قضايا الساحةقضايا محلية

سنة ميلادية جديدة

ودّع العالم عاماً ميلادياً واستقبل عاماً جديداً٭ وماذا يعني بداية عام جديد؟
إنّه يعني بمقدار ما يعني الزمن في فهمنا وفي وعينا، عام مضى، مساحة كبيرة من الزمن مضت من حياتنا، وأشواط كبيرة من الزمن تحركت بنا في إتجاه النهاية المحتومة في هذه الدنيا.


إنّ نهاية العام (الهجري أو الميلادي) تمثّل وقفةَ تأمل واستذكار ومراجعة، من خلال هذه الوقفة يجب أن نعيد الحسابات، وأن نقرأ الملفات من جديد، ملفات السّياسة، ملفات الاقتصاد، ملفات الثقافة، ملفات الواقع بكلّ مكوّناته وامتداداته، وليس المهم أن نقرأ هذه الملفات، المهم كيف نقرأ هذه الملفات؟!
فما أكثر دعاوى القراءة للملفات، وما أكثر دعاوى إعادة الحسابات، ولكن ما هي النتائج ما هي المعطيات، لاشيء، لأنَّ أدوات القراءة خاطئة ومغلوطة.
    إننّا حينما ندعو إلى إعادة القراءة لكل الملفات، وإلى إعادة كلّ الحسابات، ندعو في الدرجة الأولى إلى إعادة النظر في أدوات القراءة وأدوات المحاسبة، وإلاَّ فستبقى الملفات كما هي، وستبقى الأخطاء، وستبقى الجنايات.
مراجعة وتقويم لواقعنا المعاش:
والحديث عن الملفات في ساحاتنا الداخلية وفي ساحاتنا الخارجية حديث متخم بالقضايا والمشاكل والأزمات، ولا أهدف من خلال هذا الكلام – هنا – أن نفتح هذه الملفات، وإنمّا أهدف إلى تأكيد المعنى الكبير لعملية التعاطي مع نهاية كلِّ عام وبداية كلِّ عام، ومن المؤسف جداً أن تحوّلت هذه النهايات والبدايات إلى مناسبات للعبث والانفلات والفسوق والفجور والتلاعب بالقيم والأخلاق، ولقد راج في مجتمعات المسلمين التقليد لأساليب الغرب في إحياء هذه المناسبات، وأنتشرت الكثير من الظواهر التي تتنافى مع قيمنا الروحية، وآدابنا الدينية، ومعاييرنا الشرعية.


وقد مارست أنظمة الحكم والسياسة في مجتمعات المسلمين الترويج الهادف لتلك الأساليب الفاسقة من أجل إشغال الشعوب عن محاسبة الأوضاع وفتح الملفات، والتفكير الجاد في القضايا المصيرية، وانتقاد السياسات القائمة، وفضح الممارسات الظالمة، وتعرية المشروعات الخادعة.


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى