حديث الجمعةشهر جمادى الأولى

حديث الجمعة 286: مأساة الزَّهراء (ع) – حديث البرزخ والقبر – تساؤلات تبحث عن إجابات

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وآله الهداة الميامين…


مأساة الزَّهراء (عليها السَّلام):
مأساة الزَّهراء (ع) المأساة التي فتحت كلَّ المآسي في حياةِ أهل البيت (ع), وفي تاريخ هذه الأمَّة, وقد تجذَّرت هذه المأساة في الوجدان الشيعي, واستمرت حاضرةً في كلِّ تاريخهم, وهنا تواجهنا اشكاليةٌ تقول: لماذا هذا الإصرار على  استحضار مآسي التاريخ, مأساة الزَّهراء, مأساة الحسين, مآسي آل البيت, فلماذا لا تغلق هذه الملفات, فالذين صنعوا هذا التاريخ بخيره وشرِّه قد مضوا وأصبحوا في ذمَّة التاريخ, ولسنا مسؤولين عن أعمالهم, أليس الله تعالى يقول: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. (البقرة/ 134)


وتعقيبًا على هذه الإشكالية نقول:
أولًا:
الآية الشريفة المذكورة تعني أنَّ الأجيال اللاحقة لا تتحمَّل مسؤوليَّة أعمالِ أولئك الذين عاشوا في الماضي, فهم يتحمَّلون مسؤوليَّةَ ما صدر عنهم من أعمال, نعم إذا كانت الأجيال راضيةً بتلك الأعمال, ومباركةً لها, ومتحركةً في خطاها فينالها ما نال أولئك الأسلاف جزاءً أو عقابًا, فمن أحبَّ عملَ قومٍ حُشِرَ معهم, وكأنَّه حاضرٌ معهم.


• في الحديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله:
«إذا عُمِلت الخطيئةُ في الأرضِ, كانَ مَنْ شهدها فأنكرها كمن غابَ عنها, ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها»[1].


• وفي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السَّلام:
«الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم, وعلى كلِّ داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به وإثم الرضى به»[2].


• وعنه عليه السَّلام:
«إنَّما هو الرضا والسَّخط, وإنَّما عقر الناقة رجلٌ واحدٌ, فلمَّا رضوا أصابهم العذابُ, فإذا ظهر إمامُ عدلٍ فمن رضي بعدله وأعانه على عدله فهو وليُّه, وإذا ظهر إمامُ جورٍ, فمن رضي بحكمه وأعانه على جوره فهو وليُّه»[3].


 ثانيًا:
ولا تعني الآية أن نغلق ملفات التاريخ, فيما هي ملفات الخير, وفيما هي ملفات الشرِّ, فالتاريخ مدرسة تتعلَّم منها الأجيال ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ (يوسف/ 3)، ﴿كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ﴾ (طه/ 99)، ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ (يوسف/ 111).
هذا هو نهج القرآن اقرأوا  القرآن جيدًا, فقد دوَّنَ أحداث التاريخ لتكون عبرة ودرسًا, دوَّنَ مواقف الأنبياء والأولياء والصلحاءِ والشهداء, ودوَّنَ ملفات الطواغيت والفراعنة والجبَّارين, والمستكبرين, والمفسدين في الأرض…


ثالثًا:
إنَّنا حينما نستحضر مآسي أهل البيت (ع) وظلاماتهم لا نريد أن نحرِّك فتنًا طائفية, ولا أن نؤجِّج صراعًا مذهبيًا, فأهل البيت (ع) ليسوا ملكًا لطائفةٍ أو لمذهبٍ, هم ملك لكلِّ المسلمين, بل لكلِّ الإنسانيَّة, فالغضب لهم ليس غضبًا طائفيًّا أو مذهبيًّا, إنَّه غضبٌ لله, لرسول الله صلَّى الله عليه وآله, لمبادئ الإسلام التي انتهكتْ, لقيم الحقِّ التي سحقت…
فإذا كان كلُّ مجرم في الماضي والحاضر ارتكب ما ارتكب وأفسد ما أفسده, وعبث ما عبث, ثمَّ أغلقنا ملَّفه, وقلنا هذا تاريخ ولا يجوز أن ينبش التاريخ, إذن لأفلت المجرمون, وضاعت الحقوق, وماتت العبر والدروس, ثمَّ إنَّ الجرائم لا تسقط بالتقادم, هذا هو منطق كلُّ العقلاء, وكلُّ القوانين, فمقولة عفا الله عمَّا سلف, ليس صحيحًا على الجناة والمجرمين وسفَّاكي الدِّماء, ومنتهكي الأعراض, ومدنِّسي المقدَّسات…


حديث البرزخ والقبر:
نتابع هذا الحديث… وكيف نعدُّ أنفسَنا لمرحلةِ البرزخ والقبر؟
    لا شكَّ أنَّ التقوى والعمل الصالح الزادُ الأكبر لهذه المرحلة, ولما بعدها من مراحل ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ (البقرة/ 197)، سفر الآخرة سفرٌ طويلٌ طويل, وطريقه صعبٌ صعب, وأهواله طويلةٌ طويلة, ومواقفه كثيرةٌ كثيرة…


• في الحديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله:
«حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, وزنوها قبل أن توزنوا, وتجهَّزوا للعرض الأكبر»[4].


• وفي الحديث عن الإمام الصَّادق عليه السَّلام:
«فحاسبوا أنفسكم قبل أنْ تحاسبوا, فإنَّ أمكنة القيامة خمسون موقفًا, كلُّ موقفٍ مقام ألف سنةٍ, ثمَّ تلا هذه الآية: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج/ 4]»[5].


• سُئل أمير المؤمنين عليه السَّلام عن كيفيةِ محاسبة النفس فقال:
«إذا أصبح ثمَّ أمسى رجع إلى نفسه وقال: يا نفسُ إنَّ هذا يومٌ مضى عليك لا يعود إليكِ أبدًا، والله سائلكِ عنه فيما أفنيتيهِ…
فما الذي عملتِ فيه؟
أذكرتِ الله  أم حمدتيه؟
أقضيتِ حقَّ أخٍ مؤمنٍ؟ أنفَّستِ عنه كُربتَه؟ أحفظتيهِ بظهر الغيب في أهلِهِ وولدِهِ؟ أحفظتيهِ بعد الموتِ في مخلِّفيه؟
أكففتِ عن غيبةِ أخٍ مؤمنٍ بفضلِ جاهك؟
أأعنتِ مسلمًا؟
ما الذي صنعتِ فيه؟
فيذكر ما كان منه…
فإنْ ذكر أنَّه جرى منه خيرٌ حمد الله عزَّ وجلَّ, وكبَّرهُ على توفيقِهِ…
وإنْ ذكر معصيةً أو تقصيرًا استغفر الله عزَّ وجلَّ وعزم على ترك معاودته…»[6].


هكذا ينبغي أن يحاسب الإنسان نفسه في كلِّ يومٍ, وهكذا ينبغي أن يتزوَّد بالتقوى استعدادًا لسفر الآخره…
• روي أنَّ أبا ذر الغفاري رضي الله عنه قام عند الكعبةِ فقال: أنا جندب بن سكن, فاكتنفه الناس إليه, فقال: لو أنَّ أحدكم أراد السفر لاتَّخذ من الزاد ما يُصلحُه، فسفر يوم القيامةِ أما تريدون فيه ما يصلحكم؟
فقام إليه رجلٌ فقال: أرشدنا, فقال: صم يومًا شديد الحرِّ للنشور، وحجَّ حجَّةً لعظائم الأمور, وصلِّ ركعتين في سواد الليل لوحشه القبور»[7].


وماذا ينفع لمرحلة البرزخ والقبر؟
هذه المرحلةُ التي لا يعلم الإنسان كمْ تطول؟
وكم يبقى ضيفًا فيها, مكرَّمًا أو مهانًا؟
وهل عنصر الزمن مُلغى؟
لا حاجة للاستغراق في بعض التفاصيل, المهم أن نتعرَّف على بعض الأعمال التي تنفع في القبر والبرزخ, وفق ما صرَّحت به الروايات والأخبار..
لنا متابعة – إن شاء الله – في اللقاء القادم..


تساؤلات تبحث عن إجابات:
• التساؤل الأول:
مَنْ وراء الاعتداءات التي تتعرَّض لها محلات تجاريَّة؟

نسوق مثلًا لذلك (محلات جواد التجاريَّة), وحسب المعلومات عن المعنيين بشأن هذه المحلات أنَّها تعرَّضت منذ شهر مارس العام الماضي وحتى الآن إلى (45 حالة) اعتداء وتخريب, وقد تمَّ إبلاغ مراكز الشرطة عنها, مع تزويد المراكز بالصور والفيديو الذي يظهر فيها الأشخاص الذين يقومون بالاعتداء والتخريب… وبقي الأمر, حوادث قام بها مجهولون, ولم تتمكن أجهزة الأمن من القبض على شخصٍ واحد…


هنا أربعة احتمالات:
الاحتمال الأول:

عجز وضعف وفشل أجهزة الأمن، وهذا يشكِّل خطرًا كبيرًا على أمن الوطن والمواطنين، حيث تصاب الأجهزة الأمنيَّة المكلَّفة بحماية الأمن والاستقرار بهذا الفشل الذريع، والعجز الكبير.


الاحتمال الثاني:
أنَّ أجهزة الأمنِ لا يعنيها أمنُ الناس وسلامة أرواحهم وممتلكاتهم، وهذا يمثِّل كارثة عظمى، فالويل كلُّ الويل لوطن لا يحمل حرَّاسُ أمنِه همًّا لما يتعرَّضُ له أبناؤه من اعتداءاتٍ تطال النفوسَ، والأموالَ، والأعراضَ، والمقدَّسات…


الاحتمال الثالث:
أنَّ هناك تواطؤًا بين أجهزة الأمنِ وهؤلاء المخرِّبين والعابثين، وتلك جريمة كبرى، وجناية عظمى حينما يتواطؤ رجالٌ يحملونَ مسؤولية أمنِ الوطن والمواطنين مع مجموعاتٍ مخرِّبةٍ وعابثةٍ، لا تريد لهذا البلد الأمنَ والخيرَ والاستقرار…


الاحتمال الرابع:
أنْ تكونَ أجهزةُ الأمنِ نفسُها وراءَ هذه الحوادث والاعتداءات، وهذا الأمر هو الأدهى والأصعب، والأشدُّ بشاعةً، وإجرامًا، وجنايةً، وخيانةً، ونتمنَّى أن لا تصل النوبة لهذا الاحتمال، فهو يقود البلد إلى كوارث وفجائع، وإن كان في كلِّ الاحتمالات الأخرى ما يبعث على القلق والرعب…
وإذا كان للشارعِ قناعتُه في الإجابة عن التساؤل الأول المطروح، إلَّا أنَّنا نترك الإجابة لأجهزة الأمن في أن تطرح جوابًا يغيِّر من قناعاتِ الشارع، ونتمنَّى أن تستطيع ذلك…


• التساؤل الثاني:
مدنيُّون يحملون أسلحة، ويعتدون، ويهدِّدون، مِن أين جاء هذا السلاحُ؟
تساؤلٌ خطير، والإجابة عنه أخطر..

وهذا التساؤلُ يترشَّح عنه تساؤلات أخرى:
هل أنَّ هؤلاء المدنيِّين الذين يحملونَ السِّلاح هم جزءٌ من منظومة الجهاز الأمني؟
إذا كان كذلك فلماذا يتستَّرون؟ ولماذا يخرِّبون؟ ولماذا يعتدون؟ ولماذا يختطفون؟
وإذا كانوا هم خارج منظومة الأجهزة الأمنيَّة؟
فهل ما يمارسونه، وما يمتلكونه من أسلحة غائب عن نظر الأجهزة الأمنيَّة؟
هل يمكن أن يعقل هذا؟
وإذا كان ذلك ليس غائبًا عن نظر وعلم الأجهزة الأمنيَّة، فمن الذي زوَّدهم بالسِّلاح؟
أسئلة متتالية، وحرجة، وإجاباتها إثباتًا أونفيًا تضعُ السلطة أمام مآزق صعبة، وتقود إلى مآلاتٍ مدمِّرة، وخاصَّة إذا سلَّمنا بأنَّ هذا السلاحَ مجهول الهُوية، وأنَّ هذه الأيدي التي تعبث بهذا السِّلاح هي خارج إرادة السُّلطة، وإن كان هذا الأمر مستبعدًا غاية الاستبعاد..


• التساؤل الثالث:
لماذا هذا الإصرار على الإنكار دائمًا؟

تكرَّر القتل، بالرصاص تارةً، وبالغازات ثانيًا، وبالتعذيب ثالثًا…
وحتى اللحظة لم تعترف السلطة بمسؤوليَّتها عن حدث قتلٍ واحد…
فلماذا الإصرار…؟
الشاب أحمد إسماعيل حسن (18 عامًا) من منطقة سلماباد هو آخر ضحايا القتلِ المتعمَّد، ورغم أنَّ تقريرَ الطبيبِ الشرعي قد أكَّدَ انَّ القتلَ بسبب طلق ناري، أصاب منطقةَ الحوضِ، ممَّا أدَّى إلى حدوثِ تهتُّكٍ بالأوعية الدمويَّة الرئيسيَّة بمنطقة الحوضِ، ونزيفٍ جسيم انتهى بتوقف القلب والتنفس، ومن ثمَّ حدوث الوفاة، إلَّا أنَّ الجهات المعنيَّة مصرَّة أن تغيِّب هذه الحقيقة في شهادة الوفاة والتي اكتفت بالقول أنَّ سبب الوفاة يعود إلى جرحٍ غائر… كيف حدث هذا الجرح الغائر، وما سببه؟ أمرٌ مسكوت عنه، وأمرٌ يراد طمسه…
وهذا ما دفع عائلة الشهيدِ أحمد إسماعيل إلى رفضِ تسلُّمِ الجثمان من مشرحة مجمع السلمانية الطبي، ما لم تدوَّن الإصابة بطلق الرصاص في شهادة الوفاة…
هذا مثالٌ صارخٌ على نهج التعتيم على حوادث القتل، وعلى اعتماد لغة الإنكار، إلَّا أنَّ كلَّ هذه المحاولات لن تعفي السُّلطة من مسؤوليَّاتها، فوثائق الإدانة دامغة، والأحداث موثَّقة، والحقائق لا يمكن أن تبقى مطمورةً ومستورة مهما تفنَّن صنَّاعُ القتلِ على طمرها وعلى دفنها..


وأمَّا قصَّة الأستاذ مهدي أبو ديب رئيس جمعية المعلمين فواحدة مِن قصصٍ تجري فصولها على هذه الأرض، حيث لا يصدِّق من يقرأها؛ أنَّ هذا يحدث في دولة تنتمي إلى هذا العصر، وتنتسب إلى الإسلام…
روى الاستاذ أبو ذيب خلال جلسة محاكمته يوم الاثنين الماضي تفاصيل ما تعرَّض له من تعذيب؛ ففي يوم القبض عليه من منزلِ خاله تمَّ رميه من الطابق الأول إلى الأرض، وكان في انتظاره في الأسفل أكثر من عشرة أشخاص قاموا بركله، ودهسه على أضلاعه ورأسه وظهره، وقادوه إلى السجن، وهناك استقبلته صنوف من التعذيب، وقد تعرَّض لأكثر من عملية إعدامٍ وهمي… فأين الدِّين، وأين الضمير، وأين مواثيق حقوق الإنسان؟
كلُّ هذا يحدث, والتصريحات الرسمية تؤكِّد أن لا تعذيب, ولا إكراه على الاعترافات, وأنَّ المعتقلين لا يتعرَّضون لأيّ أذىً أو سوء, فالمشتكى إلى الله تعالى, فبعينه ما يحدث لهذا الشعب من قهرٍ, وظلمٍ، وإذلال…






الهوامش:
[1] الريشهري: ميزان الحكمة 3/ 1948، حرف الميم، المعروف، من رضي بفعل قوم. (ط1، التنقيح الثاني 1416هـ، دار الحديث، قم – إيران)
[2] خطب أمير المؤمنين (ع): نهج البلاغة 4/ 40، باب المختار من حكم أمير المؤمنين (ع) ومواعظه، رقم: 154. (ط1، 1412هـ – 1370ش، شرح: محمد عبده، دار الذخائر، قم – إيران)
[3] المجلسي: بحار الأنوار 72/ 377، ب82 (الركون إلى الظالمين…)، ح33. (ط3 المصحَّحة، 1403هـ – 1983م، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان)
[4] الحر العاملي: وسائل الشيعة 16/ 99، كتاب الأمر بالمعروف، ب96، ح9. (ط2، 1414هـ، مؤسَّسة آل البيت (ع) لإحياء التراث، قم – إيران)
[5] المفيد: الأمالي، ص 329، المجلس 39، ح1. (ط2، 1414هـ – 1993م، تحقيق: حسين الأستاذ ولي وعلي أكبر الغفاري، دار المفيد للطباعة والنشر، بيروت – لبنان)
[6] المجلسي: بحار الأنوار 67/ 70، ب45 (مراتب النفس,…)، ح16.
[7] الصَّدوق: الخصال، ص 40، ح26. (سنة الطبع: 1403هـ – 1362ش، جماعة المدرسين، قم – إيران)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى