قضايا الساحةقضايا محلية

وقفة مع بيان جمعية الأصالة الإسلامية الموجه ضد مراسيم عاشوراء الحسين(ع)

وقفة مع بيان جمعية الأصالة الإسلامية


يؤسفنا أن نضطر إلى جدال من هذا النمط مع جمعية إسلامية يفترض أن نتكامل معها في الحفاظ على الإسلام المهدد في هذا العصر، وفي الدفاع عن قيم الدين في هذا الزمن الذي استشرى فيه الفساد، وطغى الانحراف، وتكالبت قوى الضلال والتغريب لتحاصر الصحوة الإسلامية المباركة، وتحرك الاستكبار العالمي لفرض هيمنته السياسية والاقتصادية والثقافية على كل واقعنا وليتلاعب بكل مقدراتنا… وذلك مصداقا لحديث نبينا الأعظم “ص”: “يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة فينا يومئذ، قال “ص”: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم وينزع من قلوب أعدائكم من حبكم الحياة وكراهيتكم الموت…”، فإن هذا ينذر بفتنة عمياء – وقى الله هذا البلد شرها -.
إن خطاب التحريض المذهبي أحد أهم الأسباب لانتشار ظاهرة العنف والارهاب وسفك الدماء البريئة، هذه الظاهرة التي باتت تقلق كل مجتمعاتنا، وتبعث الرعب في كل النفوس والقلوب.
فحذار حذار من استخدام هذا الخطاب حتى لا نقتل روح الوئام والصفاء والحب والتقارب في وطن الحب والتقارب.
ثانيا: إن مذهبنا الذي تغذى بتعاليم الأئمة من أهل البيت “ع” يرفض كل الرفض أسلوب السب والقذف والإساءة إلى أمهات المؤمنين والصحب الكرام، هكذا أدبنا وعلمنا أئمتنا الأطهار عليهم أفضل الصلوات والتحيات.
وإذا انطلقت كلمة هنا أو كلمة هناك غير مسئولة فلا يصح أن نضخمها وأن ننفخ فيها وأن نوظفها بغرض “التحريض المذهبي” المدمر في الوقت الذي يمارس علماء الطائفة – انطلاقا من الغيرة على مصلحة هذا الوطن – دورهم المخلص في الترشيد والتصدي لكل ما يثير الفتنة، ويهدد وحدة الصف، ويربك الأمن والاستقرار لا يرجون بذلك إلا ثواب الله، فلنحذر جميعا النفخ في نار الفتنة، ولنحذر جميعا لغة التحريض المذهبي والطائفي حتى لا تتحرك الأحقاد والعداوات والصراعات، فحن أحوج ما نكون إلى لغة التقارب والتوحد والالتئام ونبذ كل أشكال التنابذ والتصادم والخلاف.
ثالثا: يكرر البيان لغة الاتهام “بالخروج على روح الانتماء والمواطنة”، إنها لغة مقيتة تسيء إلى معنى الانتماء والمواطنة، إذ تدفع باتجاه القطيعة مع الأرض والوطن، فإننا لا نجد في رفع مجموعة صور ما يبرر هذا الاتهام، ولا ما يبرر هذا الاستنفار الذي يبعث على الريبة… ونتمنى ألا نضطر إلى مقابلة الريبة بالريبة والشك بالشك فنتهم دوافع هذه الضجة بأن وراءها محركات مستوردة من خارج الحدود.
ونكرر القول اننا لا نرفض النقد والمحاسبة، ولكننا نرفض لغة الاتهام والإساءة ولغة التخوين والتحريض.
رابعا: إن إثارة قضية مجالس العزاء في الوحدات السكنية التي توزعها الدولة أمر في غاية الغرابة والاستهجان، فمتى كان الإنسان ممنوعا من أن يمارس مراسم أحزانه وأفراحه في بيته الذي يخصه مادام لا يتجاوز على حقوق الآخرين؟
وإذا كان البيان يشير إلى مجالس العزاء في مدينة حمد، فإن لذلك مبررات واضحة بعد أن فشلت كل الجهود لدى أبناء الطائفة الشيعية القاطنة في هذه المدينة في الحصول على قطعة أرض يقيمون عليها موقعا لعزاء الإمام الحسين “ع”، والحديث – هنا – يحمل الكثير من الشجون والكثير من الآلام، وأترك هذا إلى وقت آخر، ونأمل ألا نضطر إلى فتح الملفات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى