حديث الجمعةشهر ربيع الثاني

حديث الجمعة197: في ذكرى الشهيد الصدر رضوان الله عليه (وقائع الشهادة) – قصة نقل الجثمان الطاهر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين…


لا أعتقد أنّ الوقت يتسع لأكثر من العنوان التالي حول الشهيد الصدر…
والحديث عن الشهيد الصدر غنيٌ بكلّ المعطيات الروحيّة، والفكريّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة فما أحوج هذه المرحلة الصعبة المملوءة بالإثارات والصراعات والتجاذبات والتهويلات والاتهامات والإسقاطات إلى استحضار نموذجٍ كبيرٍ في تاريخ المسيرة هو الشهيد السيد محمد باقر الصدر فما نتمناه أن يكون هذا النموذج الإيمانيّ الكبير حاضرًا في وعي العلماء والمثقفين والسّياسيين، وفي وعي الجماهير..
لعلّ هذا الحضور يرشّد الكثير من الإفلاسات والفراغات والضياعات التي تحكم حركة الواقع بكلّ مساراته المتنوعة….


وقائع الشهادة:
في يوم السبت (5/4/1980) الساعة الثانية والنصف بعد الظهر جاء جلاوزة النظام إلى منزل السيد الصدر قائلين: إنّ المسؤولين يودّون لقاءك في بغداد…
– السيد الصدر: إذا أمروكم باعتقالي، نعم أذهب معكم…
– الجلاوزة: نعم هو اعتقال.
– السيد الصدر: انتظروني حتى أغتسل وأبدل ملابسي وأودّع أهلي…
دخل السيد الصدر رحمه الله فاغتسل بنية غسل الشهادة، وصلّى لربه ركعتين..
ثم اتجه إلى والدته المذهولة والمكروبة وأخذ يدها وضمها إلى صدره بين يديه، ثم رفعها إلى فيه يلثمها في حنو، وطلب منها الرضا والدعاء.
ثم احتضن أطفاله يضمهم ويقبلهم في لحظاتٍ مملوءةٍ بالدموع والآهات….. وصرفت واحدة من بناته وجهها إلى الجدار جاهشة بالبكاء، ضمّها بين ذراعية: «ابنتي، كلّ إنسان يموت… والموت في سبيل الله أفضل وأشرف، إنّ أصحاب عيسى نُشروا بالمناشير وعُلّقوا بالمسامير على صلبان الخشب، وثبتوا من أجل موت في طاعة، لا تكترثي يا صغيرتي، فكلّنا سنموت، اليوم أو غدًا، وإنّ أكرم الموت القتل. بنيتّي! أنا راضٍ بما يجري عليَّ…»
وحان الوقت لوداع زوجته، اقترب منها وقال: «يا أخت موسى، بالأمس أخوك، واليوم النديم والشريك والحبيب، اليوم أنا، لكِ الله يا جنتي ويا فردوسي، تصبّري، إنّما هي البيعة مع الله، قد بعناه ما ليس بمرجوع، وهو قد اشترى سبحانه، يا غريبة الأهل والوطن، حملك ثقيل ولك العيال، أسالك الحل، فأولئك هم سود الأكباد على بابك ينتظرون، وما من مفر، أنا ذاهب، وعند مليك مقتدر لنا لقاء»
ثمّ توجه للخروج، فكانت أخته بنت الهدى بانتظاره تحمل القرآن الكريم، فمرّ من تحته ثمّ قبّله بهدوء وخرج…
لم تحدّثنا المصادر أنّه جرى بينه وبين شقيقته وداع في تلك اللحظات.. لأنّه على موعدٍ معها في يوم الشهادة…
أخذوا الشهيد السيد الصدر إلى بغداد وهو يحمل عنفوان وشموخ جده الحسين
وفي صباح اليوم الثاني طوّقوا المنزل من جديد…..
قال السيدة بنت الهدى: لقد جاءوا لاعتقالي فاستعدّت وتهيّأت وهي تحمل عشق الشهادة..
قال الجلاوزة: علويّة إنّ السيد طلب حضورك إلى بغداد.
فقالت: «نعم، سمعًا وطاعة لأخي إن كان قد طلبني ولا تظن أنّي خائفة من الإعدام، والله إنّي سعيدةٌ بذلك، إنّ هذا طريق أبائي وأجدادي..
ثمّ قالت مخاطبة ضابط الأمن: دعني قليلاً وسوف أعود إليك، ولا تخف فأنا لن أهرب – وأغلقت الباب في وجهه….
يتحدّث النعماني فيقول:
ثم جاءتني وقالت لي: «أخي أبا علي لقد أدّى أخي ما عليه، وأنا ذاهبة لكي أؤدي ما عليّ إنّ عاقبتنا على خير… أوصيك بأمّي وأولاد أخي، لم يبق لهم أحدٌ غيرك، إنّ جزاءك على أمّي فاطمة الزهراء والسلام عليك…»
قلت لها: لا تذهبي معهم..
فقالت: «لا والله حتى أشارك أخي في كلّ شيء حتى الشهادة».
ومضت لتنال الشهادة مع أخيها الشهيد السيد الصدر.
المجرمون مارسوا أقسى ألوان التعذيب:
ومارس المجرمون أقسى ألوان التعذيب مع الشهيد الصدر وأخته الشهيدة بنت الهدى، وما زادهم ذلك إلاّ إصرارًا وثباتًا وشموخًا وعنفوانًا…
وكيف لا وهم من سلالة عليّ والحسين…
أحضروا الشهيد الصدر إلى غرفة الإعدام وهو مقيّد بالحديد – على بعض الروايات – وكان المجرم صدّام حاضرًا فأخذ سوطًا بلاستيكيًا صلبًا، وأخذ يهشم به رأس السيد الصدر ووجهه، ولم يزدد السيد الصدر إلاّ إصرارًا وتحدّيًا..
فأمر المجرم صدام جلاوزته أن يعذّبوا السيد الصدر عذابًا قاسيًا.. وهو يزداد تألّقًا وانقطاعًا إلى الله سبحانه….
وجاءوا بالشهيدة بنت الهدى وقد مارسوا معها أعنف ألوان العذاب، جاءوا بها يجرّونها جرًّا وهي فاقدة الوعي….
نظر السيد الصدر إلى أخته العلويّة وهي في هذه الحالة والدماء تنزف من جسدها، رقّ لحالها، ولكنّه بقي صلبًا أمام طاغية العصر صدّام المجرم وخاطبه: إن كنت رجلاً ففك قيودي، إلاّ أنّ المجرم تناول سوطًا وأخذ يضرب العلويّة الشهيدة..
غضب السيد الصدر وقال له: لو كنت رجلاً فجابهني وجهًا لوجه ودع أختي، ولكنّك جبان وأنت بين حمايتك فاشتاط المجرم صدام غضبًا وأخرج مسدسه وأفرغ رصاصاته الحاقدة في قلب ورأس السيد الصدر، فسقط على الأرض مضرّجًا بدمه، وأخذ جلاوزة صدام يواصلون إطلاق الرصاص على الجسد الطاهر حتى فارق الشهيد الصدر الحياة…..
ثم أطلق صدام رصاصة قاتلة على الشهيدة بنت الهدى فسقطت على الأرض مضرّجة بدمائها وهناك روايات أخرى حول طريقة استشهاد السيد الصدر رضوان الله عليه لا داعي لذكرها….
وهكذا مضى السيد الصدر شهيدًا، بعد أن تحمّل من العناء والبلاء والعذاب ما تحمّل…
يقول سماحة آية الله السيد كاظم الحائري:
«أمّا عن ألوان العذاب التي مورست بشأن أستاذنا الشهيد رحمه الله وأخته الفاضلة….
لو صدق عشر من أعشار ما نقلوه فهو ممّا لا أظنّه واقعًا طوال تاريخ العالم، وحقًا يثقل على النفس البشريّة سماع جزءٍ يسيرٍ منه، فما ظنّك بالقدرة تحمله…»



الشهيد السيد الصدر يوارى الثرى سرًا:
كما تحدّثت المصادر:
أنّه في مساء يوم الأربعاء 9/4/1980 الساعة العاشرة مساءً قطعت السلطة التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف………..
وفي ظلام الليل الدامس تسلّلت مجموعة من قوات الأمن إلى دار السيد محمد صادق الصدر [ابن عمّ السيد الصدر] وطلبوا منه الحضور معهم إلى نيابة محافظة النجف، وأخذوه معصوب العينين إلى مقرّ الأمن القديم…
وكانت المفاجأة المروّعة، والحدث المذهل وجد السيد محمد صادق الصدر أمامه جنازة السيد الصدر…
قالوا له: هذه جنازة الصدر قد تمّ إعدامه…. وسلّطوا الضوء على وجه السيد الصدر وسألوا السيد محمد صادق: هل هذا هو؟ متأكّد منه، حتى لا تقولوا أنّه ليس هو..
فاسترجع السيد محمد صادق قائلاً: إنّا لله وإنّا إليه راجعون…..
ثم قال لهم: لا بدّ من تغسيله..
قالوا: قد تمّ تغسيله وتكفينه.
قال لهم: لا بدّ من الصّلاة عليه.
قالوا له: صلِّ عليه.
وبعد أن انتهى من الصلاة….
كشفوا له عن جثمان السّيد الشهيد، فشاهده مضرّجًا بدمائه، وآثار التعذيب على كلّ مكانٍ من وجهه، وقد أُحرقت لحيته، وهشّمت رصاصةٌ مقدّمة جمجمته فوق إحدى عينيه…
وتمّ دفنه في مقبرة وادي السلام…
وماذا عن الشهيدة بنت الهدى؟
تعدّدت الروايات حول جثمانها الطاهر..
فقيل أنّ جثمانها سلّم مع جثمان أخيها السيد الصدر.
وقيل أنّ جثمانها لم يأت به إلى النجف ولم يدفن مع جثمان أخيها ولا يعلم مصيره…
وقيل أنّها دفنت في مقابر الكرخ في بغداد وقيل أنّ جثمان الشهيدة بنت الهدى قد أذيب بالمواد الكيماويّة….
وهكذا أبت بنت الهدى إلاّ أن تشارك جدّتها الصدّيقة فاطمة الزّهراء في خفاء قبرها….
وكيف لا وهي فاطمة هذا العصر..


قصة نقل الجثمان الطاهر:
هذه القصة وردت عدّة مصادر منها:
1- وجع الصدر وهو عبارة مجموعة خواطر وأحاديث للسيدة أم جعفر زوجة الشهيد الصدر وقد دوّنتها إحدى الكاتبات المؤمنات….
هذا الكتاب حريّ بالقراءة والمطالعة ففيه من المعلومات عن حياة الصدر رضوان عليه ما لا يوجد في غيره من المصادر، كونه يدوّن مذكرات إنسانةٍ عاشت حياة السيد الصدر في داخل البيت بكلّ تفاصيلها وخصوصيّاتها، وتروي السيدة أم جعفر كيف تمّ زواجها من السيد الصدر، وقد شاركته كلّ الآم المحنة…
2- محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق لأحمد عبدالله أبو زيد العاملي وهو عبارة عن موسوعة كبيرة وثائقيّة تعرض لسيرة الشهيد الصدر من الولادة حتى الشهادة..
تتألف هذه الموسوعة من خمس مجلدات غنيّة بالمعلومات والحقائق، وقد ضمّت هذه الموسوعة مجموعة كبيرة من الصور النادرة للشهيد الصدر كما ضمّت (574 وثيقة مصوّرة وفيها كلّ رسائل الشهيدة الصدر المكتوبة بخطه).
وكذلك مجموعة وثائق خاصّة بالشهيدة بنت الهدى فجدير بالمؤمنين أن يطّلعوا على هذه الموسوعة الوثائقية الكبيرة…
هذا الكتاب تحدّث عن تفاصيل نقل الجثمان الطاهر، معتمدًا على مجموعة مصادر….
ونحاول هنا أن نوجز ذلك استنادًا إلى هذين الكتابين…
من هو راوي قصة اكتشاف القبر؟
إنّه السّيد كامل العميدي…
كان محبًّا للسيد الصدر، وله معه علاقة منذ سنة 1970م أيّ قبل استشهاد السيد الصدر بعشر سنوات…
كما أنّ السّيد كامل العميدي معروفٌ لدى أغلب المراجع في النجف الأشرف، وكان يحضر مجالسهم…
ولما استشهد السيد الصدر ودفن سرًا، جالت في داخله رغبة جامحة في أن يكتشف قبر الشهيد الصدر والذي أصبح مخفيًا….
انضم إلى مجموعة الدفّانين الذين يمارسون الدفن في مقبرة السلام، بهدف التعرّف على الدفّان الرسمي التي تعمده السلطة لدفن الجثامين المحوّلة من قبلها…..
وفعلا تعرف عليه وهو الدفّان عباس خضيّر وقد أخذ عليه الأمن تعهدًا مكتوبًا بأن لا يفشي لأحدٍ هذا الأمر، وان تسرّب ذلك فإنّ مصيره الإعدام، وكان يُستدعي كلّ ستّة أشهر للتوقيع مجدّدًا على هذا التعهّد…
وهكذا كوّن السيد العميدي علاقة قويّة مع هذا الدفّان حتى وثق به كلّ الوثوق واطمأن إليه كلّ الاطمئنان فأطلعه على موضع القبر…
كما أطلع هذا الدفّان شخصين آخرين خشية أن يحدث له حادث ويضيع قبر السيد الصدر…
وبعد الانتفاضة الشعبانيّة (1411هـ -1991م) فكّر السيد العميدي بأن يقوم بعمليّة نقل الجثمان إلى موقع آخر حماية له من عبث النظام وكان الفرصة مؤاتية حيث قامت السلطة بشقّ شوارع في مقبرة السلام وسمحت للناس أن ينقلوا جثامين موتاهم إلى مواقع أخرى…..


قصد السيد العميدي إلى السيدة أم جعفر وطرح عليها فكرة نقل الجثمان فوافقت على اخراجه، ثمّ استجاز من أحد الفقهاء فأجازه…..
وتمّ تعيين يوم 7 صفر 1415هـ (1994م) موعدًا لنقل الجثمان [بعد أربعة عشر سنة من استشهاد السيد الصدر]
تمّت العمليّة بكلّ إتقانٍ وسريّة…
حفر القبر، ودخل السيد كامل إلى داخل القبر إلاّ أنّه ما لبث أن خرج لهول ما أصابه حيث سمع – والعهدة عليه في نقل هذا الكلام – ما يشبه الدويّ والنواح، وبعد أن هدأ روعه عاد مرة ثانية ومعه آخر، وأخرجا الجثمان، فتح الكفن والذي لا زال لم يتغيّر نسيجه وإن تغيّر لونه بسبب انطماره داخل التراب.. ويا لهول ما رأوا، فالجسد لا زال طريًا وكأنّه دفن قبل سويعة…. وكانت اللحية الشريفة قد أحرقت، وأثر رصاصةٍ لئيمةٍ اخترقت جبهته الكريمة فوق إحدى العينين، وثلاث طعناتٍ في الصدر…
نزع القطن الذي على الجبهة فإذا بدمٍ عبيطٍ يتقاطر ربّما يصعب على البعض أن يستوعب هذه الحقائق إلاّ أنّ الروايات الثابتة والشواهد التاريخيّة قد أكّدت أنّ أجساد الأولياء والشهداء والصالحين تبقى طريّة بعد الموت لا تتغيّر، بل ورد أنّ بعض الأعمال لها هذا الأثر، فمن داوم على غسل الجمعة لا يبلى جسده بعد الموت……..


وقد حدّثنا التاريخ عن بعض شهداء الإسلام في عصر الرسالة، قد تمّ نقل أجسادهم بعد سنين طويلة فكانت طريّة لم تتغيّر….
وقصة الحر الرياحي من الشواهد التاريخيّة الثابتة، حتى أنّ العصابة التي عصّبه بها الإمام الحسين لم تتغيّر…
فهل نستكثر على عالمٍ ربّانيّ وفقيهٍ ومجاهدٍ وشهيدٍ كالسيد محمد باقر الصدر أن تكون له هذه الكرامة الإلهيّة، وحتى لو لم يُكتشف قبره ما كنّا نتردّد لحظةً في أنّه كذلك….
وهكذا تمّ نقل الجثمان الطاهر إلى موقعٍ آخر آمن من عبث النظام الجائر وكان هذا هو النقل الأول بعد أربعة عشر سنة من استشهاد السيد الصدر….
وحدث نقلٌ ثانٍ بواسطة السيد العميدي نفسه وذلك بتاريخ 7/4/1997 نظرًا لشيوع موضع القبر لدى كثيرين…
واستمر إخفاء القبر حتى يوم 9/4/2003 يوم سقوط النظام الصدّامي الكافر…
فأوعزت العلويّة أم جعفر زوجة السّيد الشهيد وأعطت مبلغًا من المال إلى السيد كامل العميدي لغرض بناء القبر وإظهاره للناس وتمّ النقل الأخير في شهر رمضان 1427 إلى مدخل النجف من جهة كربلاء، حيث الموقع الحالي ومن المقرر أن يشاد عليه صرحٌ علميّ ثقافي ضخم…. إلا أنّ ذلك لم يتحقّق حتى الآن…


الشواهد التي تؤكّد كون الجثمان للشهيد الصدر:
(1) بقاؤه طريًا لم يتغيّر وهذا من علامات الأولياء الشهداء والسيد الصدر واحد منهم.
(2) آثار التعذيب، ومواقع الرصاص، وهي كما حدثت للسيد الصدر وفق الروايات المؤكّدة.
(3) في المرة الأولى التي تمّ فيها إخراج الجثمان احتفظ السيد العميدي معه بشيءٍ من القطن الذي صبغته دماء الشهيد الصدر وبعد سقوط النظام قام الدكتور مجاهد الهاشمي بأخذ عيّنة من هذا الدم، وعيّنة من إحدى بنات السيد الصدر، وأرسلهما إلى لندن لمطابقتهما، وقد أتت الإجابة المبدئيّة بالتطابق إلى حين الإعلان عن ذلك في تقرير طبّي رسمي (هذا ما ذكره صاحب موسوعة محمد باقر الصدر) في وقت صدور الموسوعة..
(4) خاتم الشهيد السيد الصدر……..
في المرأة الثانية للنقل وجد السيد العميدي في يد الشهيد الصدر اليمنى خاتمًا من العقيق اليماني الأحمر وهو الذي كان يختم به أجوبة الاستفتاءات أو مراسلاته ومكاتباته غالبًا وكان الخاتم في إصبع يده اليمنى، وقد اصطبغ بالدم وعلق به التراب، فأخرجه السيد العميدي واحتفظ به…
هذا الخاتم قد نقش فيه خمس ورداتٍ وقيل ستّ وردات واسم (محمد)  وقد سأل العميدي السيد حسين السيد إسماعيل الصدر عن خاتم عمّه فوصفه له بأنّه خاتم فضة وفصه عقيق يماني فيه ستّ نجمات واسم (محمد) في الوسط فعرضه عليه فأكّد بأنّه هو..
كما قصد السيدة أم جعفر الصدر وأطلعها على نقل الجثمان وقضيّة الخاتم، فقالت له: قبل أن تريني إيّاه سأعطيك علائمه وهو خاتم من عقيق يماني فيه ستّ نجمات واسم (محمد) في الوسط فقال: هذا هو
وقد أعطته إيّاه تقديرًا لجهوده….
وفي جواب لسؤالٍ طرحه مؤلف الموسوعة على السيدة أمّ جعفر قالت: «الدفّان الذي نقل الجثمان ثقة، وقضيّة الخاتم صحيحة، لقد أجزنا له أن يبقى المحبس عنده تكريمًا لجهوده».
ويقول مؤلف الموسوعة: وقد أرانيه السيد العميدي فعاينته بنفسي وتفحصته وشاهدت آثار تآكل فضته…
(5) الذي نقل الجثمان السيد العميدي من الثقات المعروفين، وقد أكّد هو والذين شاركوا معه أنّ الجثمان للشهيد الصدر رضوان الله عليه…….


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى