وميسَّرة لمن أراد أن يقرأ شيئًا عن الغدير.

إذًا الوسيلة الأولى لبناء وعينا عن الغدير هي القراءة.

نريد جيلًا قارئًا، نريد أن نبني جيلًا عقائديًّا، جيلًا ولائيًّا يعتمد الوعي والثَّقافة والبصيرة، هذا الجيل الذي نطمح إليه، جيل الإيمان والإمامة والولاية.

واليوم وسائل القراءة تيسَّرت بسهولة وبالوسائل غير التقليديَّة المعروفة، والمكتبات توفَّرت.

نريد جيلًا إيمانيًّا واعيًا، يحمل عقيدة راسخة وثابتة وقويَّة، مبنيَّة على علم، ودراسة وفهم ومتابعة.

 

ثانيًا: حضور المحاضرات

احضروا المحاضرات التي تثقِّف بثقافة الغدير، سواء من خلال منابر عاشوراء أو منابر الحسين (عليه السَّلام)، أو من خلال محاضرات وخطب الجمعة والجماعة في المساجد، محاضرات العلماء والمثقَّفين، فهذه مجالس علم، فإذا لم يتَّسع لك الوقت للقراءة فاحضر درسًا علميًّا ثقافيًّا عقائديًّا أخلاقيًّا.

اعط من وقتك، ولا تقول لا يوجد لديَّ وقت، فالوقت ضائع، وشبابنا اليوم يضيِّعون الكثير من أوقاتهم، استفيدوا من وقتكم وأعماركم، والإنسان لا يدري متى يغادر هذه الدنيا، كم شباب غادروا الدنيا، فمطلوب من شبابنا أن يستفيدوا من الوقت.

حضور مجالس العلم يربِّي ويثقِّف، ويصنع أجيالنا صناعة إيمانيَّة راقية، نحن لا نريد جيلًا ساذجًا غبيًّا أعمى، بل جيلًا واعيًا مثقَّفًا فاهمًا لماذا انتمى، ولماذا آمن بالغدير وبمدرسة أهل البيت (عليهم السَّلام)؟ لماذا آمن بعاشوراء وبالإمام المهدي (عجَّل الله فرجه).

• في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «إذا جَلَسَ المُتَعَلِّمُ بَينَ يَدَيِ العالِمِ فَتَحَ اللهُ له سَبعينَ بابًا مِنَ الرَّحمَةِ، ولا يَقومُ مِن عِندِهِ إلَّا كَيَومَ وَلَدَتهُ أمُّهُ، وأعطاهُ اللهُ بِكُلِّ حَديثٍ عِبادَةَ سَنَةٍ، …». (الديلمي: إرشاد القلوب 1/166)

«فتح الله له سبعين بابًا من الرَّحمة» لجلسة علم وتوعية وثقافة وبناء عقل وقلب وروح وسلوك وخط ومنهج.

«فتح الله له سبعين بابًا من الرَّحمة» ليست عملية سهلة.

هذه جلسة علم، وجلسة ثقافة، وجلسه فكر، وهذه الملتقيات والاحتفالات مجالس علم وبناء وتربية. إذا اقرأوا، واحضروا مجالس العلم والوعي والثقافة.

 

ثالثًا: السُّؤال

اسألوا ولا تعيشوا الخجل.

نريد شبابنا يسأل.

حينما تجلس مع عالم اسأل

وحينما تجلس مع مثقَّف اسأل

وحينما تجلس مع مفكِّر اسأل

لتكن عندك شجاعة السُّؤال.

الحياء مطلوب

لدينا مصطلح الحياء، ولدينا مصطلح الخجل.

الحياء صفة إيمانيَّة، وروحيَّة، وأخلاقيَّة.

لكنَّ الخجل أحيانًا يكون مذمومًا، مثلًا:

الخجل في السُّؤال مذموم

لا أسأل لأنِّي أخجل، هذا خجل مذموم، ومرفوض.

ربَّما تصلِّي صلاة خطأ ولا تسأل، وربَّما تتوضَّأ وضوءً خطأ ولا تسأل، وربَّما تغتسل غسلًا خطأ ولا تسال، إلى أن تصل إلى عمر متقدِّم ووضوؤك باطل، وغسلك باطل، وصلاتك باطلة، وأنت تقول أنا أخجل أن أسأل؟!

يوم القيامة ستحاسب لماذا لم تسأل؟

فالخجل ليس عذرًا مقبولًا.

فالخجل في السُّؤال مذموم.

 

الخجل في الطاعة مذموم

مثلًا: قد يخرج شاب مع مجموعة من الشَّباب في رحلة ويكون فيها أغلب الشباب لا يصلُّون، وهذا الشَّاب يريد أن يصلِّي لكنَّه يخجل أن يصلِّي أمام هؤلاء الشَّباب الذين لا يصلُّون.

هذا خجل قبيح.

المؤمن يجب أن تكون عنده إرادة وشجاعة وقوة يثبت إيمانه، وولاءه، وعزيمته، وتقواه، وصلاحه.

دع كلَّ من حولك لا يصلِّي واثبت وجودك الإيماني بصلاتك والتزامك.

ومثال آخر: الفتاة الجامعيَّة قد تخجل أن تلبس العباءة؛ لأنَّ كل من معها في الجامعة متبرِّجات وسافرات، كيف تلتزم بالسِّتر وكلُّ من حولها سافرات؟

لا، هنا الشَّجاعة والإرادة والقوة الإيمانيَّة.

إذًا الخجل في الطاعة مرفوض.

 

الخجل في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر مرفوض

يجب أن يكون الإنسان شجاعًا ويقول كلمة الحقِّ والهدى والإيمان، هذا هو الإنسان المؤمن.

 

وهنا الخطاب أيضًا إلى حملة الخطاب الدِّيني من علماء، وخطباء منبر، وأساتذة فكر وثقافة، انشروا ثقافة الغدير، لا في يوم الغدير فقط، بل في كلِّ يوم نحن محتاجون إلى ثقافة الغدير، حرِّكوا ثقافة الغدير.

لقد قلت في يوم من الأيام: أنَّ ثقافة الانتظار يجب أن تتحرَّك في كلِّ يوم، كذلك ثقافة الغدير، لأنَّ ثقافة الانتظار هي امتداد لثقافة الغدير.

تحدَّثوا يا علماء عن ثقافة الغدير.

تحدَّثوا يا خطباء عن ثقافة الغدير.

تحدَّثوا يا مفكِّرون ومثقَّفون عن ثقافة الغدير.

لكي يعيش جيلنا ثقافة الغدير بشكلٍ دائم ومستمر.

هنا سؤال بعد هذه المقدمة:

لماذا هذه الكثافة من الأحاديث الصَّادرة عن الرَّسول (صلَّى الله عليه وآله) في حقِّ عليٍّ (عليه السَّلام)، وأهل البيت (عليهم السَّلام)؟

كثافة الأحاديث في حقِّ عليٍّ (عليه السَّلام)

كثافة كبيرة جدًّا في الأحاديث الصَّادرة عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله) في حقِّ عليٍّ (عليه السَّلام)، وفي حقّ أهل البيت (عليهم السَّلام).

• قال الإمام أحمد بن حنبل: “ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) من الفضائل ما جاء لعليٍّ (رضي الله عنه)”. (الحاكم النِّيسابوري: المستدرك 3/107)

• وقال إسماعيل القاضي والنِّسائي وأبو علي النِّيسابوري: “لم يرد في حقِّ أحدٍ من الصَّحابة بالأسانيد الحسان أكثر ممَّا جاء في عليٍّ”. (أحمد بن حجر الهيتمي: الصواعق المحرقة، ص 120، ب 9 (في مآثره …) ف1 (في إسلامه …).

وهذا ما أكَّدته كتب الحديث، وكتب التَّاريخ.

 

السُّؤال الكبير الذي يُطرح:

لماذا هذا التَّأكيد على عليٍّ وأهل بيته (عليهم السَّلام)؟

الاحتمالات في الإجابة على هذا السُّؤال ثلاثة:

الاحتمال الأول: أنَّ النَّبيَّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ينطلق في هذا التأكيد والاهتمام بعليٍّ وأهل بيته من بواعث ذاتيَّة، عاطفيَّة، عشائريَّة، قبليَّة.

• ورد عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) في مجمع البيان:

أنَّه لما نصب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) عليًّا يوم غدير خم فقال: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه»، طار ذلك في البلاد.

فقدم على النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) النُّعمان بن الحارث الفهري فقال: أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحجِّ والصَّوم والصَّلاة والزَّكاة فقبلناها.

ثمَّ لم ترض حتى نصبت هذا الغلام، فقلت: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه».

فهذا شيئ منك، أو أمر من عند الله؟

فقال [صلَّى الله عليه وآله]: «والله الذي لا إله إلَّا هو إنَّ هذا من الله».

فولَّى النُّعمان وهو يقول: اللَّهمَّ إن كان هو الحقُّ من عندك فأمطر عليها حجارة من السَّماء،

فرماه الله بحجر على رأسه فقتله، وأنزل الله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع).

(الطبرسي: تفسير مجمع البيان 10/119)

هذا الاحتمال ساقط قطعًا

فلا نظن أنَّ مسلمًا يؤمن بالله ورسوله يُسَاور ذهنه هذا اللَّون من التَّفكير.

 

الاحتمال الثَّاني: أنَّ النَّبيَّ (صلَّى الله عليه وآله) من خلالِ نظرته الغيبيَّة، وما سوف يلاقيه أهل بيته (عليهم السَّلام) من ابتلاءات واضطهادات ومحن قاسية أراد (صلَّى الله عليه وآلِهِ) من خلال هذا الكمِّ الكبير من الأحاديث التَّأكيد على وجوب الحفاظ على أهل بيته (عليهم السَّلام) ورعايتهم وحرمة إيذائهم وإهانتهم وظلمهم.

هذا الاحتمال يمكن أنْ يكون مقبولًا بالنسبة لطائفة من النُّصوص تحمل دلالة واضحة في هذا الاتجاه.

• كقوله (صلَّى الله عليه وآله): «مَنْ آذاني في عترتي فعليه لعنة الله».

• وكقوله (صلَّى الله عليه وآله): «من آذاني في عترتي فقد آذى الله».

• وقوله (صلَّى الله عليه وآله): «إنَّ الله حرَّم الجنَّة على مَنْ ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبَّهم»؟

• وقوله (صلَّى الله عليه وآله): «مَنْ سبَّ عليًّا فقد سبَّني، ومَنْ سبَّني فقد سبَّ الله، ومَنْ سبَّ الله أكبَّه الله على منخريه في النَّار».

• وقوله (صلَّى الله عليه وآله): «مَنْ آذى عليًّا فقد آذاني».

هذا النَّمط من الأحاديث يمكن أنْ ينسجم مع الاحتمال الثَّاني.

إلَّا أنَّ أعدادًا كبيرة من الأحاديث تحمل دلالات غير التَّحصين والحماية.

 

الاحتمال الثَّالث: إعطاء الأئمَّة (عليهم السَّلام) موقعًا قياديًّا روحيًّا وفكريًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.

أنا هنا لا أتحدَّث عن منظومة النُّصوص التي تتحدَّث عن (الإمامة والقيادة) بشكلٍ مباشر:

• كحديث الغدير

• وحديث «الأئمَّة من بعدي اثنا عشر»

وإنَّما أتحدَّث عما تحمله الكثافة الرِّوائيَّة من دلالة على الإمامة والقيادة.

فماذا تؤكِّد هذه الرِّوايات؟

أوَّلا: تؤكِّد على الاقتران بين القرآن وأهل البيت (عليهم السَّلام)، كما يعبِّر حديث الثَّقلين المُسلِّم بصحَّته عند المسلمين.

 

ثانيًا: تؤكِّد الرِّوايات على الاقتران بين الرَّسول (صلّى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السَّلام).

ومن الشَّواهد المتَّفق عليها بين المسلمين:

(1) مسألة الصَّلاة على محمَّد وال محمَّد [صلَّى الله عليه وآله]

• سئل النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله) عن كيفيَّة الصَّلاة عليه فقال: «قولوا اللَّهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد، وبارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد».

(2) حديث الكساء

(3) قضيَّة المباهلة

ليست إجراءات تشريفيَّة بحتة

وإنَّما هي تأسيسات لمواقع قياديَّة

 

ثالثًا: تؤكِّد الرِّوايات أنَّ أهل البيت (عليهم السَّلام) هم سفن النَّجاة

• حديث السَّفينة

ماذا تعنى هذه التأكيدات؟

 

رابعًا: تؤكِّد الرِّوايات على الولاء والحب لأهل البيت (عليهم السلام).

ماذا يعني الولاء؟

 

خامسًا: تؤكِّد الرِّوايات على أنَّ أهل البيت (عليهم السَّلام) هم العروة الوثقى، وأعلام الدِّين، ودعائم الإسلام، وأبواب العلم وأئمَّة الحقِّ.

فماذا تعني كلُّ هذه الخصائص؟

ولماذا توفَّرت في أهل البيت (عليهم السلام) بالخصوص دون بقيَّة الصَّحابة،

ألا تدلُّ على أنَّهم مؤهَّلون لموقع متميِّز؟

أليس هذا الموقع هو القيادة؟

◊ القيادة الرُّوحيَّة

ولذلك كانوا قمَّة في المستوى الرُّوحي؛ حتى يستطيعوا أن يرتقوا بمستوى روحانيَّة الأمَّة.

الذي صنع روحانيَّة سلمان يملك روحانيَّةً أكبر من سلمان.

والذي صنع روحانيَّة أبي ذر يملك روحانيَّةً أكبر من أبي ذر.

والذي صنع روحانيَّة عمَّار يملك روحانيَّةً أكبر من عمَّار.

والذي صنع روحانية المقداد يملك روحانيَّةً أكبر من المقداد.

هكذا يجب أنْ يكون مواقع القيادة الرُّوحيَّة في الأمَّة.

 

◊ القيادة الفكريَّة

هم الأعلم بأمور الدِّين بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)

• «أنا مدينة العلم وعلى بابها».

• «علَّمني رسول الله ألف باب من العلم …».

مواقع القيادة الفكريَّة يجب أن يكونوا مؤهَّلين علميًّا وثقافيًّا.

 

◊ القيادة السِّياسيَّة الاجتماعيَّة

حديث الغدير التَّنصيب الرَّسمي لهذه القيادة.

محاولات تفريغ حديث الغدير من دلالاته القياديَّة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى