قضايا الشباب

الاستجمام والترفيه الصيفـي

الحمد للّه ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام علـى سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السَّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.


يتناول الحديث في هذا اللقاء موضوعاً بعنوان «الاستجمام والترفيه الصيفي» فالكثيرون يتخذون من الصيف فرصتهم للإستجمام والترويح والترفيه من خلال السفر أو من خلال البرامج والفعّاليات التي تزدحم بها أجواء الموسم الصيفي:
والإسلام يسمح للإنسان المسلم أن يرفّه عن نفسه من خلال الوسائل المشروعة للترفيه، بل ويشجع الإسلام على ذلك، فالترفيه جزء من المنهج التربوي الإسلامي، وله معطياته في حياة الإنسان، فمن خلاله تنشط الروح، وإذا نشطت الروح نشطت الكثير من الفعّاليات..
جاء في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السّلام): «السرور يبسط  النفس، ويثير النشاط» وبالعكس إذا أصيب الإنسان بالفتور النفسي أصبح يعيش حالة الاسترخاء، وبالتالي تسترخي لديه كلّ الفعّاليات،
ومن خلال الترفيـه المباح يتخلص الإنسان من أتعاب البدن.
قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): «لكل عضو من البدن إستراحة» ومن الواضح أن التخفيف من أتعاب البدن يجدّد للإنسان طاقته وحيويته ونشاطه، في حين أن الإرهاق البدني يعطّل قدرات الإنسان، ويجمّد فعالياته.
 ومن خلال الاستجمام والترفيه المباح، يحمي الإنسان نفسه من الأزمات والإضطرابات النفسية(القلق، الهم والغم، الآلام) وإنّ تفـريغ النفــس من القلق والهم والآلام له تأثيراتـه الكبيرة على فاعلية الإنســان ونشاطاته.


نقرأ في هذا الإتجاه عدة أحاديث:
جاء في الحديث: للمؤمن ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه،وساعة يخلّي بين نفسه ولذاتها فيما يحل ويجمل
وورد عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنه قال: «ينبغي للإنسان العاقل أن يكون له: ساعة يقضي بها إلى عمله فيما بينه وبين اللّه عز وجل، وساعة يلاقي فيها إخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في أمر آخرته،
وساعة يخلّي بين نفسه ولذّاتها في غير محرّم فإنها عون على تلك الساعتين
وجاء عن الإمام الرضا (عليه السّلام) أنه قال: «واجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة للّه لمناجاته،وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقاة والذّين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلّون فيها للذاتكم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات
وهنا نؤكد أنّ الإسلام يتشدّد في رفض كل ألوان الترفيه التي تعتمد الوسائل المحرّمة لما يترتب على ذلك من هدر للطاقات، وإضاعة للأوقات، وارتماء في أحضان الشهوات والإنسان مسئول عن أوقاته وطاقاته وأفعاله {وقفوهم إنهم مسئولون} {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا ما لهذا الكتابِ لا يُغادِرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها وَوَجدوُا ما عَمِلوا حاضراً ولا يَظْلِمُ ربـُّـك أحدا} الكهف/94
«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن ولايتنا أهل البيت»
«لا خير في لذة توجب ندماً وشهوة تعقب ألماً»
«نزهوا أنفسكم من دنس اللذات،وتبعات الشهوات» 
فالحذر الحذر من الإنسياق وراء أساليب الشيطان، وإغراءاته، وغواياته،وإذا كان الإسلام قد سمح للإنسان المسلم أن يرفّه عن نفسه،فإنّه لم يسمح له أن يعتمد الوسائل المحرمة كالألعاب القمارية، والحفلات العابثة الفاسقة، والبرامج اللاهية، والسفرات غير الملتزمة.


والصيف مرتع خطير للشيطان، فلا يخلو بلد من بلدان هذا العالم من إستعدادات كبيرة «للسياحة الشيطانية» لا فرق في ذلك بين بلدان الكفر وبلدان المسلمين، فقد أصبحت السياحة الهابطة الفاسقة هي العنوان الأبرز في سياحات الصيف،وحسبكم هذه الإعلانات التي تضجّ بها الصحف ووسائل الإعلام المختلفة مما يندى له الجبين، وإذا كان هذا الأمر طبيعياً في بلدان لا تؤمن بالقيم الدينية والأخلاقية،فما بالنا في بلداننا التي تنتمي إلى الإسلام، وتدّعي الانتساب إلى الدين وقيمه، وتتعالى الأذانات في مساجدها وجوامعها وترتفع آيات القرآن في محطاتها الإذاعية والتلفازية ما بالنا في هذه البلدان نجد الانتهاكات الصارخة لقيم الإسلام بلا وجل ولا خجل، ولاحسابٍ لمشاعر المسلمين، حتى يصل الأمر إلى «حفلات» تعلن بكل وقاحة الحرب على «مبادىء الإسلام» و«قيم الدين» المسألة أيها المؤمنون ليست حفنة من الشــواذ والممسوخين روحياً وأخلاقياً، والمسكونين بنزعة العهر والدعارة والفسوق، المسألة ليست جماعات من شبانِ متأنثين باعوا أنفســهم للهوى والشيطان،المسألة ليست أعداداً من الساقطين في وحل القذارة، ونتن الفجور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى