حديث الجمعةشهر صفر

حديث الجمعة 556: لماذا الخَيارات المتعدِّدة في أساليب الأئمَّة؟ (2)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.
وبعد:

الخيارات المتعدّدة في حياة الأئمة (2)

فأتابع الحديث حول هذا العنوان: (لماذا الخيارات المتعدّدة في حياة الأئمة عليهم السَّلام).

خلاصة ما تقدّم في الجمعة الماضية: إنّ في حياة الأئمة من أهل البيت عليهم السَّلام (نمطين من الممارسات):

النمط الأول: ممارسات مشتركة، والتي تمثل (الهدف الاستراتيجي الثابت).

النمط الثاني: ممارسات متغيرة فرضتها (حيثيات مرحلية في حياة كلّ إمام).

وقد عبّر الشهيد السّيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) عن هذا (الاشتراك)، وهذا التعدد بقوله: (الأئمة تنوع أدوار ووحدة هدف).
فحينما سالم أمير المؤمنين (عليه السَّلام) في مرحلة من حياته، وحينما حارب في مرحلة أخرى، فمن أجل (الحفاظ على الإسلام وهوية الأمة).

وحينما صالح الإمام الحسن (عليه السَّلام)، فمن أجل هذا الهدف.

وحينما ثار الإمام الحسين (عليه السَّلام)، فمن أجل هذا الهدف.

وهكذا بقية الأئمة (عليهم السَّلام).

وفي سياق الحديث عن الهدف الاستراتيجي المركزي: (الحفاظ على الإسلام وهوية الأمة)، تناولت الكلمة مجموعة عناوين:
•الحفاظ على البُنية العقيدية
•الحفاظ على البُنية الثقافية
•الحفاظ على البُنية الرُّوحية، والأخلاقية، والسلوكية
•الحفاظ على البُنية التشريعية
•الحفاظ على وحدة الأمة

وبدأْتُ الحديث عن العنوان الأول:
(الحفاظ على البُنية العقيدية)

وضمن هذا العنوان تحدّثت الكلمة عن مسارين:

(1)المسار الانحرافي، ومثّلت له بنموذجين: (تيار الإلحاد والزندقة)، و(تيار الغلو).
وأتابع الحديث.

(2)المسار التحريفي
برزت في الواقع الإسلامي (في المرحلة التي عاصرها الأئمة من أهل البيت عليهم السَّلام) تياراتٌ حاولت أنْ تنحرف ببعض مضامين العقيدة الإسلامية الأصيلة، وقد تصدّى الأئمة (عليهم السَّلام) لهذه التيارات التحريفية، كما تصدّوا للتيارات الانحرافية.

وأسوق هنا (نموذجًا واحدًا) لهذه التيارات التحريفية، هذا النموذج هو (تيار الجبر)، و(تيار التفويض).

تيار الجبر يزعم أنّ الله سبحانه (جبر العباد) على أفعالهم، فلا خيار لهم فيما يفعلون، ولا خيار لهم فيما يتركون، يطيعون وهم مجبورون على الطاعة، ويعصون وهم مجبورون على المعصية.
هذه النظرية تسمى (نظرية الجبر)، وقد تصدّى لها الأئمة (عليهم السَّلام) بقوة، فإذا كان الإنسان لا إرادة له فيما يفعل، وفيما يترك، فكيف يثاب، وكيف يعاقب، لأنّ الفعل ليس (فعل الإنسان)، وإنّما هو (فعل الله سبحانه)!

وفي المقابل هناك (نظرية التفويض)، والتي تقول بأنّ لا إرادة لله سبحانه فإذا كانت (نظرية الجبر) جمّدت إرادة الإنسان، فإنَّ نظرية التفويض جمّدت إرادة الله سبحانه.

وكلا النظريتين باطلتان من منظور الأئمة من أهل البيت (عليهم السَّلام)، وذهبوا إلى القول بأنْ (لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين)(ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 1 ص 363)، وهذا نصُّ حديثٍ للإمام الصّادق (عليه السلام).

ومعنى قوله (عليه السَّلام): (ولكن أمر بين أمرين): إنّ قدرة الله تعالى مطلقة لا يمكن أنْ تتعطّل، أو تتجمد في كل الأحوال.

نعم، الله سبحانه أعطى الإنسان (قدرة الفعل وقدرة الترك) فيما هي الأفعال الاختيارية، فإن أطاعَ أثابه الله، وإنْ عصى عاقبه الله.

ورغم أنّ الطاقة والقدرة من الله سبحانه، إلّا أنَّ إعمال هذه الطاقة، وهذه القدرة في الطاعة، أو في المعصية فبيد الإنسان، لذلك استحق الثواب حينما يمارس الطاعة، واستوجب العقاب حينما يمارس المعصية.

إذًا الأئمة (عليهم السَّلام) واجهوا الفهم التحريفي للطاعة والمعصية، فيما تعنيه نظرية الجبر، ونظرية التفويض.

•من كلمات الإمام الصّادق (عليه السَّلام) أنّه قال:
“إنّ النّاسَ في القدرِ على ثلاثة أوجه:
رجلٌ يزعم أنّ الله تعالى أجبر الناسَ على المعاصي، فهذا قد ظَلَّمَ الله في حكمِهِ فهو كافر.
ورجلٌ يزعم أنّ الأمر مفوّض إليهم، فهذا قد وَهَّنَ الله في سلطانِهِ، فهو كافرٌ.

ورجلٌ يقول: إنَّ الله كلَّفَ العِبادَ ما يطيقون، ولم يُكلّفْهُمْ ما لا يُطيقون، وإذا أحسَنَ حَمِدَ اللهَ، وإذا أساءَ استغفر اللهَ، فهو مُسْلِمٌ بالغٌ”. (جامع أحاديث الشيعة -السيد البروجردي- ج 26 ص 32)

•ومن كلماتِ الإمام الرضا (عليه السَّلام) أنّه قال:
“…، إن اللهَ لم يُطع بإكراهٍ، ولم يُعْصَ بغلبة، ولم يهمِلْ العباد في ملكِهِ.

هو المالك لما ملكهُمْ، والقادر على ما أقدرهم عليه، فإنْ ائتمر العبادُ بطاعةٍ لم يكن الله عنها صَادًّا، ولا منها مانعًا، وإنْ ائتمروا بمعصية، فشاء الله أنْ يحول بينهم وبين ذلك فَعَل، وإنْ لم يحل وفعلوه فليس هو الذّي أدخلهم فيه، …”. (الاختصاص – الشيخ المفيد – ص 198)

وهكذا تصدّى الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)؛ من أجل الحفاظ على (البُنية العقيدية)؛ لمواجهة كلِّ (أشكال الانحراف العقيدي)، وكلّ (أشكال التحريف العقيدي).

وهذه هي مسؤولية (الدّعاة إلى الله) في كلّ عصرٍ، أنْ يكونوا (حرّاسًا أمناء) للمفاهيم العقيدية في مواجهة كلّ (التيارات الانحرافية) مهما كانت هُويتُها، وفي مواجهة كلّ (التيارات التحريفية) مهما كانت صبغتها.

خاصة ونحن في عصر تنوعت أساليب الحرب ضد الإسلام، وضد مبادئ الدين، وقيمه، ومعتقداته، وتطورت (الأدوات، والوسائل) مما يفرض أنْ يُطوّر (الدّعاة، والمبلغون) كلّ أدواتهم ووسائلهم، وأنْ يطوّروا لغتهم، وكلّ أساليبهم.

العنوان الثاني: دور الأئمة من أهل البيت (عليهم السَّلام) في الحفاظِ على البُنية الرّوحية، والأخلاقية، والسُّلوكية

إذا كان الحفاظ على (البُنية العقيدية) هدفًا استراتيجيًا مركزيًا، فإنّ الحفاظ على (البُنية الرّوحية، والأخلاقية، والسُّلوكية) هو الآخر يُشكل هدَفًا استراتيجيًا مركزيًا.

وبقدر ما يشكل الانحراف العقيدي، والثقافي، وبقدر ما يُشكّل التحريف العقيدي، والثقافي خطرًا كبيرًا على (الإسلام)، وعلى (هوية الأمة)، فإنّ الانحراف والتحريف في البُنية الرّوحية، والأخلاقية، والسلوكية كذلك يُشكل خطرًا مُدمّرًا على (الإسلام)، و(هوية الأمة).

وهذا ما فرض على الأئمة من أهل البيت (عليهم السَّلام) أنْ يتصدّوا لكلّ أشكال العبث بالأخلاق، والمثل، والقيم الروحية، والأخلاقية، والسُّلوكية.
وقد اعتمد الأئمة (عليهم السَّلام) من أجل (التأصيل الرّوحي، والأخلاقي، والسلوكي) مجموعة أساليب أهمها:
(1)أسلوب القدوة
(2)أسلوب الموعظة
(3)أسلوب الدّعاء

أحاول أنْ ألقي بعض الضوء على هذه الأساليب:
الأسلوب الأول: أسلوبُ القُدوةِ والأُسوةِ
الأئمة (عليهم السَّلام) وهم (نماذج معصومة) جسّدوا في حياتهم مضامين الرسالة تجسيدًا كاملًا، وترجموا قيم الإسلام ترجمةً صادقةً، وأعطوا الأفكار والمفاهيم واقعًا عمليًا متحركًا، وحتّى الذّين لا يقولون بعصمة الأئمة من أهل البيت (عليهم السَّلام) يعتبرونهم (النماذج المثلى في الأمة)، ويرونهم (قممًا سامقةً في الصَّلاح، والتقوى، والفضائل).

وهكذا حافظوا على (هوية الأمة الرُّوحية، والأخلاقية، والسلوكية).

ولا أجد مُتّسَعًا في كلمةٍ عاجلةٍ أنْ أتناول هذا الجانب من حياة أهل البيت (عليهم السَّلام)،
وأكتفي بالعبادة نموذجًا.

وهذه بعضُ لقطات من عبادتهم:
(1) قال ابن أبي الحديد المعتزلي واصفًا عبادة أمير المؤمنين (عليهم السَّلام): “… كان أعبدَ الناس، وأكثرَهم صلاةً وصومًا، ومنه تعلّم النّاسُ صلاةَ الليل، وملازمة الأوراد، وقيام النافلة، وما ظنّكَ برجلٍ يبلغ من محافظته على وُرْدِه أنْ يُبسَط له نطع بين الصَّفين ليلة الهرير، فيصلّي عليه وِرْدَه والسِّهام تقع بين يديه، وتمرّ على صماخيه يمينًا وشمالًا، فلا يرتاع لذلك، ولا يقوم حتّى يفرغ من وظيفته، وما ظَنُّكَ برجل كانت جبهتُهُ كثَفِنَةِ البعير لطول سجوده” (الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) – أحمد الرحماني الهمداني – ص 629).

وقيل لعلي بن الحسين (عليه السَّلام) -وكان الغاية في العبادة-: أين عبادتك من عبادةِ جدِك؟
قال: “عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول الله (صلّى الله عليه واله وسلّم)” (الإمام علي بن أبي طالب (ع) -أحمد الرحماني الهمداني- ص 629).

(2) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) متحدثًا عن عبادة ابنتِه فاطمة الزهراء (عليها السَّلام): “…، إنّها…، متى قامت في محرابِها بين يدي ربِّها جلَّ جلالُهُ زهر نورُها لملائكة السّماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزّ وجلّ لملائكتِهِ: يا ملائكتي، انظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة إمائي قائمةً بين يديَّ ترتعد فرائصُها مِن خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي …” (ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 2 ص 1634).

(3) قال الإمام السَّجاد (عليه السّلام) متحدثًا عن عبادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام): “إنّ الحسنَ بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) كان أعبد النّاسِ في زمانِه، وأزهدهم، وأفضلَهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشيًا، وربّما مشى حافيًا، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممر على الصّراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاتِه ترتعد فرائصه بين يدي ربِّه (عزّ وجلّ)، وكان إذا ذكر الجنة والنّار اضطرب اضطراب السليم، ويسأل الله الجنّة، وتعوذ به من النّار… “. [بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 43 ص 331]

(4) وأمّا الحسين الشهيد فتحدّثت عنه كتبُ السّيرة أنّه كان ذائبًا في الله، عظيم الخوف منه، حتّى قال له بعض أصحابه: “ما أعظم خوفك من ربِّك!
-فقال (عليه السّلام):- “لا يأمن يوم القيامة إلَّا مَنْ خاف الله في الدّنيا.. ” (ميزان الحكمة -محمد الريشهري- ج 1 ص 830).
كان (عليه السّلام) أكثرَ أوقاتِهِ مشغولًا بالصَّلاة، والصوم، وكان يُصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة -كما حدّث بذلك ولدُهُ زين العابدين (عليه السّلام)- (حياة الإمام الحسين (ع) -الشيخ باقر شريف القرشي- ج 1 ص 133).
اقرأوا (دعاء الإمام الحسين في يوم عرفة)؛ لتعرفوا كم كان الإمام الحسين (عليه السّلام) ذائبًا في الله، وكم كان عبادًا، ومتهجدًا، ومنقطعًا إلى الله.

(5) وأمّا الإمام عليّ بن الحسين (عليه السّلام)، فيكفيه أنّه سمي: (السّجاد)، و(زين العابدين).

•يقول الإمام الصّادق (عليه السَّلام):
“ولقد دخل أبو جعفر [الإمام الباقر] (عليه السّلام) على أبيه [الإمام زين العابدين] (عليه السّلام)، فإذا هو بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحدٌ، وقد اصفرّ لونُهُ من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته من السّجود، وورمت قدماه من القيام في الصَّلاة، قال:
فقال أبو جعفر (عليه السّلام): فلم أملك حين رأيتُه بتلك الحال من البكاء، فبكيتُ رحمة له وإذا هو يُفكر، فالتفت إليَّ بعد هنيئة من دخولي، فقال: يا بُنيَّ، أعطني بعضَ تلك الصحف التي فيها عبادة عليٍّ (عليه السّلام)، فأعطيته، فقرأ فيها يسيرًا، ثم تركها مِن يدِهِ تضجّرًا، وقال: مَنْ يقوى على عبادةِ عليّ بن أبي طالب”؟! (مناقب آل أبي طالب -ابن شهر آشوب- ج 3 ص 290)
وقسْ على هذا النمط من العبادة، والذوبان، والانقطاع إلى الله بقية الأئمة من أهل البيت (عليهم السَّلام)، فهم جميعًا من مشكاةٍ واحدة.
هكذا زرعوا (الروحانية، والطهر) في حياة الناس، فما أحوج الأجيال أنْ تقرأ حياتَهم، وسيرتَهم، وإرشاداتِهم.

وهنا أسّجل (ألمًا) شديدًا حينما أقول: لا زالت قراءتنا لأئمتنا (عليهم السَّلام) ليست بالمستوى المطلوب!

إنّها مسؤولية علماء، ومسؤولية خطباء، ومسؤولية مفكرين، بل ومسؤولية جمهور.

إنّ بعض أئمتنا (عليهم السَّلام) لا نلتقي بهم إلّا في (مناسبة الولادة، ومناسبة الشهادة) وحتى في هذه المناسبة يكون اللقاء ناضبًا شحيحًا فيما هو الحديث عن حياة الإمام (عليه السَّلام).
أنا لا أستكثر على الإمام الحسين (عليه السَّلام) أن تكون له (عشرات، وعشرات) ومجالس مستمرة طيلة السَّنة؛ فعاشوراء يجب أنْ تتجذّر في ذاكرة الأجيال، وفي وجدان الأجيال، وفي حركة الأجيال بشرط أنْ تكون (عشرات)، و(مجالس) معبأة بالعطاء، وترتقي بوعي الأجيال.

نعم لا يجوز لأحدٍ أنْ يستكثر ذلك على الإمام الحسين (عليه السَّلام)، ولكن ألا يستحق الإمام الحسن (السّبط الأول لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنْ تخصّص له (عشرة واحدة) في السنة أو أكثر)؟!

فلا زالت مساحات كبيرة في حياة الإمام الحسن (عليه السَّلام) تحتاج إلى مزيد من الدراسة، وإلى مزيد من القراءة، بل أنا أزعم أنّنا لا نستطيع أنْ ندرس (ثورة الإمام الحسين (عليه السَّلام)) إذا لم ندرس (صلح الإمام الحسن (عليه السَّلام))، ولعلي أوضح ذلك في حديث قادم إنْ شاء الله.

أيّها الأحبة، يجب أنْ نعطي الإمام الحسن (عليه السَّلام) بعض حقّه من الإحياء؛ لكي لا نكون مشاركين في ظلامة الإمام الحسن (عليه السَّلام) كما ظلمه التاريخ، وظلّمه كتّاب، وظلّمه الذين حاربوه، وقتلوه.

ليس كثيرًا على إمامنا (الحسن السّبط) أنْ نخصّص له موسمًا أو موسمين، لا أنْ نلتقي به لقاءً أو لقائين، فشخصية هذا الإمام (عليه السَّلام) غنيّة كلَّ الغنى بالمعطيات الإيمانية، والروحية، والأخلاقية، والسلوكية، والثقافية، والعلمية، والرسالية، ولا زالت هناك فارغات في أذهان الأجيال يجب أنْ تملأ، ولا زالت هناك تساؤلات في حاجة إلى إجابة.

والكلام نفس الكلام عن بقية الأئمة (عليهم السَّلام)، فهم (مُغَيَّبون) عن (وعي أجيالنا)، فنحن لا نلتقي بهم إلّا في ذكرى الولادة، وفي ذكرى الشهادة، وحتى في هاتين المناسبتين هناك فراغ كبير في التعريف بسيرة الأئمة (عليهم السَّلام).

يجب أنْ نمنهج للتعريف بأئمتنا الأطهار (عليهم السَّلام).

فالمنابر الممتدة طيلة السَّنة يجب أن تمارس دورها في إنتاج (ثقافة المعرفة) بأئمة أهل البيت (عليهم السَّلام)، وبأدوارهم الكبيرة جدًّاس.
كما قلت: إننا لا يمكن أنْ نفهم (ثورة الحسين) إذا لم نفهم (صلح الحسن)، وكذلك إذا لم نفهم (أدوار الأئمة) الذين جاءوا بعد الحسين (عليه السَّلام).

فالطرح المتكامل هو الذي يُعرّفنا بالمشروع الواحد لأئمة أهل البيت (عليهم السَّلام)، هذا المشروع الذي توحّد هدَفُه، وتنوّعَتْ أدوارُهُ.
للحديث تتمة إن شاء الله.

وآخر دعوانا أنْ الحمد الله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى