قضايا الساحةقضايا محلية

الموقف الشرعي من المسيرات والاعتصامات المجهولة

وفي ختام حديثي أود أن أؤكد على مسألة أرى من الضروري التأكيد عليها، لقد أصبحنا نفاجأ بين حين وآخر بمنشورات مجهولة المصدر تدعو إلى مسيرة هنا أو إعتصام هناك، الناس يتساءلون عن موقفهم الشرعي من هذه الدعوات،  وأقول عن موقفهم الشرعي لأنَّ الإنسان المسلم لا يتحرك إلاّ من خلال موقف شرعي، إنَّ المسيرات والإعتصامات حق مكفول لكلَّ المواطنين، ولا يمكن أن يصادر هذا الحق تحت أيّ مبرر من المبررات، وتحت أيّ ذريعة من الذرائع، إلاّ أننا نؤكد أن تكون هذه المسيرات والإعتصامات واضحة كلَّ الوضوح في أهدافها وقياداتها، وفي مبرراتها ودوافعها، وأن تكون هذه المسيرات والإعتصامات ملتزمة كلَّ الالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية والقانونية، وإلاّ تحوّلت إلى فوضى وانفلات، إنَّ من حق المواطنين أن يعبّروا عن آرائهم ومواقفهم بالأساليب السلمية وبالطرق الحضارية، إلاّ آنّه لا يجوز للشارع أن تقوده نداءات مجهولة، ولا يجوز أن تقوده نداءات تختفي وراء أسماء غير واضحة الهوية والانتماء، ولا تكفي الشعارات والعناوين، لا بد من الوضوح ليتحدد الموقف الشرعي من هذا النداء أو ذاك النداء والموقف مسؤولية، حينما ننطق وحينما نصمت، ومسؤولية حينما نتحرك وحينما نقف، ومسؤولية حينما نوالي وحينما نعادي، ومسؤولية حينما نؤيد وحينما نعارض، ومسؤولية حينما ننتمي وحينما نرفض الانتماء، والشارع مسؤول كلّ المسؤولية عمّن يقوده، ويوجهّه، ويحركه، ويستنفره. ومسؤول كلّ المسؤولية عمن يحدّد له مواقفه وخياراته.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين  



 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى