مولد الإمام الحسين (عليه السلام)
تاريخ: 2 شعبان 1444هـ | الموافق: 23 فبراير 2023 م | مأتم النعيم الغربي – النعيم
مولد الإمام الحسين (عليه السَّلام)
1- نعيش الإمام الحسين (عليه السَّلام) دمعةً وبسمةً
2- قيمة هذه المناسبات الدِّينيَّة
3- فكم اقتربنا من الإمام الحسين (عليه السَّلام)؟
————————-
العنوان الأوَّل: نعيش الإمام الحسين (عليه السَّلام) دمعةً وبسمةً
دمعة في ذكرى شهادته.
وبسمة في ذكرى مولده.
الدَّمعة والبسمة متعانقتان.
منذ مولده (عليه السَّلام) تعانقت البسمة والدَّمعة، فالحبيب المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) استقبل الوليد ببسمة ممزوجة بدمعةٍ.
أ- هكذا صمَّم الله مشاعر الإنسان.
ب- للدَّمعة موسمها وللبسمة موسمها.
ج- الدَّمعة الحسينيَّة ليست دمعة انكسار، إنَّها دمعة تحدٍّ وكبرياء.
وهنا تلتقي الدمعة مع البسمة الإيمانيَّة.
إنَّ الحزن العاشورائي حزن فاعل وليس حزنَ انكسارٍ.
الحزن العاشورائي لا يمثِّل انهزامًا.
والفرح في ذكرى الميلاد لا يمثِّل انفلاتًا.
قالها أحدهم – من أعداء عاشوراء – منتقدًا حزن عاشوراء:
إلى متى هذا الحزن المدمِّر؟
نعم هو حزن مدمِّر؛
مدمِّر لكلِّ عبث وفساد.
مدمِّر لكلِّ باطل وضلال.
مدمِّر لكلِّ ظلم وطيش.
مدمِّر لكلِّ العصبيَّات والطائفيَّات.
مدمِّر لكلِّ شرٍّ في الأرض، لكلِّ انحراف، لكلِّ زيغ، لكلِّ طغيان.
وليس مدمِّرًا للقِيم والمُثُل.
وليس مدمِّرًا للمحبَّة والتَّسامح.
وليس مدمِّرًا للتَّقارب والتَّآلف.
وليس مدمِّرًا للرِّفق والاعتدال.
هكذا الإمام الحسين (عليه السَّلام) الدَّمعة والبسمة:
رفضٌ وتحدِّي.
إرادةٌ وصمود.
بذلٌ وعطاء.
فداءٌ وجهاد.
هكذا الإمام الحسين (عليه السَّلام) انتصار في دمعته وفي بسمته، في حزنه وفي فرحه.
انتصار الحقِّ على الباطل.
انتصار الهدى على الضَّلال.
انتصار الخير على الشَّر.
انتصار العدل على الظُّلم.
انتصار التَّسامح على التَّشدُّد.
انتصار المحبَّة على الكراهية.
انتصار الإيمان على النِّفاق.
انتصار الصَّلاح على الفساد.
انتصار الرِّفق على العنف.
انتصار الاعتدال على التَّطرُّف.
هذا هو الإمام الحسين (عليه السَّلام)
بكلِّ عطاءاته الكبيرة، وبكلِّ تضحياته الفاعلة، وبكلِّ قِيمه وأهدافه المتحرِّكة.
ولذلك يبقى الحسين بسمة.
الإمام الحسين (عليه السَّلام) أبقى الإسلام، وأبقى قِيَم الدِّين، وأبقى العزَّة والصُّمود.
العنوان الثَّاني: قيمة هذه المناسبات الدِّينيَّة
أوَّلًا: بمقدار ما نستفيد منها عقائديًّا
في عصر تواجه العقائد الحقَّة كلُّ التحدِّيات.
ثانيًا: بمقدار ما نستفيد من هذه المناسبات ثقافيًّا
في عصر تنتشر فيه الأفكار الضَّالة والمنحرفة.
ثالثًا: بمقدار ما نستفيد منها روحيًّا وأخلاقيًّا
في عصر انتشر فيه الفسق والفجور والفساد.
فالمثليَّة والشُّذوذ، والمخدِّرات، والعهر والزِّنا، والعبث والضَّياع، والذي يُروِّج له سماسرة الانحراف وصُنَّاع الرَّذيلة بوسائل اقتحمت كلَّ المواقع مزوَّدة بأحدث الأدوات.
وهنا أقول كلمة بكلِّ مرارة: فالويل كلُّ الويل، وقد اقتحم بعض أوطاننا صهاينة متمرِّسون في إنتاج الرَّذائل والموبقات.
حمى الله هذه الأوطان من كلِّ مكائدهم وضلالاتهم وغواياتهم.
رابعًا: بمقدار ما نستفيد منها سلوكيًّا
في عصر تنتشر كلُّ ألوان السُّلوك الضَّائع والفاسق والطَّائش.
خامسًا: بمقدار ما نستفيد منها رساليًّا وجهاديًّا
في عصر ماتت الهمم والعزائم، وسقطت الإرادات، واسترخت القُدُرات.
العنوان الثَّالث: فكم اقتربنا من الإمام الحسين (عليه السَّلام)؟
وكم اقتربنا من أئمَّة أهل البيت (عليهم السَّلام)؟
وكم اقتربنا من الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام)؟
وكم اقتربنا من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)؟
وكم اقتربنا من القرآن الكريم؟
وكم اقتربنا من الله سبحانه ونحن نحيي هذه المناسبات؟
هذا الاقتراب من الإمام الحسين (عليه السَّلام) يصنعه مستوى خطابنا الدِّيني
- خطاب المسجد
- خطاب المنبر
- خطاب الإرشاد
- خطاب المناسبات
- خطاب البرامج الثَّقافيَّة
- خطاب الملتقيات
فكلَّما ارتقى مستوى هذا الخطاب كان الأقدر على صناعة أجيال الوعي والبصيرة.