السيد محمد باقر الصدرشخصيات ورجال

في ذكرى رحيل الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه

أسرة آل الصدر:
من أعرق وأشهر الأسر في التاريخ الشيعي، أنجبت فقهاء كبارًا وعلماء أجلّاء وأدباء ومفكرين ومثقفين تنتمي هذه الأسرة إلى (جبل عامل) في لبنان…
ويقال أنّ أول من غرس التشيّع في جبل عامل هو الصحابيّ الجليل أبو ذر الغفاري حينما نفاه الخليفة الثالث عثمان إلى بلاد الشام وكان منفاه في هذه المنطقة (منطقة جبل عامل)….
وفي القرن الثامن الهجري أسس الشهيد الأول محمد بن مكي مدرسته الفقهيّة في جزين من جبل عامل، وكان الشهيد الأول أول من أحدث تغييرات في الكيان المرجعي كما يقول الشهيد السّيد الصدر حيث حدّد أربع مراحل


تاريخيّة للمرجعيّة الشيعيّة:
• المرحلة الأولى: مرحلة الاتصال الفردي.
• المرحلة الثانية: مرحلة الجهاز المرجعي بدأت على يد الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي في القرن الثامن الهجري حيث أوجد (نظام الوكلاء).
• المرحلة الثالثة: مرحلة التمركّز والاستقطاب بدأت على يد الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ت/ 1228هـ) ومعاصريه.
• المرحلة الرابعة: مرحلة القيادة مع بداية عصر الاستعمار.
أخذ الكيان المرجعي طور التصدّي القيادي.
وللشهيد الصدر مشروعه المعروف في تطوير العمل المرجعي (المرجعية الصالحة).


أعود للقول: من الأسر التي تنتمي إلى جبل عامل أسرة آل الصدر، وكانت تسمّى أسرة (آل شرف الدين) ومن هذه الأسرة: السيد عبد الحسين شرف الدين صاحب المراجعات، والسيد موسى الصدر الذي غيّب في بدايات انتصار الثورة الإسلاميّة، حيث قُدّمت له دعوةٌ لزيارة ليبيا والمشاركة في احتفالات ثورة الفاتح، وتوجّه إلى ليبيا مع اثنين من مرافقيه واختفى خبره إلى الآن..
ومن هذه الأسرة العريقة ينحدر شهيدنا الكبير السيد محمد باقر الصدر… والذي مرّت على ذكرى استشهاده ما يقرب من ثلاثين سنة…
يجب أن يبقى الشهيد السيد محمد باقر الصدر حاضرًا في ذاكرة الأجيال…
وأن يبقى حاضرًا في وعي الأجيال..
وأن يبقى حاضرًا في وجدان الأجيال…
وأن يبقى حاضرًا في حركة الأجيال…
إذا كانت هذه الأجيال وفيَّة لهذا الرجل العظيم الذي أعطى للأمّة، وللإسلام وللأجيال كلّ وجوده، وكلّ حياته، وكلّ علمه وفكره، وكلّ جهاده… إلى أن أعطى دمه الطاهر، هو وشريكته العلويّة الشهيدة بنت الهدى…
تملك الإنسان حيرة ورهبة حينما يريد أن يتحدّث عن هذا الإنسان العظيم، فمهما كتب الكاتبون، وتحدّث المتحدثون، فلا يستطيعون أن يستوعبوا كلّ أبعاده….
ولكنّنا في هذه العجالة نحاول أن نستلهم شيئًا من بركاته الإيمانيّة والروحيّة….
أتحدّث هنا عن نقطةٍ مهمّةٍ:
الشهيد السيد الصدر شخصيّةٌ جذّابةٌ…
تقرأ له فتنجذب إليه جذبًا…..
أنا قرأت له قبل أن أراه، قرأت له وأنا طالبٌ في المرحلة الثانويّة في بدايات الستّينات وكنت أجد نفسي مشدودًا إليه بقوّة، مشدودًا إلى فكره، إلى مدرسته، إلى منهجه، إلى لغته إلى روحانيّته المتدفّقة بين كلماته، إلى رساليّته التي تنبض بها كلّ كتاباته…
وأمّا إذا رأيته وجالسته فالانجذاب أكبر وأكبر، والإنشداد أقوى وأقوى، فأنت ترى نفسك أمام عالِمٍ يملأ كلّ عقلك وفكرك وقناعاتك…..
أمام فقيهٍ متميّز..
أمام مفكرٍ عملاق….
أمام إنسانٍ ربانيٍّ تأسرك ربّانيّته..
أمام إنسانٍ رَوحاني تغمرك روحانيّته
فلا تملك إلاّ أن تنجذب إليه، ولا تملك إلّا أن تذوب فيه حبًّا وعشقًا وانصهارًا…
لا أتحدّث خيالاً وأوهامًا….
أنا عشت تجربة الجلوس بين يديه، واستمعت إلى كلماته، وهو يتحدّث حديث المربّي والموجّه والمعلّم، وحديث الأب الحنون الشغوف وحديث الأستاذ العارف البصير….
لا أظنّ أحدًا يلتقيه مرةً واحدة، إلّا ويبقى مبهورًا مشدودًا منجذبًا…
ما سرّ هذا الجذب في شخصيّة الشهيد الصدر؟
هل هو مجرّد العلم والفكر والثقافة؟
كثيرون يملكون العلم والفكر والثقافة ولا تجد نفسك تنجذب إليهم هذا الانجذاب؟
هل هو القدرة المتميّزة في الحديث والكلام؟
ربّما يكون لذلك تأثير، ولكنّ الكثيرين يملكون هذه القدرة ولا تجد نفسك تنجذب إليهم هذا الانجذاب…
هل هو التواضع والأريحيّة والابتسامة الدائمة واللغة الحانية….
ربّما يكون لذلك تأثير….
إلّا أنّ للجذب سرًا أعمق وأعمق..
إنّه «الربّانيّة والروحانيّة» المتجذّرة في شخصية السيد الصدر….
ليست ربّانيّة وروحانيّة متصنَّعة ومتكلّفه وكاذبة ومرائية….
إنّها الربّانيّة والروحانيّة الصادقة التي أصبحت جزءًا في كينونته، وملكةً في طباعه وأخلاقه وسلوكيّاته.
وقد تجلّت هذه الربّانيّة والروحانيّة خشوعًا وانقطاعًا إلى الله تعالى في عباداته..
يحدّثنا الشيخ محمد رضا النعماني وهو من المرافقين للشهيد الصدر عن هذه الظاهرة فيقول: «فكان – يعني السيد الصدر – في أحيان كثيرة يجلس في مصلّاه فكنت أجلس خلفه وقد دخل وقت الصلاة، بل قد يمضي على دخول وقتها أكثر من نصف ساعة والسيد الشهيد جالسٌ مطرقٌ برأسه يفكّر، ثمّ فجأة ينهض فيؤدّي الصّلاة.
هذه الأمور وغيرها دفعتي في يومٍ من الأيام للاستفسار منه عن سبب هذه الظاهرة، فقال رضوان الله عليه: «إنّي قد آليت على نفسي منذ الصغر أن لا أصلّي إلّا بحضور قلبٍ وانقطاع، فاضطّر في بعض الأحيان إلى الانتظار حتى أتمكّن من طرد الأفكار التي في ذهني حتى تحصل لي حالةً الصفاء والانقطاع وعندها أقوم للصّلاة»
هكذا كان انقطاعه في صلاته وفي دعائه وفي تلاوته للقرآن…
يقول النعماني «سمعته يقرأ القرآن في أيام وليالي شهر رمضان بصوتٍ حزينٍ وشجي، ودموعٍ جارية، يخشع القلب لسماعه، وتسمو النفس لألحانه وهو في حالةٍ عجيبةٍ من الانقطاع والذوبان مع معاني القرآن إنّه مشهدٌ عجيبٌ يعجز القلم عن وصفه وما فيه من معنوياتٍ كبيرة…».
وأمّا عن طوافه حول الكعبة المشرفة فيحدّثنا النعماني حيث يقول: «فكان كان رضوان الله عليه يذهب إلى المسجد الحرام يصلّي الظهر والعصر ثمّ يعود إلى الفندق لتناول وجبة الغذاء، ثم يعود مرةً أخرى في حدود الثانية ظهرًا إلى المسجد حيث يقلّ الزحام بسبب شدّة الحر، وكانت أرض المسجد مغطّاة بالمرمر الطبيعي – وهو غير المرمر الموجود حاليًا – فكان لا يتمكن أحدٌ من شدّة الحر من الطواف في تلك الفترة…
فكان رحمه الله يذهب في ذلك الوقت إلى المسجد حافي القدمين، وكنت أطوف معه، فو الله ما تمكنت من إكمال شوطٍ واحدٍ حتى قطعت طوافي وذهبت مسرعًا إلى الظّل، فقد شعرت أنّ باطن قدمي قد التهب من شدّة الحر، وما طفت في تلك الساعة إلّا متنعلًا…
فكنت أعجب من حال السيد الشهيد رحمه الله وهو يطوف ويصلّي وكأنّه في الجو الطبيعي الملائم، فسألته يومًا بعد عودتنا من المسجد الحرام عن هذه القدرة العجيبة من التحمّل، فقال: ما دمت في المسجد الحرام لا أشعر بالحرارة، نعم بعد أن أعود إلى الفندق أحسّ بألمٍ في قدمي» إنّه الانقطاع والذوبان مع الله تعالى والعروج إلى عالم الملكوت…
وفي حياة الأئمّة عليهم السّلام شواهد على ذلك إنّها الربّانيّة والروحانيّة الصّادقة، ما كان الشهيد الصدر إلّا مشدودًا إلى الله تعالى طامعًا في رضاه، لا يبحث عن دنيا، وعن هوى، ولا عن شهرة، لأنّه واثقٌ كلّ الوثوق أن لا قيمة لشهرةٍ يعقبها خسران في الآخرة «إنّ العبد لينشر له من الثناء ما بين المشرق والمغرب، ولا يساوي عند الله جناح بعوضه» إنّها الشهرة الزائفة الكاذبة، كان رضوان الله عليه لا يحبّ العناوين، كان لا يكتب على مؤلفاته إلا عبارة (محمد باقر الصدر).


قصة الشهيد الصدر وكتاب (فلسفتنا):
«عندما كتب (فلسفتنا) أراد طبعه باسم جماعة العلماء في النجف الأشرف، بعد عرضه عليهم متنازلًا عن حقّه في وضع اسمه الشريف على هذا الكتاب إلّا أنّ الذي منعه من ذلك أنّ جماعة العلماء أرادت إجراء بعض التعديلات في الكتاب المذكور، وكانت تلك التعديلات غير صحيحة في رأي السيد الشهيد، فاضطّر أن يطبعه باسمه…».
وقد علّق السيد الشهيد على هذه الحادثة بقوله: «حينما طبعت هذا الكتاب (فلسفتنا) لم أكن أعرف أنّه سيكون له هذا الصيت العظيم في العالم والدوي في المجتمعات البشريّة، ممّا يؤدي إلى اشتهار من ينسب إليه الكتاب، وكنت أفكر أحيانًا فيما لو كنت مطّلعًا على ذلك، وعلى مدى تأثيره في إعلاء شأن مؤلفه لدى الناس، فهل كنت مستعدًا لطبعه باسم جماعة العلماء وليس باسمي كما كنت مستعدًا لذلك أو لا؟ وأكاد أبكي خشية أنّي لو كنت مطلعًا على ذلك لم أكن مستعدًا لطبعه بغير اسمي»
هكذا «نكران الذات والأنا» عند الشهيد الصدر من أجل أن يكون «الربّانيّ» الصّادق مع الله تعالى، وأذكر هنا حادثة تؤكّد هذه الروح المتعالية على شهوة الأنا وحبّ البروز والشهرة…
دخل السيد الصدر – في إحدى المناسبات – على المرجع الديني الكبير السيد الخوئي، وكان السيد الشهيد في ذلك الوقت يملك شأنًا كبيرًا يؤهّله للمرجعيّة، فهذا يفرض عليه أن يتعامل مع المراجع الآخرين من هذا الشعور، فلمّا دخل السيد الصدر على السيد الخوئي وفي حضور حشدٍ جماهيريٍّ كبيرٍ هوى على يد السيد الخوئي وقبّلها متحدّيًا الأنا في داخله…
وهذا يؤكّد أنّه ما كان يتصنّع الربّانيّة والروحانيّة، كثيرون يتظاهرون بالربّانيّة والروحانيّة تصنّعًا وتكلّفًا وربّما كذبًا وافتراءً وربّما استطاعوا أن يملكوا قلوبًا بعض الوقت، وربّما استطاعوا أن يبهروا نفوسًا بعض الوقت، وربّما استطاعوا أن يجتذبوا أرواحًا بعض الوقت..
ولكن سرعان ما يموت الانجذاب.
الشهيد الصدر كان ربّانيًّا صادقًا، وروحانيًّا طاهرًا، بقي متألقًا في ربانيّته، وبقي متوهّجًا في روحانيّته، بل أخذ يزداد تألّقًا، ويشتدّ توهّجًا، وهو يقترب من ذروة الربّانيّة وقمّة الروحانيّة في عشقٍ كبيرٍ إلى «لحظة الشهادة».
وكلّما اقترب من لحظة الشهادة زاد انقطاعًا إلى الله، وزاد انصهارًا وذوبانًا في العبادة، كان بين تالٍ للقرآن، وذاكرٍ لله تعالى، وقائمٍ وصائم، وأعلن كلمته الأخيرة «أنا أعلن لكم يا أبنائي أنّي صمّمت على الشهادة، ولعلّ هذا آخر ما تسمعونه منّي، وإنّ أبواب الجنّة قد فتحت لتستقبل قوافل الشهداء حتى يكتب الله لكم النصر، وما ألذّ الشهادة التي قال عنها رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّها حسنةٌ لا تضرّ معها سيئة، والشهيد بشهادته يغسل كلّ ذنوبه مهما بلغت، وقد صمّم الطاغية المجرم صدّام على إعدام السيد الصدر، وطلب أزلامه أن يروّجوا إشاعة بين النّاس مفادها أنّ السلطة عازمةٌ على تنفيذ حكم الإعدام بالسيد الصدر، وكان الهدف اكتشاف ردود الفعل الجماهيريّة… وقد روى أنّ الحاج عباس خادم السيد الصدر جاء بعد ظهر يومٍ من تلك الأيام مضطّربًا خائفًا وهو يبكي فأخبر السيد الصدر بأنّ إشاعةً قويّةً انتشرت بين الناس مؤداها أن السلطة ستنفذ حكم الإعدام بالسيد الصدر في المستقبل القريب، فقال له السيد الصدر: «لقد بشّرتني بشّرك الله بكلّ خير».
تعدّدت الروايات حول الطريقة التي تمّ بها تصفية السيد الصدر…


جاء في كتاب (محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، الجزء الرابع) لأحمد عبد الله أبو زيد العاملي الإشارة إلى أهمّ الروايات:
الرواية الأولى (رواية الشيخ محمد رضا النعماني):
تقول هذه الرواية: «أحضروا السيد الصدر إلى مديريّة الأمن العامة، فقاموا بتقييده بالحديد، ثمّ جاء المجرم صدّام وأخذ يهشّم رأس السيد الصدر ووجهه بسوطٍ بلاستيكي صلب وكان يقول له عبارات نابية ثمّ أمر جلاوزته بتعذيب السيد الصدر تعذيبًا قاسيًا..
ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى – ويبدو أنّها قد عُذِبت في غرفةٍ أخرى – جاءوا بها فاقدة الوعي يجرّونها جرًّا، فلما رآها السيد الشهيد استشاط غضبًا ورقّ لحالها ووضعها فقال لصدام: إن كنت رجلًا ففكّ قيودي، فأخذ المجرم سوطًا وأخذ يضرب العلوية الشهيدة، ممّا جعل السيد الصدر في حالة غضبٍ فقال للمجرم صدّام لو كنت رجلًا فجابهني وجهًا لوجه ودع أختي ولكنّك جبانٌ وأنت بين حمايتك….
فغضب المجرم وأخرج مسدسه فأطلق النّار عليه ثمّ على أخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسبّ ويشتم…


الرواية الثانية (رواية سنوات الجمر):
جاء في هذا الكتاب للسيد علي المؤمن الغريفي:
«وأشرف صدام مباشرة على تعذيب الإمام الصدر والتحقيق معه، وكان صدام – وهو في حالة انهيارٍ وإعياء – يكرّر عليه مطالبه السابقة -، فيما يقابله الصدر – الموشّح بالدماء – بثبات المؤمن، وهيبة الفقيه وهو يتلو آياتٍ من الذكر الحكيم، ممّا يدّل على رفضه القاطع…
وللمرة الأخيرة عاد عليه صدام وهو شاهرٌ مسدسه: أصدر فتوى بتحريم الانتماء إلى حزب الدعوة، وجواز الانتساب إلى حزب البعث وإلّا مزّقت رأسك وقطّعتك أوصالًا.
وهذا يعني لدى الإمام الصدر إمّا الموت أو الإفتاء بحلّية الكفر، ولا شكّ أنّ الجود بالنفس أيسر كثيرًا عليه من أن يحيد قيد أنملة عن مبادئه..
وبعد فشل كلّ محاولات المساومة العقيمة أقدم صدام بنفسه في يوم الثلاثاء 8 نيسان (أبريل) 1980 على تفريغ رصاصات مسدّسه في قلب ورأس الإمام باقر الصدر، فسقط على الأرض مضرّجًا بدمه، ثمّ رشق برزان التكريتي (شقيق صدام) وشخصٌ ثالث اسمه دحّام الطلقات القاتلة على جسده، ويذكر مصدرٌ مطّلع أنّ هذا الشخص الثالث هو الذي طعن الإمام الطعنة القاتلة، ثمّ أوعز صدام إلى نائبه عزّت الدوري بقتل المفكّرة الإسلاميّة بنت الهدى فخرت هي الأخرى صريعة.


الرواية الثالثة:
تقول الصحفيّة المصريّة صافي ناز كاظم التي كانت في العراق في تلك الفترة: «تمّ استدعاء [الإمام الصدر] لمقابلة صدام حسين الذي ساومه بين القتل أو إدانة الثورة الإسلاميّة، حيث لم يتردّد الإمام في اختيار الموت الذي كان قد توضأ استعدادًا له قبل تركه بيته مصاحبًا رجال الأمن.
وسأله صدام أيّ أسلوبٍ من القتل تريد؟
فقال الإمام: أذبح كما ذبح الحسين.
ولكنّ صدام أمر بأن يموت رميًا بالرصاص وخلع الإمام الجليل عمامته السوداء مجابهًا رصاص الجلاد المحترف، لكنّ يد الجلاد اهتزت ولم تستطع إطلاق الرصاص، فتمّ تكليف جلّاد ثانٍ لكنّ يده اهتزت كذلك ولم يستطع أحد من الجلادين المحترفين أن يطلقوا الرصاص على الإمام الجليل ممّا اضطّر صدام إلى أن ينهرهم ويقوم بنفسه بعمليّة إطلاق الرصاص وقتل الإمام الشهيد.
 بعد يومين استُدعيت الآنسة آمنة بنت الهدى شقيقة الإمام الشهيد بحجّة أنّ شقيقها يريدها، حيث تمّ تنفيذ حكم الإعدام عليها بعد إجراءات تنكيل وحشيّة جعلتهم يتردّدون في تسليم جثّتها بعد استشهادها رضي الله عنها (يوميّات بغداد).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى