حديث الجمعةشهر جمادى الثانية

حديث الجمعة 176: في ذكرى رحيل الإمام الخميني رضوان الله عليه – أبناؤنا يستقبلون العطلة الصيفية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نتابع حديثنا ” في ذكرى رحيل الإمام الخميني رضوان الله عليه”:
وصل بنا القول إلى أن خط الفقهاء العدول الصالحين هو الخط الذي يمثل خط القيادة التي حددها الأئمة عليهم السلام في عصر الغيبة، باعتبار هؤلاء الفقهاء هم النواب المنصوصون من قبل الأئمة عليهم السلام، إلا أنهم نوابا عامين، كما قلنا في حديثنا السابق: أن النيابة الخاصة قد انتهت بانتهاء الغيبة الصغرى التي استمرت قرابة (75 سنة) وقد عين الإمام المهدي أرواحنا فداه أربعة نواب أو سفراء مارسوا دور الوساطة بيت الإمام وأتباعه، وهؤلاء النواب الخاصين أو السفراء هم:
1. عثمان بن سعيد العمري واستمرت نيابته قرابة (خمس سنوات)
2. محمد بن عثمان بن سعيد العمري واستمرت نيابته قرابة (أربعين سنة)
3. لحسين بن روح النونجتي واستمرت نيابته قرابة (واحد وعشرون سنة)
4.  محمد بن علي السمري واستمرت نيابته قرابة (سنتين أو ثلاث سنوات)
وهؤلاء النواب الأربعة من العلماء الأجلاء المعروفين في الأوساط الشيعة بدرجات عالية جدا من التقوى والإصلاح والاستقامة، ولذلك أقر لهم وانقاد لهم كبار الفقهاء المعروفين بالعلم والفقه والاستقامة، ولم ينازعهم أحد إلا بعض أدعياء النيابة الكذابين، وقد افتضح هؤلاء الأدعياء حيث واجههم الفقهاء العدول الصالحون وواجهتهم كل القواعد الشيعية المؤمنة المرتبطة بخط الإمامة.


وبموت النائب الرابع ( السفير الرابع) علي بن محمد السمري في سنة ( 328هأ أو 329هـ) انتهت مرحلة (الغيبة الصغرى)، وبدأت مرحلة (الغيبة الكبرى) والتي لا تزال مستمرة حتى الآن، وبانتهاء الغيبة الصغرى انتهت (النيابة الخاصة) وبدأت (النيابة العامة) ومعنى النيابة العامة أن الإمام المهدي (الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام) هؤلاء الأئمة الذين نص عليهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في أحاديث صحيحة ومشهورة بين المسلمين، ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وآله ( الأئمة من بعدي اثنا عشر أو (الخلفاء من بعدي اثنا عشر) وهذا الحديث بلفظ (الخلفاء أو الأمراء) دونه كبار أئمة الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود أحمد بن حنمبل، ولا ينطبق هذا العدد إلا على الأئمة الاثني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام مع وجود النصوص الصريحة التي عينت أسماء الأئمة عليهم السلام الذي أولهم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم الإمام المهدي عليه السلام.


قال الحمويني الشافعي في فرائد السمطين بالاستناد إلى أبن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:(( إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم أخي، وآخرهم ولدي…
قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟
قال صلى الله عليه وآله: علي بن أبي طالب.
قيل: فمن ولدك؟
قال صلى الله عليه وآله: المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما و جورا، والذي بعثني بالحق نبيا، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه، و تشرق الأرض بنوره، و يبلغ سلطانه المشرق والمغرب.
إن نزول عيسى بن مريم، و صلاته خلف الإمام المهدي مما تواتر في مصادر الحديث المعتمدة عند المسلمين، بين مصرح باسم الإمام وبين مبهم،  حتى أن البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه قال في حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله((كيف بكم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم)) وقد أجمع شراح الصحيحين أن المقصود بإمامكم هو(الإمام المهدي) والذي جاء مصرحا به في المصادر الأخرى حيث ذكرت أن نبي الله عيسى بن مريم ينزل، والإمام المهدي يتهيأ ليـأتم المسلمين في صلاة الفجر في بيت المقدس فيعلم الإمام المهدي بنزول نبي الله عيسى بن مريم، فيتنحى له عيسى لإمامة الصلاة، فيضع عيسى يديه بين كفتي الإمام المهدي و يقول له: تقدم، الصلاة لك، فيصلي خلفه نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام.


أبناؤنا  يستقبلون العطلة الصيفية:
كيف نصنع عطلة صيفية هادفة؟
ماذا نقصد بالعطلة الصيفية الهادفة؟
العطلة الصيفية الهادفة- في منظورنا الإسلامي- هي العطلة التي من خلالها يتم “التوظيف الصالح” لطاقات و أوقات الطلاب و الطالبات..
هذه الطاقات والأوقات في هذه العطلة أمامها عدة خيارات:
1- الركود و الجمود و الاسترخاء و الفراغ… و لهذا الخيار أخطاره الواضحة:
– إضاعة الوقت
– تجميد الطاقات
–  الدفع في اتجاه الممارسات الفاسدة
– القلق والأزمات النفسية.


2- استهلاك الطاقات والأوقات في ممارسات لاجدوى كبير من ورائها،  أن كانت مباحة، ليس محرما أن يمارس الإنسان (لعبة كرة القدم) لكن أن تتحول هذه اللعبة إلى ممارسة تستوعب أوقات طويلة من حياة الإنسان، فهذا توظيف استهلاكي يصادر كل الاهتمامات الحقيقة، وكل الاهتمامات الكبرى في حياة الإنسان. ونحن مسؤولون عن كل لحظة من لحظات حياتنا، كيف نستثمرها؟ كيف نوظفها؟


 للحديث صلة إن شاءا لله في الأسبوع القادم


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى