حديث الجمعةشهر ذي الحجة

حديث الجمعة 310: موضوع الغدير – كيف نقرأ هذه الحادثة التاريخيَّة؟ – لا زال المشهد السِّياسي معقَّدًا ومأزومًا

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة المعصومين وبعد:


موضوع الغدير:


فالحديث هذه الليلة حول «موضوع الغدير»، وقصة الغدير ليست خرافةً شيعيَّة فقد دوَّنت مصادر المسلمين السنيَّة قبل الشيعيَّة «قصة الغدير»، أذكر هنا طائفةً من تلك المصادر ولست بصدد استيعاب كلّ المصادر:


(1)  روى الإمام أحمد بن حنبل – إمام المذهب الحنبلي – في (مسنده الجزء الرابع 2 281 ط بيروت ) عن الصحابي البراء بن عازب قال:
«كنَّا مع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في سفرٍ فنزلنا بغدير خمٍّ، فنودي فينا الصَّلاة جامعة وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرتين فصلَّى الظهر، وأخذ بيد عليٍّ رضي الله عنه فقال:
«ألستم تعلمون أنِّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا : بلى.
قال (صلَّى الله عليه وآله): ألستم تعلمون أنِّي أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسه؟
قالوا : بلى.
فأخذ بيد عليٍّ فقال: مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمَّ والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنْ عاداه…
قال [يعني البراء بن عازب] فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئًا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة».



(2)  وروى الإمام أحمد بن حنبل أيضًا في مسنده (الجزء الرابع ص 368 ط بيروت) بسنده عن صحابي آخر وهو زيد بن أرقم قال:
«كنَّا بالجحفة، فخرج رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلينا ظهرًا وهو آخذٌ بعضد عليٍّ رضي الله عنه فقال:
«يا أيُّها النَّاسُ ألستم تعلمون أنِّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى…
قال صلَّى الله عليه وآله: فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه».


= الجحفة وهي ميقات مصر والشام إن لم يمرُّوا على المدينة وبينها وبين غدير خم ميلان.



(3)  وروى النسائي الشافعي في (خصائص أمير المؤمنين) (ص 98 ط بيروت) عن الصحابي سعد بن أبي وقَّاص قال: كنَّا مع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بطريق مكَّة وهو متوجِّه إليها [الروايات تؤكِّد أنَّ ذلك في أثناء العودة من مكة] فلمَّا اجتمع النَّاس إليه قال (صلَّى الله عليه وآله):
«أيُّها النَّاسُ مَنْ وليُّكم؟ قالوا: الله ورسوله – ثلاثًا – ثمَّ أخذ بيد عليٍّ فأقامه، ثمَّ قال: مَنْ كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّهُ، اللهمَّ والِ مَنْ والاه وعادِ مَنْ عاداه».



(4)  وروى الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد (ج 8 ص 290 ط بيروت) عن الصحابي أبي هريرة قال: مَنْ صامَ يوم ثمان عشرة من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين شهرًا وهو يوم غدير خم لمَّا أخذ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بيد عليّ بن أبي طالب [عليه السلام] فقال:
«ألستُ أولى بالمؤمنين قالوا: بلى يا رسول الله.
قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا ابنَ طالب أصحبت مولايَ ومولى كلِّ مسلم».



(5)  وروى المتَّقي الهندي في كنز العمَّال (ج 5 ص 290 ط حلب) عن الصحابي حذيفة بن أسيد قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم:
«اللهمَّ مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمَّ والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنْ عاداه، وانصر مَنْ نصره، وأعنْ مَنْ أعانه».



(6)  وروى المنصور بالله في هداية العقول (ج 2 ص 37): عن زيد بن أرقم قال:
«لمَّا صدر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) من حجَّة الوداع نهى أصحابه عن سمرات [نوع من الشجر] متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن، ثمَّ بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلَّى عندهن ثمَّ قام فقال:
«يا أيُّها النَّاس إنَّه قد نبَّأني اللطيف الخبير أنَّه لم يعمِّر نبي إلَّا نصف عمر الذي يليه مِن قبله، وإنِّي لأظنُّ يوشك أن أُدعى فأجيب، وأنِّي مسؤولٌ وأنتم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنَّك قد بلَّغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرًا.
قال (صلَّى الله عليه وآله): أليس تشهدون أنْ لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، وأنَّ جنَّته حقٌّ، وناره حقٌّ، وأنَّ الموتَ حقٌّ، وأنَّ البعث حقٌّ بعد الموت، وأنَّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وإنَّ الله يبعثُ من في القبور…
قالوا : بلى نشهدُ بذلك.
قال صلَّى الله عليه وآله: اللهمَّ اشهد…
ثمَّ قال صلَّى الله عليه وآله: يا أيُّها النَّاس إنَّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم مِنْ أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه يعني عليًا رضي الله عنه، اللهمَّ والِ مَنْ والاه وعادِ مَنْ عاداه».


والمصادر التي روت حديث الغدير كثيرةٌ جدًا…
وقد صرَّح بتواتر حديث الغدير جملةٌ من علماء السنة منهم:


(1) محمد بن محمد الغزالي في (سرِّ العالمين) ص 13 حيث قال: (وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبة النبيّ صلَّى الله عليه وآله في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول صلَّى الله عليه وآله: (مَنْ كنت مولاه فعليٌّ مولاه) فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كلِّ مولى).


(2) وقال الصبَّان في إسعاف الراغبين ص 111 عند ذكر حديث الغدير: (رواه عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله ثلاثون صحابيًا، وكثير من طرقه صحيح أو حسن).


(3) وذكر السيوطي حديث الغدير ضمن الأحاديث المتواترة في كتابه (قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة) ص 277.


(4) وقال القسطلاني في كتابه (شرح المواهب اللدنية) ج 7 ص 13 : (وهو [يعني حديث الغدير] متواتر رواه ستة عشر صحابيًا، وفي رواية لأحمد أنَّه سمعه من النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ثلاثون صحابيًا وشهدوا به لعليّ لمَّا نوزع أيام خلافته، فلا التفات إلى مَنْ قدح في صحته).



كيف نقرأ هذه الحادثة التاريخيَّة؟


توجد قراءتان:
القراءة الأولى : قراءة مدرسة أهل البيت (ع):
هذه القراءة تفهم الحادثة نصًا صريحًا قاطعًا على تعيين عليّ بن أبي طالب خليفةً ووصيًا وإمامًا وقائدًا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم…


القراءة الثانية: قراءة مدرسة الخلفاء:
هذه القراءة لا تفهم الحادثة نصًا على تعيين عليّ بن أبي طالب إمامًا، ووصيًّا وخليفةً، وإنَّما هي مجرَّد فضيلة تؤكِّد على محبَّة عليّ، لأنَّ كلمة مولى تعني الناصر والمحبّ والصديق.


كيف نبرهن على صحَّة قراءة مدرسة أهل البيت (ع)؟


أولًا: من خلال القرائن المقاميَّة (الأجواء التي أحاطت الحادثة):
1- المكان: غدير خم على مقربةٍ من الجحفة بين مكة والمدينة في صحراء يلفحها الهجير، وتلتهب رمالها بوهج الظهيرة (كان يضطر المرء أن يغطي رأسه ويقي قدمه من شدَّة حرِّ الرمضاء).


2- الزمان: أثناء العودة من حجَّة الوداع في مرحلة تمثِّل المقطع الأخير من حياة الرسول صلَّى الله عليه وآله… (حجَّة الوداع في السنة العاشرة للهجرة… وتوفي النبيّ صلَّى الله عليه وآله في 28 صفر في السنة الحادية عشرة الهجرية) بمعنى أنَّ الخطبة في الغدير قبل وفاة النبيّ صلَّى الله عليه وآله بشهرين ونصف فقط …


3- الاجتماع: لقاء جماهيري حاشد ضمَّ ما يربو على (مائة ألف) إنسان من المسلمين.


4- الخطاب: حديث تاريخي خطير ألقاه الرسول صلَّى الله عليه وآله في يوم الغدير…


5- الأسلوب: أخذ صلَّى الله عليه وآله بيد عليّ بن أبي طالب ورفعها أمام الناس حتى بان بياض إبطيهما…


فهل هذه الحيثيات تتناسب مع القراءة الثانية، أم أنَّها تؤكِّد أنَّ القضية خطيرة جدًا، وليست إلَّا مسألة (القيادة المستقبليَّة للمسلمين) بعد رحيل النبيّ صلَّى الله عليه وآله، وهذا ما ذهبت إليه القراءة الأولى.



ثانيًا: القرائن اللفظية والكلامية:


أهم هذه القرائن:
1- التمهيدات التي طرحها الرسول صلَّى الله عليه وآله:
• «ألستم تعلمون أنِّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟».
• «ألستم تعلمون أنِّي أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسه؟».
• «أيُّها الناس مَنْ وليّكم؟».


2- الدعاء لعليٍّ عليه السلام:
«اللهمَّ والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنْ عاداه، وانصر مَنْ نصره، واخذل مَنْ خذله، وأدر الحقَّ معه حيث دار».


3- ما جاء في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال:
قام رسول الله صلَّى الله عليه وأله وسلَّم يومًا فينا خطيبًا بماءٍ يُدعى خمًا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكَّر ثمَّ قال:
«أما بعد، ألا أيُّها النَّاسُ فإنَّما أنا بشرٌ يوشك أنْ يأتي رسولُ ربي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين أوّلها كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، – فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه ثم قال – وأهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي، اذكِّركم الله في أهل بيتي، اذكِّركم الله في أهل بيتي – رغم أن مسلم لم يذكر قول النبيّ صلَّى الله عليه وآله: «من كنت مولاه…» – إلَّا أنَّ هذا المقطع الذي ذكره من خطبة الغدير يؤكِّد على مرجعيَّة الكتاب (القرآن) وعلى تعيين (قيِّمين) وهم أهل البيت وهذا واضح في أنَّ النبيّ صلَّى الله عليه وآله في صدد تعيين (القيادة).


4- التصريح واضح في خطاب الرسول صلَّى الله عليه وآله بأنَّها الأيام الأخيرة في حياته المباركة
• «إنِّي يوشك أنْ أُدعى فأُجيب».
• «كأنِّي دُعيت فأجبت».
• «نبَّأني اللطيف الخبير أنَّه لم يعمِّر نبيٌّ إلَّا نصف عمر الذي يليه من قبله…».


5- التأكيد في آخر الخطبة أنْ يُبلِّغ الشاهد الغائب.


6- التصريحات التي صدرت من بعض كبار الصحابة:
• قول عمر: «هنيئًا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة».
• أو قوله: «بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلِّ مسلم».


من خلالِ هذه القرائن اللفظية نفهم بشكلٍ قاطعٍ أنَّ النبيّ صلَّى الله عليه وآله كان يمارس من خلال خطابه الخطير جدًا في يوم الغدير نصًا صريحًا على نصب عليٍّ بن أبي طالب (قيِّمًا) على شؤون الدعوة و(خليفةً) و(حاكمًا) بعد رحيله صلَّى الله عليه وآله…


إضافة إلى القرائن المقامية والقرائن اللفظية هناك مثبتات أخرى تؤكِّد صحَّة القراءة التي تتبناها مدرسة أهل البيت لحادثة الغدير، نتناولها – إن شاء الله – في اللقاء القادم.


لا زال المشهد السِّياسي معقَّدًا ومأزومًا:


لا زال المشهد السِّياسي في هذا البلد معقّدًا ومأزومًا…
والناسُ بين متشائمٍ كلّ التشاؤم، وآخر يحمل شيئًا من الأمل، فهل يحدث شيئٌ يُغيِّر الحسابات، والقناعات، أم تبقى الأمور في مسارها نحو المجهول؟


المشكلة أنَّ هناك قراءاتٍ متباينة، السلطة لها قراءتُها للمشهد السِّياسي، وقوى المعارضة، والشارع المعارض لهما قراءتُهما المغايرة…


وهاتان القراءتان متباينتان…
السلطة لا ترى الوضع السِّياسي مأزمومًا، وإذا كان هناك شيئٌ من الارتباك في الأوضاع، فبسبب وجود متطرِّفين وعابثين ومخرِّبين ودعاة عنف، لا يهمُّهم مصلحة هذا الوطن، ويتغذون بتوجيهاتٍ من الخارج…


وأمّا الطرف الآخر المعارض للسلطة (قوى سياسية وشارع) فيرى أنَّ البلد يعيش أزمةً سياسيةً قاسيةً، وأنَّ الأوضاع معقَّدةٌ كلَّ التعقيد، والسلطة هي المسؤولة كلّ المسؤولية عن هذه الأزمة، وهذا التعقيد…



وفي ضوء هذا التباين في قراءة المشهد السِّياسي، جاء التباين في الموقف والعلاج…


السلطة تصرُّ على الخيار الأمني في مواجهة الأوضاع المنفلتة – حسب تعبير السلطة –


قوى المعارضة (نشطاء سياسة وشارع) ترفض بقوَّة هذا الخيار، وترى أنَّه يدفع في اتجاه مزيدٍ من التعقيد والتأزيم والاحتقان والاضطراب، وترى هذه القوى أنَّها مضطرة أنْ تواجه هذا الواقع الخاطئ بمسيراتٍ واحتجاجاتٍ واعتصاماتٍ وتجمعاتٍ لتعبِّر من خلال ذلك عن مطالبها المشروعة، وعن قناعاتها السِّياسية في الإصلاح والتغيير…


وفي خطوةٍ تصعيديَّة، تصدر السلطة بيانًا تقرِّر من خلاله وقف جميع المسيرات والتجمعات، وعدم السماح بتنظيم أيّ فعالية إلَّا بعد الاطمئنان إلى استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار الأمني المنشود، بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتماسك النسيج الاجتماعي، ومنعًا لكافة أشكال التطرّف من أيّ أحد…


وأكَّد البيان أنِّه سيتم التعامل مع أيَّة مسيراتٍ أو تجمعات على أنَّها غير مرخَّصة، وستتخذ الإجراءات القانونية تجاه الداعين لها أو المشاركين فيها، وكلّ من له علاقة بذلك سيحاسب، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقِّه…


وبرَّر هذا القرار بوجود تجاوزات من القائمين على الفعاليات والمسيرات والتجمعات، وبعدم التزام المشاركين بالضوابط القانونية…


وقد اعتبرت القوى والفعاليات السِّياسية المعارضة هذا القرار مخالفًا للدستور وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسِّياسية، ومخالفًا لتعهدات النظام في جنيف، وقد عبَّر بعضهم بأنَّه ثاني إجراء لـ (حالة الطوارئ) أو أنَّه (قانون أمن دولة جديد)، وأمَّا الحقوقيون فاعتبروا منع المسيرات والتجمعات مشوِّهًا لسمعة البحرين حقوقيًا… وقد أبدت دول غربية صديقة للبحرين كبريطانيا قلقها لمنع المهرجانات الخطابية والتجمعات، واعتبرت هذا المنع مهما كانت أسبابه مفرطًا، كون المظاهرات السلمية حقّ ديمقراطي… وكذلك واشنطن فقد قال المتحدث باسم خارجيتها أنَّها قلقة للغاية حيال منع السلطات البحرينية أيّ اجتماعٍ عام… وانتقدت منظمة العفو الدولية قرار الحظر واعتبرته انتهاكًا لحقوق الانسان المتعلقة بالتجمع والتعبير عن الرأي…



إنَّ قرارًا يصادر حقَّ التعبير له تداعياته الخطيرة جدًا، لا تُعالَج الأوضاع السِّياسية المأزومة بهذه الطريقة، هكذا تُقتل كلَّ المساعي المخلصة لإنقاذ البلد، وهكذا تُدفع الأمور في اتجاه الخيارات المتشدِّدة، وهكذا يُراد لهذا الوطن أنْ تتعقَّد أجواؤه، وأنْ يتأزَّم أمنه واستقراره…


إنَّ قرارًا كهذا يتناقض مع الكثير من تصريحات المسؤولين في وجود الرغبة لدى السلطة لحلحلة الأوضاع، إنَّ ما يجري على الأرض شيئٌ آخر، ممَّا جعل التصريحات الرسمية أمرًا مستهلكًا لدى الناس، وما عادت قادرة أن تطمئن الشارع وأن تعيد الثقة إلى النفوس…


ولكي تملك تلك التصريحات مصداقيتها يجب أن يتحرَّك شيئٌ جادٌ على الأرض يؤكِّد تلك الرغبة، لا أن ينسفها…


ما نطالب به من أجل مصلحة الوطن أنْ يُلغى قرار المنع وأن يُعطى للنَّاس حقُّهم في التعبير السلمي، فنحن نرفض العنف بكلِّ أشكاله جاء من السلطة أم من الشارع…


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى