آخر الأخبارملف الحج

تقويم حملات الحج – كلمة التهيئة لحجَّاج بيت الله الحرام

يوم السبت 14 ذو القعدة 1444هـ - الموافق: 3 يونيو 2023 - حملة الكاظم | صالة الحاج أحمد منصور العالي - عالي


تقويم حملات الحَجِّ

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّد الأنبياء والمرسلين سيِّدنا ونبيِّنا وحبيبنا وقائدنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ الطَّيِّبين الطَّاهرين.

السَّلامُ عليكم أيُّها الأحبَّة جميعًا ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

كيف نقوِّم أو نقيِّم حملات الحَجّ تقييمًا معنويًّا فكريًّا روحيًّا؟

لتقويم أيَّةِ حَمْلةٍ من حَمْلاتِ الحجِّ نحتاج إلى:
(1) تقويم الإرشادِ والمُرشدين
(2) تقويم الإداراتِ والإداريِّين
(3) تقويم الحجَّاج المنتسبين

بقدر ما يرتقي مستوى التَّقويم في هذه المسارات، يرتقي مستوى حملات الحَجِّ، وبقدر ما ينخفض مستوى التَّقويم لهذه المسارات الثَّلاثة ينخفض مستوى الحملات.

فإذا أخفق الإرشاد والمرشدون فشلت حملات الحجِّ.
وإذا أخفقت الإدارات فشلت حملات الحجِّ.
وإذا أخفق الحجَّاج فشلت حملات الحجِّ.

ضرورة العمل على إنجاح هذه المكوِّنات:
– الإرشاد
– الإشراف الإداري
– الحجَّاج

التقويم الأوَّل: تقويم الإرشادِ والمُرشدين

أ- تقويم الكفاءات الفقهيَّة والعلميَّة
ب- تقويم الكفاءات الرُّوحيَّة
ج- تقويم الكفاءات السُّلوكيَّة والأخلاقيَّة
د- تقويم الكفاءات التَّبليغيَّة
هـ- تقويم العلاقات بين المرشدين
وكذلك تقويم علاقات المرشدين مع الإدارات، ومع الحجَّاج

التَّقويم الثَّاني: تقويم الإدارات والإداريِّين

أ- الكفاءات الدِّينيَّة والأخلاقيَّة
ب- الكفاءات الإداريَّة
ج- العلاقة مع المرشدين
د- العلاقة مع الحجَّاج

التَّقويم الثَّالث: تقويم الحجَّاج

أوَّلًا: الاستعدادات للحج

1- الاستعدادات الفقهيَّة

– ثقافة فقهية.

– مسائل كثيرة تحتاج أن تُحسم كـ: التَّقليد، الخمس، مسائل أخرى في الفقه كالوضوء والصَّلاة.

– الثَّقافة الفقهيَّة ضرورة كبيرة جدًّا لتهيئة ولنجاح حملات الحَجّ، وهناك حاجة إلى وقتٍ كافٍ لإيجاد هذا التَّحصين الفقهيّ.

2- الاستعدادات الفكريَّة
– معطيات الحج
– دلالات الحج
– مقومات الحج
– مفاهيم الحج الكبرى

الحَجُّ غنيٌّ بالمفاهيم، غنيٌّ بالأفكار، غني بالتَّصوُّرات، هذا الغنى الكبير يحتاج إلى حديثٍ، وإلى محاضرات، وإلى قراءات.

3- الاستعدادات الرُّوحيَّة
– تنقيَّة النيَّة
– تطهير القلب

الصِّياغة الرُّوحيَّة تحتاج إلى مساحة مِن الزَّمن، وتحتاج إلى مساحة مِن الوقت.

الحَجّ مدرسة روحيَّة، بدءًا مِن الإحرام وانتهاءً بكلِّ أعمال الحَجّ، وفي كلِّ مقطعٍ مِن مقاطع الحَجِّ هناك دروس روحيَّة عميقة جدًّا، لكنَّ هذه الدُّروس الرُّوحيَّة لا تتمركز وتتأصَّل في داخل الرًّوح والقلب إلَّا بعد تهيئة واستعداد.

فالتَّهيئة الرُّوحيَّة:

– بناء نيَّة صالحة

– بناء قلب صالح

– بناء أخلاق صالحة.

4- الاستعدادات العمليَّة والسُّلوكيَّة
(التَّوبة وأداء الحقوق: حقوق الله وحقوق النَّاس)

التَّهيئة السُّلوكيَّة: صناعة التَّقوى

الحَجُّ يصنع تقوى؛ الطَّواف يصنع تقوى، والسَّعي يصنع تقوى، والوقوف في عرفات يصنع قمَّة التَّقوى، لكنَّ التَّقوى تحتاج إلى استعدادات، وهذه الاستعدادات تحتاج إلى مسار مِن الزَّمن، والوقت، والجهد.

التَّوفُّر على هذه الاستعدادات من خلال:
– القراءة
– الدروس
– المحاضرات

ثانيًا: الأداء والتَّطبيق
ربما توفَّر الحاج على الاستعدادات ولكنَّه يخفق في التطبيقات.
ولماذا هذا الإخفاق؟
ذلك بسبب:
أ- غياب الإشراف العملي
ب- عدم الالتزام بالتَّوجيهات والإرشادات

بعض الحَجيج يرجع مِن الحَجِّ وحجُّه باطل، لأنَّه تصرَّف بعيدًا عن عين الإرشاد والمرشدين.

ثالثًا: المُحصِّنات
(الرَّقابة والمحاسبة)

– ماذا بعد الحَجّ؟

– المُحصِّنات جزء مِن نجاح مشروع الحَجِّ بعد توفُّر الاستعدادات، وبعد توفُّر الأداء والتَّطبيق والإشراف النَّاجح، وهي التي تحمي حركة الحَجِّ.

علامات القبول

صحَّة الصَّلاة لا تعني قبول الصَّلاة.

صحَّة الصِّيام لا يعني قبول الصِّيام.

صحَّة الحَجّ لا يعني قبول الحَجِّ.

القبول عنوانٌ آخر غير الصِّحَّة.

الصِّحة مِن شروط القبول، وليست هي وحدها علامة القبول.

• جاء في الحديث عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «الحُجَّاجُ يَصْدُرُونَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ:
– صِنْفٌ يُعْتَقُ مِنَ النَّارِ.
– وصِنْفٌ يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِه كَهَيْئَةِ يَوْمَ وَلَدَتْه أُمُّه.
– وصِنْفٌ يُحْفَظُ فِي أَهْلِه ومَالِه فَذَاكَ أَدْنَى مَا يَرْجِعُ بِه الْحَاجُّ».(1)
• روي عن رسول الله (صلَّى الله علیه وآله): «مِن عَلامَةِ قَبولِ الحَجِّ إذا رَجَعَ الرَّجُلُ عَمَّا كانَ عَلَيهِ مِنَ المَعاصي، هذا عَلامَةُ قَبولِ الحَجِّ. وإن رَجَعَ مِنَ الحَجِّ ثُمَّ انهَمَكَ فيما كانَ مِن زِناء أو خِيانَة أو مَعصِيَة فَقَد رُدَّ عَلَيهِ حَجُّهُ».(2)

شروط الصِّحَّة والقبول

(1) صحَّة الحجِّ من النَّاحية الفقهيَّة
(2) الإخلاص شرط للصِّحَّة والقبول
(3) التَّقوى شرط للقبول
• {…إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة/27)
• عن أبي جعفر [الإمام الباقر] (عليه السَّلام)، قال: «ما يُعْبَأُ بِمَن يَؤُمُّ هذا البَيتَ إذا لَم يَكُن فيهِ ثَلاثُ خِصالٍ:
– وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عن مَعاصي اللهِ تعالى
– وحِلْمٌ يَمْلِكُ بهِ غَضَبَهُ
– وحُسْنُ الصَّحابةِ لِمَن صَحِبَهُ».(3)

وهناك شرط يُحدِّد مستوى الحج، وهو:
درجة الوعي بمفاهيم الحج.
– الحجُّ إذا فقد الوعي
– الحجُّ إذا ملك وعيًا منخفضًا أو متوسِّطًا
– الحجُّ إذا ملك وعيًا عاليًا

تصنيف شروط الحج

نصنِّف الشُّروط إلى:

(1) شروط الصِّحَّة:
الضَّبط الفقهي

(2) شروط القبول
الصِّحة/ الإخلاص/ التَّقوى

(3) شروط تحديد المستوى
الوعي

——————-
الهوامش:
1- الكليني: الكافي 4/253، ك: الحج، ب: فَضْلِ الْحَجِّ والْعُمْرَةِ وثَوَابِهِمَا، ح6.
2- الرَّيشهري: الحجُّ والعمرة في الكتاب والسُّنَّة، ص 269، ما يَنبَغي بَعدَ الرُّجوعِ مِنَ الحَجِّ، أ- تَركُ الذُّنوبِ، 742.
3- الصَّدوق: الخصال، ص 148.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى