حديث الجمعةشهر صفر

حديث الجمعة106 :الجمهور العاشورائي:العنصر الرابع:حركية الإنتماء إلى أهداف عاشوراء -لا للتصعيد الطائفي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هذه عناوين الحديث:
• الجمهور العاشورائي(4)
• لا للتصعيد الطائفي


الجمهور العاشورائي( 4):
غي سياق الحديث عن جمهور عاشوراء تناولنا ثلاثة عناصر أساسية:
1. الوعي بأهداف عاشوراء
2. الحرارة في التفاعل مع هذه الأهداف
3. التجسيد العملي لتلك الأهداف
وفي حديثنا-الليلة-نتناول عنصرا رابعا هاما جدا ، وهذا العنصر هو “حركية الإنتماء إلى أهداف عاشوراء”.
الحركية:مضمون كبير تعني أن يتحول الإنسان المنتمي إلى وجود فاعل متحرك ليعطي للأهداف حضورها الفاعل المتحرك في الساحة، لكي أكون منتميا انتماءا حقيقيا إلى عاشوراء لا يكفي أن أعيش الأهداف في داخلي فقط، بل لابد من تحويلها إلى أهداف تتحرك في داخل الساحة ، لابد أن تتحول إلى أهداف تتحرك في داخل الآخرين، وبتعبير آخر: أن أكون عاشورائيا أن اعمل من أجل أو أصنع كل الواقع حولي واقعا عاشورائيا ، أن أعمل من أجل أن اصنع كل الناس صنعا عاشورائيا ، أن أكون داعية إلى أهداف عاشوراء.
كم من الناس من يعيشون عاشوراء في داخلهم ولكنهم لا يتحولون إلى دعاة يحملون أهداف عاشوراء إلى الآخرين، لا يتحولون إلى عاشورائيين حركيين.
العاشورائي الحركي طاقة فعالة منتجة… العاشورائي الحركي إنسان رسالي عامل ، يتحرك في الساحة ، يجاهد من أجل أهداف عاشوراء، يضحي من أجل هذه الأهداف.
ليس عاشورائيا رساليا من يؤمن بأهداف عاشوراء إلا انه لا يصنع إيمان الآخرين في خط عاشوراء…
 ليس عاشورائيا رساليا من يعيش حرارة التفاعل مع أهداف عاشوراء إلا انه لا يصنع الحرارة عند الآخرين…
ليس عاشورائيا رساليا من يلتزم عمليا بقيم عاشوراء إلا انه لا يحرك هذه القيم في حركة الواقع حوله…


• فمطلوب منك لكي تكون عاشورائيا رساليا:
أن تصنع نفسك صنعا عاشورائيا، وأن تصنع أسرتك صنعا عاشورائيا…
وأن تصنع أصدقائك صنعا عاشورائيا، وأن تصنع كل الناس حولك صنعا عاشورائيا…
بل مطلوب منا أن نفكر في صنع العالم صنعا عاشورائيا…


أيها الأحبة السائرون على خط عاشوراء:
1. لكي تكونوا عاشورائيين رساليين أعملوا من أجل أن تعطوا لثقافة الساحة مضمونا عاشورائيا، ما معنى أن نعطي لثقافة الساحة مضمونا عاشورائيا؟
• أن تكون الثقافة عاشورائية يعني أن تكون ثقافة الجهاد من اجل الحق والعدل والحرية والفضيلة والاستقامة.
• أن تكون ثقافة التصدي للباطل والظلم والاستبعاد والفساد والانحراف.
• أن تكون ثقافة التأصيل لمبادئ الإسلام وقيم الدين و أخلاق القرآن.
• أن تكون ثقافة المواجهة لمبادئ الكفر وقيم الضلال، وأخلاق العبث.


في الواقع يتحرك  – دائما – اتجاهان:
• اتجاه يريد للثقافة أن تضل، أن تنحرف، أن تفسد، أن تتميع، أن تعبث، أن تدمر، أن تهدم، يريد للثقافة أن تظلم، أن تقهر، أن تجور، أن تستعبد، يريد للثقافة أن تهادن، أن تساوم، أن تضعف، أن تنهزم، أن تسقط.
• واتجاه آخر يريد للثقافة أن تهتدي، أن تستقيم، أن تتأصل، أن ترشد، أن تبني، يريد للثقافة أن تعدل، أن تنصف، أن تحرر، يريد للثقافة أن تقوى، أن تجاهد، أن تتحدى، أن تضحي، أن تواجه، أن تصمد.


هكذا عبر التاريخ يتحرك هذان الاتجاهان، وتتصارع هاتان القوتان، ويتواجه هذان المعسكران، ليس على مستوى الثقافة فقط، بل على كل المستويات، على مستوى الأفكار، والقيم، والأخلاق، والإنتماءات، وعلى مستوى الثقافة، الإقتصاد، الإجتماع، والسياسة، فحينما نتحدث عن ثقافة عاشوراء ، ومبادئ عاشوراء، وقيم عاشوراء، نتحدث عن الاتجاه الثاني، والخط الثاني، والمعسكر الثاني، ويبقى في المقابل الثقافة الأخرى، والاتجاه الآخر والمعسكر الأخر.


نؤكد القول:
أن الإنسان العاشورائي هو الذي يتحول إلى إنسان يحمل “رسالة عاشوراء” يجاهد من أجل هذه الرسالة، يضحي من أجل هذه الرسالة، يحرك أهداف هذه الرسالة.


أسألوا أنفسكم:
كم تملكون من مستوى “رسالية عاشوراء”؟
لاشك أن إصراركم على إحياء مراسم عاشوراء، وأن إصراركم على بقاء وديمومة واستمرارية مجالس عاشوراء، ومواكب عاشوراء وكل مظاهر عاشوراء، وكل فعاليات عاشوراء هو مستوى هام جدا من مستويات “الرسالية العاشورائية”.
إذا كان إصرار أبائنا وأجدادنا على إحياء وبقاء هذه المراسيم العاشورائية هو الذي أوصلها إلينا، فإن إصرارنا على حماية وإحياء هذه الشعائر هو الذي سوف يحملها إلى الأجيال القادمة، إنها أمانة كبرى في أعناق المنتمين إلى هذا الخط، وأن أي تفريط يضعنا أمام مساءلة كبيرة بين يدي الله، ومساءلة كبيرة أمام الأجيال، خاصة وأن المراسيم العاشورائية الأصيلة تتعرض بين حين وآخر إلى محاولات مصادرة، و محاولات محاصرة، ومحاولات أساءه، ومحاولات تشويه، الأمر الذي يفرض على أبناء عاشوراء مزيدا من الوعي، ومزيدا من الانصهار، ومزيدا من الالتزام، ومزيدا من الإصرار على إحياء وبقاء مراسيم عاشوراء.


إن مراسيم عاشوراء لا تحمل نفسا طائفيا ، لأن الإمام الحسين(ع) ليس ملكا لطائفة ، ولأن أهداف الإمام الحسين(ع) هي أهداف الإسلام، وأهداف الرسالة، وأهداف القرآن، الذين يحملون وعيا عاشورائيا، وبأهداف عاشوراء ،وبرسالة عاشوراء، لا يمكن أن يكونوا طائفيين، الذين يحملون إخلاصا لعاشوراء، ولأهداف عاشوراء، ولرسالة عاشوراء لايمكن أن يكونوا طائفيين، الذين يعيشون التزاما بنهج عاشوراء، وبأهداف عاشوراء، وبرسالة عاشوراء لايمكن أن يكونوا طائفيين، لذبك فنحن نستنكر بشدة تلك الكلمات التي حاولت أن تتهم رمزا كبيرا من رموز الساحة العاشورائية بالطائفية، إن هذا الرمز وهو يحمل كل الوعي بأهداف عاشوراء ويحمل كل الإخلاص لرسالة عاشوراء، ويحمل كل الإنتماء إلى نهج عاشوراء كيف يصح أن يتهم بالطائفية؟ سوف يبقى خطاب عاشوراء خطاب حب، وخطاب وحدة، وخطاب تآلف، هذه هي رسالة عاشوراء، وهذا هو نهج عاشوراء.
قد يوجد من يحاول أن يسيء إلى هذه الرسالة، والى هذا النهج، وقد يوجد من لا يملك وعيا وبصيرة بأهداف عاشوراء، إلا أن هذا لا يمثل الخط العام لمسيرة عاشوراء ولمدرسة عاشوراء.
إننا ندعوا كل الأخوة من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى أن ينفتحوا على مدرسة عاشوراء وعلى خطاب عاشوراء ، لان عاشوراء ليس ملكا لمذهب أو طائفة.


نتابع الحديث-بإذن الله – تعالى في اللقاء القادم.


لا للتصعيد الطائفي:
” لا للتصعيد الطائفي” شعار نؤمن به كل الإيمان، ونتفاعل معه كل التفاعل، نحركه في الساحة بقوة وإصرار.
• كم هي مآسي الطائفية خطيرة ومدمرة.!!
• كم أزهقت أرواحا بريئة.!!
• كم ذبحت أطفالا صغارا لا يعرفون ما الغاية ولا النهاية.!!
• كم هدمت بيوتا آمنة.!!
• كم شردت عوائل.!!
• كم دمرت أوطانا.!!
• كم خلقت رعبا.!!
• كم صادرت أمنا.!!
• كم هزت أوضاعا.!!
• كم فجرت حروبا أكلت الأخضر واليابس.!!
• وكم وكم وكم
هذه كله ندركه كل الإدراك، نتحسسه كل التحسس، نتألم له كل التألم، فنحن بقوة مع شعار ” لا للتصعيد الطائفي” ونشد على أيدي كل الذين يتنادون بإخلاص لتفعيل هذا الشعار.


أيها الأحبة:
إن هذا الشعار لكي يكون شعارا حقيقيا فاعلا مؤثرا يجب أن نوفر له مجموعة شروط وإلا أصبح شعارا استهلاكيا فارغا، إن هذا الشعار لكي يكون شعارا حقيقيا فاعلا مؤثرا يحتاج إلى أولا إلى (إيمان صادق بالشعار)، فما أكثر من يحملون الشعارات من أجل المتاجرة، ومن أجل الاستهلاك، ومن أجل التضليل، ومن أجل خداع الجماهير.
لا نريد أن نسيء الظن، ولا نريد أن نتهم أحدا، وإنما نريد أن نؤكد أن الإيمان الصادق بالشعار هو الذي يعطي للشعار نجاحه في تحقيق الأهداف.
إن شعار (لا للتصعيد الطائفي) لكي يكون شعارا حقيقيا فاعلا، مؤثرا يحتاج ثانيا إلى (عمل جاد وهادف من أجل تفعيل الشعار) لا يكفي أن نؤمن بالشعار ، ولا يكفي أن نرفع الشعار، وأن ندافع عن الشعار، لابد أن نتحرك بصدق وإخلاص لنعطي للشعار حركته الفاعلة في الساحة، كثيرون يؤمنون صادقين بهذا الشعار…، كثيرون يرفعون صادقين هذا الشعار… إلا أنهم لا يكلفون أنفسهم جهدا أو عناء من أجل تفعيل الشعار، من أجل تطبيق الشعار، أي قيمة لشعار يبقى عنوانا لا يتحرك على الأرض، أي قيمة لشعار يبقى خطابا لا يمارس التطبيق، أي قيمة لشعار يبقى قولا بلا فعل ، يبقى مفهوما بلا ممارسة، يبقى عاطفة بلا تجسيد.
 
السؤال الذي يجب أن نطرحه هنا: كيف يمكن أن نفعل هذا الشعار؟
لكي نفعل هذا الشعار يجب أن نعتمد الأمور التالية:
1. أن نحدد بوضوح مفهوم(الطائفية):
حينما يبقى هذا المفهوم غائما، حينما يبقى مرتبكا، حينما يبقى ملتبسا، فسوف يتشكل خلاف في تطبيق هذا الشعار، وبالتالي لا يحقق الشعار أهدافه، الاتفاق على مفهوم الطائفية يحتاج إلى لقاءات جادة وصادقة بين جميع الأطراف، لقاءات حوار وتفاهم.
إننا لسنا مع اللقاءات التي تشكل طابعا إعلاميا و دعائيا، إنها لقاءات مبارزه ولقاءات مغالبه.
إننا ندعوا إلى لقاءات بعيده عن الأضواء الإعلامية، وبعيده عن الضجيج الإعلامي، لتعطي فرصة للحوار الهادئ، ولتعطي فرصة للتفكير المتأني بعيدا عن الإنفعالات والتشنجات، وبعيدا عن نزعات الذات، ولكي تكون هذه اللقاءات ناجحة وفعالة يجب أن يبعد عنها “”العناصر المتطرفة” التي سوف تعقد الحوارات الهادفة.
إن اختيار العناصر المعتدلة المتزنة والتي تحمل “تاريخا مشهورا” في الدعوة إلى الوحدة والتقارب والتسامح والاعتدال ونبذ الفرقة والخصام والعداوة والاحتراب، إن هذا الاختيار يساهم بدرجة كبيرة في إنجاح هذه اللقاءات.


2. أن تدرس الأسباب الحقيقية التي تنتج الطائفية:
تغذي الطائفية أسباب كثيرة، اختار منها هذه الأسباب:
• ممارسات الأنظمة الحاكمة
• التعصب المذهبي(التطرف المذهبي)
• خطابات التصعيد الطائفي
• دور القوى المعادية للإسلام في زرع الفتن الطائفية.


أ‌- ممارسات الأنظمة الحاكمة
حينما تمارس بعض أنظمة الحكم سياسة التميز والإقصاء والمصادرة، فإن ذلك-لاشك-يؤسس لتورمات طائفيه خطيرة، والشواهد على ذلك كثيرة وكثيرة، فليس كل الناس على درجة واحدة من الوعي الذي يحمي الانفعالات، ويضبط التصرفات، ومن الواضح أن تاريخا طويلا من الظلم والاضطهاد والتمييز المذهبي يخلق تراكمات وقد تتحول في يوم من الأيام إلى انفلات خطير.
من الصحيح أن يتحول هذا الشعور بالغبن والظلم والتمييز إلى رفض موجه إلى سياسة الأنظمة الحاكمة، والى عمل عاقل يطالب بالحقوق، إلا أن الأمور لا تسير دائما في هذا الاتجاه، فربما انقلب الغضب عند بعض أبناء الطائفة المظلومة، وبدلا من أن يتوجه هذا الغضب ليحاسب النظام الحاكم ، وليطالب بالحقوق المصادرة، فإنه  يتحرك ضد الطائفة الأخرى كونها قد حظيت بكل الامتيازات ، خاصة وأن البعض من أبناء الطائفة المميزة قد يساهم في تكريس سياسة التمييز، نحن لا نقر هذا المسلك، انه مسلك خاطئ فلا ذنب للطائفة الأخرى إلا إذا ساهمت في تكريس سياسة التمييز، الذنب هو ذنب النظام الذي مارس هذه السياسة.
إن سياسة التمييز خطيرة ومدمره، فكثيرا ما أغرقت شعوبا في فتن طائفية مرعبه، كما أن سياسة العدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد هي سياسة تؤسس لحياة الحب والتسامح والإخاء.


ب‌- التعصب المذهبي(التطرف المذهبي):
الإنتماء المذهبي أمر طبيعي جدا، فلكل قناعاته، وليس صحيحا أ، تصادر هذه القناعات، إلا أن الأمر المرفوض أن يتحول هذا الانتماء المذهبي إلى تعصب والى تطرف، التعصب الذي يرفض الأخر تماما، والتطرف الذي يحار الأخر.
من حقي أن أسس قناعاتي المذهبية كما أشاء، ومن حقي أن أحاور الأخر في قناعاته، ولكن ليس من حقي أن الغي الآخر، أن اتهم الآخر، أن أحارب الآخر، وإذا مارست ذلك فأنا متعصب ، ومتطرف، ولاشك أن هذا التعصب، وهذا التطرف، يؤسسان للصراع الطائفي، وللاحتراب الطائفي، ولنا من التاريخ الشواهد الكثيرة على ذلك، ولنا من الحاضر أيضا شواهد كثيرة على ذلك، ما يمارسه التكفيريون في العراق شاهد على شاخص حيث القتل والذبح والإبادة على الهوية والانتماء.
إننا في البحرين سنة وشيعة عشنا – ولازلنا – حياة المحبة والأخوة والوءام، فنسأل الله أن يديم لنا هذه النعمة، رغم وجود أصوات نشاز تحاول أن تحرق هذا الوءام وأن تزرع العداوة والخصام، فيجب على أبناء هذا الوطن سنة وشيعه أن يكونوا على حذر وبصيرة من الانجرار إلى الفتن الطائفية العمياء بما تحمل من ويلات ومصائب مدمره لن يكون فيها رابح.


جـ –  خطابات التصعيد الطائفي:):
هذه الخطابات تلعب دورا كبيرا في تأجيج الحس الطائفي، لا أعني بهذه الخطابات أن يمارس أبناء هذا المذهب أو ذاك المذهب حقهم في الحديث عن قناعاتهم الفكرية والثقافية والفقهية مادام هذا الحديث علميا متزنا هادئا لا يسيء للأخر، ولا يكفر الأخر، ولا يعادي الأخر، وإنما أعني الخطابات التحريضية التي تمارس الشحن ضد الأخر، وتمارس التأجيج ضد الأخر، وتمارس الإقصاء للآخر، وهنا يجب أن لا نتسرع في اتهام هذا الخطاب أو ذاك بأنه خطاب طائفي ، فان هذا التهام غير المبرر يساهم في التصعيد الطائفي، قد ينطلق بعض اللاعبين على الوتر الطائفي من خلال أثارات مقصودة لتأجيج الصراعات وإرباك العلاقات، وهذا يفرض علينا جميعا سنه وشيعيه أن نفوت على هؤلاء فرصه اللعب بنار الطائية سوف تحرق الجميع.


د –  دور القوى المعادية للإسلام في زرع الفتن الطائفية:):
إن القوى المعادية للإسلام والمعادية لهذه الأمة وعلى رأسها قوى الاستكبار العالمي والتي تعمل جاهدة من أجل الهيمنة على كل مقدراتنا، هذه القوى لا يريحها أبدا  أن نتوحد وأن نتقارب، وأن تكون الكيان المتماسك المتلاحم في ظل عقيدة التوحيد، وفي ظل شريعة الله، وفي ظل مبادئ القرآن ،وفي  ظل قيم الدين..


إن أمريكا ،والصهاينة، وجميع قوى الاستكبار يهمها أن يبقى المسلمون ضعفاء ،أذلاء، محكومين سياسيا وامنيا واقتصاديا وثقافيا لتلك القوى، ولن يتحقق لهم ذلك إلا بضرب وحدة المسلمين وتماسكهم وتلاحمهم، ومن أجل تحقيق هذا الهدف مارست تلك القوى شتى الأساليب، ولعل من أهمها “زرع الفتن الطائفية” بين المسلمين، واعتماد عناصر في داخل مجتمعات المسلمين تنفذ هذا المشروع الخطير، إن قوى التكفير والتطرف في أوساط المسلمين هي اذرع متحركة للمشروع الإستكباري الذي يخطط لتمزق المسلمين، والقضاء على وحدتهم وتماسكهم وعزتهم.
إن الاعتداء على المراقد المطهرة في العراق وكذلك الاعتداء على المساجد ودور العبادة وعلى الحسينيات … كل ذلك يصب في تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني  الاستكباري الهادف إلى زرع الفتنه الطائفية والى جر الشعب العراقي إلى حرب طائفية مدمره الأمر الذي يعطي للاحتلال مبررات الهيمنة والبقاء والاستمرار.
إن الشعب العراقي بكل انتماءاته وأطيافه مدعو في هذه المرحلة الصعبة، وعند هذا المنعطف الخطير إلى وحدة الصف ، ولم الشمل وجمع الكلمة ، والتصدي لقوى التكفير والفتنه والإرهاب.
كما أن كل شعوبنا الإسلامية مدعوة إلى الوحدة والالتئام والتمسك واستجابة لنداء الله تعالى”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”، ولندائه تعالى:”ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” ولندائه تعالى:”إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”.


ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.



اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى