يوم ولادة الزَّهراء (عليها السَّلام) هو يوم المرأة المسلمة

يوم المرأة المسلمة

• يوم ولادة الزَّهراء (عليها السَّلام) هو يوم المرأة المسلمة

إذا كان لنا أن نحدِّد يومًا باسم المرأة المسلمة فهذا اليوم هو يوم ولادة الصِّدِّيقة الزَّهراء (سلام الله عليها)، فهي النَّموذج الأوَّل في كلِّ تاريخ المرأة منذ (حواء) وحتى نهاية الدنيا.

• قال النبيُّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله): «فاطمة سيِّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، …». (الفتال النيسابوري: روضة الواعظين، ص 149)
• قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «… فاطمة سيِّدة نساء أهل الجنَّة، وهي بضعة منِّي».

(الصَّدوق: الخصال، ص 573)

• إشكالية تطرح

قد يُقال: إنَّ القرآن تحدَّث عن (مريم ابنة عمران) باعتبارها المرأة الأولى في تاريخ النساء، حيث قال تعالى في محكم كتابه: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}. (آل عمران/42)

فكيف نوفِّق بين هذا النَّص القرآني وبين الحديث الثَّابت عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بأنَّ «فاطمة سيِّدة نساء العالمين»؟

كيف نعالج هذه الإشكالية؟

هنا إجابتان في معالجة هذه الإشكاليَّة:

الإجابة الأولى: اصطفاء مريم في مجالات محدَّدة كما صرَّح القرآن

1- اصطفاؤها للخدمة في بيت المقدس والعبادة.

2- إنَّ الله اصطفى مريم لتكون أمًّا للسَّيِّد المسيح ومن غير أب.

الإجابة الثَّانية: اصطفاء مريم في زمن محدود، فهي سيِّدة نساء عالمها كما جاء في الرِّوايات.

وهذا نظير ما جاء في القرآن عن بني إسرائيل:

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}. (البقرة: الآية 47)

أي فضَّلهم على أهل زمانهم وفي أشياء محدودة، كإنزال المَنِّ والسَّلوى.

لأنَّ الله تعالى يقول عن أمَّة نبيِّنا محمَّد (صلَّى الله عليه وآله):

{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ …}. (آل عمران: الآية 110)

فإذًا تبقى الزَّهراء (عليها السَّلام) هي المرأة الأولى في تاريخ البشر، منذ أن خلق الله المرأة الأولى حواء وحتى آخر امرأة في تاريخ الدُّنيا.

ولذلك لا يوم أنسب من يوم الزَّهراء (عليها السَّلام) ليكون يومًا للمرأة المسلمة، ما عندنا يوم أنسب من هذا اليوم ليكون للمرأة المسلمة.

ما هي أهداف يوم المرأة المسلمة؟

الهدف الأوَّل: البناء العقيدي والثَّقافي لأجيالنا النِّسائيَّة

في عصر تنشط مشاريع التَّغريب وسرقة الأجيال، فأوطان المسلمين أصبحت مباحة لكلِّ الأفكار الضَّالة الوافدة من الغرب والشَّرق، وممَّا زاد الأمر رعبًا أنَّ بعض أوطاننا أصبحت مسرحًا للصَّهاينة الذين يحملون كلَّ العداء للإسلام والمسلمين، ولكلِّ قِيَم الدِّين، فالحذر الحذر من التَّعاطي مع هؤلاء العابثين.

يبقى رأي الفقهاء صريح بأنَّ كلَّ أشكال التَّعاطي مع الصَّهاينة هي محرَّمة شرعًا لما لها من منتجات مدمِّرة جدًّا جدًّا على الدِّين والقِيَم والشَّعب والوطن.

القرآن هو الذي يُحصِّن شعوبنا في مواجهة كلِّ أشكال الغزو الثَّقافي.

قيمة البناء العقيدي والبناء الثَّقافي.

مسؤوليَّة الخطاب الدِّيني: خطاب المسجد، المنبر، المناسبات، المحاضرات، …

الزَّهراء (عليها السَّلام) هي قمَّة الإيمان والوعي والبصيرة.

الهدف الثَّاني: البناء الرُّوحي والأخلاقي

هيمنة القِيَم التَّغريبيَّة: (التَّبرُّج، المثليَّة، …)

ضرورة أن تنشط البرامج التي تحمي القِيَم والأخلاق وتحصِّن أجيالنا.

الزَّهراء (عليها السَّلام) هي قمَّة المُثُل الرُّوحيَّة والأخلاقيَّة.

الهدف الثَّالث: البناء السُّلوكي

بناء التَّقوى والورع.

مطلوب أن يتحوَّل البناء العقيدي والثَّقافي والرُّوحي والأخلاقي إلى سلوك وممارسات عمليَّة.

الزَّهراء (عليها السَّلام) هي قمَّة التَّقوى والورع.

الهدف الرَّابع: البناء الرِّسالي

تنشيط قدرات المرأة في خدمة أهداف الدِّين.

أجيالنا النِّسائيَّة تملك قدرات علميَّة، ثقافيَّة، روحيَّة، اجتماعيَّة، سياسيّ.

فمطلوب أن تنشط هذه القدرات في خدمة أهداف الدِّين.

فهم متخلِّف لدور المرأة المسلمة

هذه العناوين عامَّة للرجل والمرأة:

• الدَّعوة إلى الله
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
• الإصلاح
• ﴿ ﴾
• قال تعالى: ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾. (فصِّلت: الآية 33)
• وقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. (التَّوبة: الآية 71)