حديث الجمعةشهر جمادى الأولى

حديث الجمعة 534: الكدُّ على العيال جهادٌ! – البطالة

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.

الكدُّ على العيال جهادٌ!

فقد جاء في الكلمةِ عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «الكادُّ على عيالِهِ كالمجاهد في سبيل الله». (ميزان الحكمة 2/1074، محمَّد الريشهري).
أنْ تخرج من بيتِكَ؛ من أجلِ أنْ توفِّر لقمةَ عيشٍ لنفسك، لزوجتِكَ، لأولادِكَ، لمَن تعول أنت مجاهدٌ في سبيل الله تعالى.
وأنْ تسعى كادًّا على عيالِكَ أنتَ عابدٌ.
وأنْ تسعى كادًّا على عيالِكَ أنت في فريضة.
وأنْ تسعى كادًّا على عيالِكَ أنتَ مغفورٌ لك.
وأنْ تسعى كادًّا على عيالِكَ أنتَ من حُجَاج بيت الله تعالى.

وهنا نتساءل:
متى يكون الكدُّ على العيالِ جهادًا؟
ومتى يكون عبادةً؟
ومتى يكون فريضةً؟
ومتى يكون مغفرةً؟
ومتى يكون حجًّا؟
يُعتبر كذلك إذا كان كدًّا في طلب (الرِّزق الحلال)، لا ما إذا كان في طلب الرِّزق الحرام.

أحاديث في طلب الرِّزق الحلال
اقرأ لكم هذا الكلمات:
1- الكلمة الأولى: قال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «طلبُ الحَلالِ جهادٌ». (ميزان الحكمة 2/1075، محمَّد الريشهري).

2- الكلمة الثَّانية: قال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «طلبُ الحَلالِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمة». (ميزان الحكمة 2/1075، محمَّد الريشهري).

3- الكلمة الثَّالثة: قال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «العبادة عشرةُ أجزاء، تسعة أجزاء في طلب الحلال». (ميزان الحكمة 2/1074، محمَّد الريشهري).

4- الكلمة الرَّابعة: قال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «مَنْ بات كالًّا في طلب الحَلال بات مغفورًا له». (ميزان الحكمة 2/1074، محمَّد الريشهري).

5- الكلمة الخامسة: قال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «إنَّ الله يُحبُّ أنْ يَرى عبدَهُ تعبًا في طلب الحلال». (ميزان الحكمة 2/1074، محمَّد الريشهري).

6- الكلمة السَّادسة: قال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «ترك دانق حرام أحبُّ إلى الله تعالى من مائة حجَّة من مالٍ حلال» (ميزان الحكمة 1/597، محمَّد الريشهري).

نخلص من هذه الكلمات إلى أنَّ القِيمةَ كلَّ القيمةِ للكدِّ إذا كان كدًّا من حَلالٍ، لا ما إذا كان كدًّا من حرام.
إذًا، يُصنَّفُ الكدُّ إلى:
أ- كدٍّ من حلالٍ.
ب- وكدٍّ من حرام.

متى يكونُ الكدُّ حرامًا؟
يكون الكدُّ حرامًا إذا اعتمد وسيلةَ كسبٍ محرَّمة.
ربَّما يحاولُ البعض تبرير اعتماده وسيلة كسْبٍ محرَّمةٍ بأنَّها وسيلة يعتاش منها، وإنَّ كلَّ فرص العمل معدومة أمامه!

هذا التَّبرير مرفوضٌ.
ولا شكَّ أنَّ للضَّرورة أحكامها، إلَّا أنَّ ذلك يحتاج إلى تشخيص موضوعيٍّ دقيق، والى رؤية فقهيَّة بصيرة، وذلك من خلالِ الرُّجوع إلى أهل الاختصاص في هذا الشَّأن، وهم العلماء الموثوقون الأمناء.

تطبيق للمكاسب المحرَّمة!
وإذا أردنا أنْ نتعرَّف على تطبيق للمكاسب المحرَّمة، والتي لا يجوز اعتمادُها وسائلَ كسْبٍ واعتياش وكدٍّ، فيمكن أنْ نشير إلى نموذج واحد وهو: (اللَّهو المحرَّم)!
لا يجوز اعتماد (اللَّهو المحرَّم) وسيلة كسبٍ، وارتزاقٍ، وكدٍّ، واعتياش.

وأوضح هذا العنوان من خلال الأمثلة التَّالية:
المثال الأوَّل: الغناء
وهو المتداول في مجالس اللَّهو والطَّرب، والذي يحرِّك الغرائز في المسارات الفاسقة، والمنحرفة، ويؤدِّي للهبوط بالقِيم الرُّوحيَّة، والأخلاقيَّة.

هذا النَّمط من الغناء المحرَّم لا يجوز اعتمادُه وسيلةً للكسبِ والارتزاق سواءً مارسه الرِّجال، أم النِّساء.

وحتَّى الغناء المباح لا يجوز للمرأة أنْ تمارسه أمام الرِّجال الَّذين لا يجوز لهم أنْ يستمعوا غناءَها؛ كونه يمثِّل صوتًا مثيرًا للغرائز، وموجبًا للوقوع في الفتنة، وللهبوط بالمستوى الرُّوحيِّ والأخلاقيِّ.

•قال تعالى في (سورة الأحزاب: الآية 32): ﴿… فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ …﴾.

هذا خطاب للنِّساءِ ألَّا يتحدَّثنَ بطريقة تثير الغريزة الجنسيَّة عند الرِّجال ممَّا يدفع مرضى القلوب إلى التَّحرُّك في المسارات الفاسقة، والفاجرة.

نعم، أفتى الفقهاء بجواز الغناء للنِّساء في مناسبات الزَّفاف متى توفَّرت الشُّروط التَّالية:

الشَّرط الأوَّل: أنْ يكون الغناء في حفل الزَّفاف، لا في أيِّ حفل آخر.
الشَّرط الثَّاني: أنْ يكون الحضورُ نساءً فقط، ولا يكون حفلًا مختلطًا.
الشَّرط الثَّالث: ألَّا يكون مضمون الغناء فاسقًا ماجِنًا يهبط بالمستوى الرُّوحيِّ، والأخلاقيِّ عند النِّساء الحاضرات.
الشَّرط الرَّابع: ألَّا يكون الغناء مصحوبًا بآلات اللَّهو المحرَّمة كالعُود، والطَّنبور، والقانون، والقيثارة.

هنا سؤال يطرح: ما حكم غناء الأطفال؟
إذا كان محرِّكًا للغرائز، والشَّهوات، وموجبًا لتدنِّي المستوى الرُّوحيِّ، والأخلاقيِّ، فهو محرَّم شرعًا.

المثال الثَّاني: الموسيقى
من أمثلة اللَّهو المحرَّم الذي لا يجوز التَّكسُّب به (الموسيقى).
يصنِّف الفقهاء الموسيقى إلى:

1- الموسيقى المحرَّمة
أ- وهي التي تؤثِّر في ضعف المناعة الرُّوحيَّة للإنسان، وتساعد على إثارة الشَّهوات، والوقوع في الحرام، هذا قول.

ب- أو كما قال بعض الفقهاء: ‹…، وأمَّا الموسيقى، فما كان منها مناسبًا لمجالس اللَّهو، واللَّعب – كما هو الحال فيما يعزف بآلات الطَّرب كالعود، والطَّنبور، والقانون، والقيثارة، ونحوها – فهي محرَّمة، …›.

2-الموسيقى غير المحرَّمة
وهي التي لا تؤثِّر في ضعف المناعة الرُّوحيَّة للإنسان، ولا تساعد على إثارة الشَّهوات، والوقوع في الحرام، هذا حسب القول الأوَّل.

وأمَّا حسب القول الآخر، فالموسيقى المحلَّلة هي الَّتي لا تكون مناسبة لمجالس اللَّهو، واللَّعب، والطَّرب كالموسيقى العسكريَّة، والجنائزيَّة.

وخلاصة القول: إنَّه لا يجوز التَّكسُّب بأيِّ عمل يُشكِّل (لهوًا محرَّمًا) كالغناء المحرَّم، والموسيقى المحرَّمة، والرَّقص المحرَّم.

وبقدر ما يشدِّد الدِّين على اجتناب وسائل التَّكسُّب المحرَّمة، فإنَّه يؤكِّد على السَّعي في الكدِّ الحلال.

البطالة الاختياريَّة!

ويحذِّر كلَّ التَّحذير من (البطالة) إذا كانت (بطالة اختياريَّة)، فلا يجوز للإنسان أنْ يُعطِّل (قدراته، وطاقاته، وكفاءاته) إذا كان بإمكانه أنْ يُوظِّفها في الكدِّ على نفسه، وعلى عياله، وفي خدمة مجتمعه.

أنْ يكون الإنسانُ (عاطلًا)، وباختياره، فهو مُضَيِّعٌ لطاقاتِه، ومضيِّعٌ لمَن يَعُول!
1- جاء في الحديث عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «مَلْعُونٌ مَعْلُونٌ مَنْ ضَيَّع مَنْ يَعُول»! (ميزان الحكمة 2/1075، محمَّد الريشهري)!

2- وجاء في الحديث عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «كفى بالمرءِ إثمًا أن يُضيِّعَ مَنْ يَعُول»! (ميزان الحكمة 2/1075، محمَّد الريشهري)!
إنَّ الرغبة في الكسل، والخمول، والاسترخاء أحد الأسباب التي أنتجت (البطالة الاختياريَّة)، وأنتجت عزوفًا عن العمل!

الأحاديث تحذِّر من الكسل!
وقد حذَّرت النُّصوص الدِّينيَّة عن الكسل، والخمول، والضَّجر.
1- قال الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «مَنْ كَسَل عن طهوره، وصلاتِه، فليس فيه خيرٌ لأمر آخرتِهِ!
ومَنْ كَسَلَ عمَّا يُصلح به أمر معيشتِهِ، فليس فيه خير لأمر دنياه». (ميزان الحكمة 3/2704، محمَّد الريشهري)!

2- وفي الكلمة عن الإمام الباقر (عليه السَّلام): «إنِّي لأبغض الرَّجل أنْ يكون كسلانًا عن أمرِ دنياه.
ومَنْ كَسَلَ عن أمر دنياه، فهو عن أمر آخرتِه أكسل». (ميزان الحكمة 3/2704، محمَّد الريشهري)!

3- وفي الكلمة عن الإمام الكاظم (عليه السَّلام): «إيَّاك والضَّجر، والكسل، فإنَّهما يمنعانِكَ حظَّكَ من الدُّنيا، والآخرة». (ميزان الحكمة 3/2705، محمَّد الريشهري)!

البَطَالةُ المفروضَة

هذه البطالةُ فرضتها أسبابٌ وعواملُ خارجة عن إرادة الفرد، وقد ارتفعتْ معدَّلاتِ البطالة المفروضة – وبشكلٍ مُرْعبٍ – في أغلب البلدان، وأصبحت مأزقًا صعبًا لأغلب الأنظمة الحاكمة، فيما أنتجتْهُ من تعقيداتٍ باتت تهدِّد أمنَ الأوطانِ، واستقرارَها، ورغم الاستنفارات في مواجهة أزمة البطالة، فإنَّ هذه الأزمة ما زادتْ إلَّا تكرُّسًا وتجذُّرًا ضراوة، وامتدادًا، واتِّساعًا.

والسُّؤال الَّذي يجب أنْ يُطرح – هنا – وبصراحه: ما أسباب البطالة في أكثر أوطاننا؟
ربَّما يقال: إنَّ من أهم أسباب البطالة هو وجود فائض في القُدرات، والطَّاقات العاملة، فمُخرجات التَّعليم تضخُّ أعدادًا كبيرة من الكفاءات، والإمكانات لا تَقْوى أسواق العمل، ولا مواقع التَّوظيف أنْ تستوعب تلك الأعداد الكبيرة.
هذا تفسير لا أظنُّه صائبًا!

لا نشكُّ أنَّ المُخرجات التَّعليميَّة في أكثر البلدان كبيرة إلَّا أنَّها تتحوَّل إلى (فائض) بسبب (العمالات الوافدة)، وكلَّما تضخَّمت هذه العَمالات الوافدة أنتجت تضخُّمًا أكبر في البطالة المحلِّيَّة.

وربَّما يُقال: إنَّ مؤسَّسات القطاع الخاصِّ في هذا البلد، أو ذاك البلد تتحمَّل مسؤوليَّة كبيرة في إنتاج البطالة، حيث إنَّها لم تحاول أنْ تستوعب مساحة من الكفاءات العاطلة، واستغنت عنها ببدائل من العمالة الوافدة، فلو أنَّ كلَّ هذه المؤسَّسات حاولت أنْ تعتمد الكفاءات، والقدرات المحلِّيَّة لساهمت بشكل كبير من تخفيف أزمات البطالة.

هذا كلام يحمل وجاهةً، إلَّا أنَّ أزمات البطالة تبقى أكبر، وتحتاج إلى معالجات أوسع.
وربَّما يقال: إنَّ سياسات الأنظمة الحاكمة هي السَّبب الأقوى في إنتاج البطالة، أو في علاجها.

فمتى كانت سياسات التَّوظيف عادلة؟
ومتى كانت الأولويَّة للكفاءات الوطنيَّة؟
ومتى كانت خطط التَّنمية الاقتصاديَّة ناجحة؟
ومتى كانت الإدارات صالحة، ونظيفة، وأمينة؟
ومتى كانت الثِّقة بين الأنظمة والشُّعوب متجذِّرة؟
ومتى كان بناء الأوطان هو الخَيَار؟
ومتى كانت مصلحة الشُّعوب هي الهدف؟
ومتى كانت إرادة الإصلاح هي المنطلق؟
إذا توفَّرت كلُّ هذه المكوِّنات، فلن تبقى (مُعوِّقات) أمام خطط ومشاريع المعالجة لأزمة البطالة، مهما كانت ضراوتها، وشدَّتها، واتِّساعُها، وتجذُّرها.
وخلاصة القول: إنَّ البَطالةَ هي واحدةٌ من أخطرِ أزماتِ هذا العصر؛ بما لها من آثارٍ كارثيَّة على الشُّعوب: آثارٍ نفسيَّةٍ، وآثارٍ أخلاقيَّةٍ، وآثارٍ اجتماعيَّةٍ، وآثارٍ اقتصاديَّةٍ، وآثارٍ سياسيَّةٍ.

مسؤولية المعالجة
فمطلوب جدًّا التَّفكيرُ الجادُّ في البحث عن حلولٍ جادَّةٍ، وهادفةٍ، ورشيدةٍ لهذه الأزمة، وتتحمَّل الأنظمة القسطَ الأكبر من مسؤوليَّة المعالجة، بما تملكه من قُدُراتٍ، وإمكاناتٍ ما لا تملكه أيةُ مواقع أخرى.

ويبقى دور أصحاب الثَّروة، والمال، والمؤسَّسات الأهليَّة هو الآخر مطلوبٌ، فهؤلاء يمكن أنْ يقوموا بتغطية مساحة ليست قليلة من مساحات هذه الأزمة، وفي استيعاب عددٍ يُعتَّدُ به من العاطلين.

وأمَّا دور القُدرات العلميَّة والاقتصاديَّة، فمطلوب كذلك، فيما يقدِّمه من دراسات تساهم في معالجة أزمة البطالة.

ومتى تمَّ العجز عن معالجة بعض مساحات هذه الأزمة، فهنا يجب أنْ تتحمَّل الأنظمة الحاكمة مسؤوليَّة توفير (الضَّمانات المعيشيَّة) للعاطلين، وغير القادرين على العمل.

• في عهده لمالكِ الأشتر يقول أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «ثمَّ اللهَ اللهَ في الطَّبقة السُّفلى من الَّذينَ لا حيلة لهم من المساكينَ، والمحتاجينَ، وأهل البؤسى والزَّمَنَى، …». (نهج البلاغة 3/ 558، شرح علي محمد علي دخيل)!
البُؤسى: شدَّة الفقر.
الزَّمَنى: أرباب العاهات المانعة لهم من الاكتساب.

• «فلا يشغلَنَّكَ عنهم بَطَرٌ». (نهج البلاغة 3/ 559، شرح علي محمد علي دخيل)!
البطر: طغيان النعمة طغيان السلطة

• «وتفقّد أمورَ مَنْ لا يصلُ إليك منهم ممَّن تقتحمه العيون، وتحتقره الرِّجال». (نهج البلاغة 3/ 559، شرح علي محمد علي دخيل)!
تقتحمه العيون: تكره أنْ تنظر إليه احتقارًا.
هنا يؤكِّد الإمام (عليه السَّلام) على واليه أنْ يهتم بأولئك المغمورين الَّذين لا يملكون الوجاهة، ولا يملكون القدرة على الوصول إلى (المسؤولين).

• «ففرَّغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية، والتَّواضع، فليرفع إليك أمورهم، ثمَّ اعمل فيهم بالإعذار إلى الله يوم تلقاه، فإنَّ هؤلاء من بين الرَّعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم». (نهج البلاغة 3/ 559، شرح علي محمد علي دخيل)!
ففرّغ: اجعل أشخاصًا يتفرغون؛ لمعرفة أحوالهم ممَّن تثق بهم، يخافون الله تعالى، ولا يأنفون من تعرف حال الفقراء؛ ليرفعوها إليك.
وإذا أردت أنْ استخدم لغة العصر، فأقول:
مطلوبٌ من المسؤولين أنْ يُشكِّلوا (هيئات) صادقة، وأمينة، وكفوءة، مهمَّتُها متابعة حاجات البؤساء، والمحرومين ممَّن لا يملكون القدرة أنْ يوصلوا أصواتهم، وحاجاتهم إلى هؤلاء المسؤولين.

وأؤكِّد أنْ تكون هذه (الهيئات) صادقة، وأمينة، وكفوءة، فلا خطر على الشُّعوب أكبر من وجود (مؤسَّساتٍ) غارقة في الفساد، وفاقدة للقُدُرات.

هنا تتكرَّس المشاكل، وترتبك الأوضاع، وتتراكم الأزمات، وتهيمن المحسوبيَّات، وتضيع الحقوق، وتكون الأوطان والشُّعوب هي الضَّحيَّة.

فأُولى الخطواتِ؛ لمعالجة أزماتِ البطالة، وأزماتِ المعيشة هو محاربة الفساد الجاثم على الكثير من المؤسَّسات في أوطانٍ كثيرة، وإذا لم يُحارَب هذا الفساد تفاقمت الأزمات ممَّا يشكِّل خطرًا كبيرًا على الأوطان، وعلى استقرارها وأمنها.
وآخر دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى